أكرم القصاص - علا الشافعي

كريم عبد السلام

القابلية للفساد فى المجتمع

الأربعاء، 29 مارس 2017 03:00 م

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
الدور الكبير، الذى تبذله الرقابة الإدارية لمواجهة أشكال الفساد والانحراف فى الجهاز الإدارى والجهات المتعاملة معه كبير وملحوظ ويمثل رادعًا لجميع العاملين فى المصالح والهيئات والجهات المرتبطة بها، وهو ردع كان مفتقدًا بهذه القوة والفعالية خلال السنوات السابقة، وكان افتقاده أحد الأسباب، التى أدت إلى انتشار ظاهرة الغش والانحراف والتربح الحرام فى كل مناحى حياتنا.
 
وفى الشهور الأخيرة، نجحت هيئة الرقابة الإدارية، ومعها الأجهزة الرقابية الأخرى فى توجيه ضربات مؤثرة إلى الفساد والفاسدين، لإرسال رسالة إلى الجميع بأن كل مسؤول أو موظف بالدولة خاضع للرقابة فيما يخص عمله ومصالح الناس وحقوق الدولة، وأن أى تهاون أو محاباة أو محاولة للتربح وتحقيق مكاسب شخصية على حساب حقوق الناس ستواجه بالقانون، وما يعنيه ذلك من عقوبات.
 
ولكن المتمعن فى كيفية سير الحياة وتعاملاتها عندنا يعرف أن جهد الرقابة الإدارية هو الجهاد الأصغر المتعلق بالمصالح والهيئات الحكومية والجهات المرتبطة بها، لكن الجهاد الأكبر منوط بنا نحن المصريين فى كل فئات وقطاعات المجتمع الأخرى، فالأغلبية الساحقة منا ضعفت معاييرهم فى الإتقان والإخلاص لما يتصدون له من أعمال ومهام، كما ضعف إيمانهم بقيمة العمل نفسه أيا كان نوعه وطبيعته كما تسعى الأغلبية الساحقة إلى تعظيم منافعها وأرباحها من أى شىء تتصدى لعمله وفى المقابل ضعفت إلى حد كبير ثقافة الخدمة العامة والتطوع.
 
لن تستطيع الرقابة الإدارية ومعها كل الأجهزة الرقابية الأخرى مواجهة الفساد والقضاء عليه، مادام الفساد الصغير والكبير  متجذرا فى المجتمع، ومادامت مصطلحات الرشوة المقنعة مثل «الشاى بتاعى» و«الدرج المفتوح»، و«الإكرامية» و«الحلاوة» و«تمشية الحال» و«تفتيح المخ»، موجودة ولها معانٍ ودلالات فى قاموسنا الحياتى، وغالبة على قيم العمل والاجتهاد والشرف والضمير المهنى والأخلاقى.
 
الفساد للأسف الشديد أصبح أحد أساليب الحياة بمجتمعنا خلال الأربعين عاما الأخيرة، وأدى ذلك إلى دهس قيم كثيرة كانت بمثابة جهاز المناعة للمصريين، وعلينا أن نعمل معا لنعيد لمناعتنا المجتمعية قوتها ونعيد لقيم الشرف والأخلاق والاجتهاد والعمل قوتها ونصاعتها.
 
إن أولى المشكلات التى تحتاج إلى حل حاسم هى الغش بمفهومه الواسع ودرجاته المتعددة، من الإهمال والتكاسل إلى الأداء العشوائى عدو  الإتقان والانضباط وانتهاء بتعمد الغش للتربح من ضغط التكلفة أو تقليل وقت الإنجاز إلخ، ومثلما قالوا قديما: إن الغش يفسد كل شىء، فإن الإتقان هو ترمومتر ضبط المجتمعات والدول ومعيار تقدمها وازدهارها.









مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة