فى سبتمبر الماضى نشرت تحليلا لظاهرة «الحرب الزراعية على مصر»، التى تشنها بعض الدول الكارهة، وعلى رأسها قطر وتركيا، وفق أجندة محددة ونوايا معلنة واستراتيجية محكمة، وليس فى الأمر سر إذا قلت إن هذه الحرب لا تستهدف مصر فحسب، وإنما تستهدف صالح بعض الدول، التى تصدر الفراولة أو تقوم بدور الوسيط فى تصدير المنتجات الزراعية، وهذه الأطراف مجتمعة روجت منذ أشهر لحملة كاذبة مازلنا نعانى من آثارها حتى الآن، وقد ظهر هذا جليًا فى منع السودان منذ أيام للمنتجات المصرية، ولا أقول هنا بأن السودان شريك فى هذه المؤامرة وإن كنت لا أبرئ بعض الأطراف الموجودة فى الداخل، لكنى فى ذات الوقت أؤكد أن هذه الشائعات المغرضة، التى تتبناها العديد من أجهزة الاستخبارات الأجنبية لا تقل خطورة عن إرهاب داعش أو الإخوان، لأن المحصلة النهائية تصب فى هدف واحد هو إفقار مصر وتقزيم اقتصادها، فالإرهاب يحرمنا من السياحة، ويضعف بنيتنا التحتية، ويغرق المجتمع فى الفوضى، وحرب الشائعات على المنتجات المصرية تضعف مواردنا من العملات الأجنبية وتضعف اقتصادنا الداخلى وتغرق الفلاحين فى الديون، وهى عوامل كافية لتهديد السلم الاجتماعى وتأجيج مشاعر القلق عند الناس بما يصب فى النهاية فى جانب إضعاف الدولة وتهديد الوطن.
بجانب قرار السودان الأخير بعدم الاعتماد على المنتجات المصرية يهل علينا هذه الأيام موسم الفراولة، التى أصيبت بالعديد من الشائعات المغرضة الممولة من قطر، كما أثبت فى التحليل السابق الإشارة إليه، ولهذا لا يجب علينا أن نصمت أمام هذه الحرب الضروس، ويجب على مصر كلها أن تقوم بدورها فى حماية زراعاتها وصناعاتها، بشكل يقتل الشائعات فى مهدها ويحرم المغرضين من شماعة يعلقون عليها أمراضهم، ولهذا يجب أن تقوم مصر بعمل حملة دعائية عالمية لتطمئن العالم على إجراءات السلامة والصحة فى منتجاتها الغذائية، ولتكن البداية بعمل فيلم تسجيلى عن زراعة الفراولة وطرق حمايتها من الآفات بشكل لا يضر بالمحصول، مرورًا بتوضيح إجراءات الكشف عليها من الجانب المستورد، وعمليات فحصها فى الموانئ قبل التصدير، وطرق حفظها بعد التعليب، وهنا لا يجب أن تأخذنا العزة بالإثم فى عملية الدفاع عن محاصيلنا، فنحن فى حرب من جميع الجهات، فأعدوا لهم ما استطعتم من قوة.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة