عاد إلى المنزل ممسكا قلما وورقة كتب عليها "بنلف نلف نلف نلف.. والسنين بتلف تلف تلف.. وألم بيزيد وجراح بتخف.. حبيبى.. بنودع ربيع ونستقبل ربيع.. ويخضر الشجر.. تتنسى الدموع يحلو السفر.. حبيبى بنستقبل ربيع وبنودع ربيع.. ويؤمرنا القدر تنطفى الشموع ويغيب القمر.. ونصبح ذكريات مجرد ذكريات.. مجرد غنوة حلوة من ضمن الأغنيات.. حبيبي.. بنحب نحب نحب نحب.. عطشانين للحب الحب الحب.. والشوق بيقيد ويدفى القلب.. حبيبى.. وأمطار الشتا بتنطفى كل ده.. والقلب الحزين بين ليلة ويوم.. يدوب من الأنين.. حبيبى.. ضحكتنا بكى.. قسمتنا كده.. تهدينا السنين أيام الهموم.. ونموت عطشانين.. ونصبح ذكريات مجرد ذكريات مجرد غنوة حلوة من ضمن الاغنيات.. حبيبي"، ثم أمسك بعوده وعزف على أوتارها ولحن أغنية "بنلف" فى رثاء العندليب الأسمر ورفيق مشواره الفنى عبد الحليم حافظ، إنه الموسيقار وملحن كل زمان بليغ حمدى، الذى كتب ولحن أغنية "بنلف" فى نفس يوم وفاة العندليب وبمجرد أن عرف الخبر.
بليغ الذى لحن مع عبد الحليم ما لا يقل عن 30 أغنية بدأها معه فى "تخونوه"، وحليم الذى وقف يقدم الموسيقار الشاب فى إحدى حفلاته على المسرح ووصفه بـأنه "أمل مصر فى الموسيقى"، ليست مجرد علاقة بين اثنين أصدقاء امتدت لسنوات، ولا هى مجرد علاقة تخللها الحُب والود والأخوة، وأيضا الخصام لبعض الوقت، لكنها علاقة بين روح واحدة فى جسدين لا يفترقان، ونجاح عمل فنى لأحدهما ليس له طعم دون لآخر، وليس أكثر إثباتا من ذلك، سوى أغنية بليغ حمدى التى خرجت من أعمق أعماق القلب والوجدان والمشاعر فى وداع عبد الحليم حافظ.
حليم وبليغ
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة