سلاح حزب الله يعرقل مصالح لبنان بالقمة العربية.. الخليج يترقب موقف بيروت من إيران.. رموز لبنانية يستبقون موقف الرئيس فى القمة برسائل تتبرأ من أى دعم لـ"نصر الله".. ومرافقة الحريرى أمل لـ"تلطيف الأجواء"

الأربعاء، 29 مارس 2017 07:00 ص
سلاح حزب الله يعرقل مصالح لبنان بالقمة العربية.. الخليج يترقب موقف بيروت من إيران.. رموز لبنانية يستبقون موقف الرئيس فى القمة برسائل تتبرأ من أى دعم لـ"نصر الله".. ومرافقة الحريرى أمل لـ"تلطيف الأجواء" الرئيس اللبنانى ميشال عون
كتبت آمال رسلان

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء

ساعات قليلة وتنطلق قمة عربية جديدة فى البحر الميت بالأردن، ورغم أن لبنان ليس القضية الأكثر حيويه على مائدة القادة العرب حيث تأتى سوريا المشتعلة وليبيا الملتهبة فى المقدمة وفلسطين التى يحاول العرب إحياؤها من جديد فى مقدمة جدول الأعمال، إلا أن تواجد بيروت فى وسط بؤرة الأحداث سيدفع به مجددا للواجهة.

 

حضور لبنان لهذه القمة ليس عاديا بل استثنائيا، حيث يرأس الوفد اللبنانى الرئيس ميشال عون الذى استطاع أن ينهى فى أكتوبر الماضى سنوات من الفراغ الرئاسى عانت منها بيروت، خلال تلك السنوات تأزمت العلاقات بين لبنان والخليج على خلفية حزب الله وإيران وتدخلهما فى الأزمة السورية، حيث شهد العام الماضى تصعيدا لتلك الأزمة بعد تصنيف حزب الله إرهابيا وعانت خلالها بيروت من حصار اقتصادى خليجى عبر قطع العلاقات الدبلوماسية وإيقاف الهبة السعودية  للجيش اللبنانى وفرض حصار على السياحة الخليجية.

 

عون منذ اليوم الأول له فى الرئاسة وعلى الرغم من علاقته المعروفة بحزب الله وأمينه العام والذى وصل للرئاسة بدعمه إلا أنه حاول تسويق نفسه على أنه رئيس لكافة الأطياف اللبنانية، وحاول ترميم العلاقة بين لبنان ودول الخليج حيث اختار السعودية لتكون وجهته الأولى فى جولاته الخارجية، إلى أن صرح الرئيس اللبنانى بدعمه لسلاح حزب الله والذى قال عنه أن له دور مكمل للجيش اللبنانى طالما هناك احتلال اسرائيلى.

 

هذا التصريح استطاع أن يجمد الخطوات الخليجية نحو بيروت على مدار الأسابيع الماضية، لحين اللقاء الكبير غدا فى اجتماع الرؤساء والملوك بالقمة العربية والذى على أساسه ستعمل دول الخليج على رسم خارطة علاقاتها بلبنان فى المرحلة المقبلة، وما سيعلنه حول سلاح حزب الله تحديدا والتدخلات الإيرانية فى شئون دول الخليج والمنطقة حيث من المنتظر أن تتبنى القمة العربية قرارا فى هذا الشأن.

 

وما يفخخ الموقف اللبنانى أكثر أمام القمة العربية هو المفاجأة التى دوت أصدائها فى الأردن عشية القمة العربية، حيث أرسل خمسة رؤساء سابقين للبنان ورؤساء للحكومة وهم أمين الجميِّل وميشال سليمان وفؤاد السنيورة ونجيب ميقاتى وتمام سلام، رسالة الى القمة العربية لتُعرض على القادة موقعة من جانبهم تتضمن مواقف سلبية من حزب الله.

 

وقالت صحيفة الأخبار اللبنانية، إنَّ الرسالة المكتوبة فى ثلاث صفحات، تؤكد «احترام لبنان الإجماع العربى الصادر عن مؤتمرات القمة العربية»، وأنَّ «لبنان غير موافق على تدخل حزب الله فى سوريا أو فى العراق واليمن»، موضحه أن الرسالة لم تتطرق إلى العدوانية الإسرائيلية، ولا للمطامع الإسرائيلية المعلنة بالغاز والنفط اللبنانيين، ولا للخروقات الإسرائيلية للسيادة اللبنانية، ولا للاحتلال الإسرائيلى لأراضٍ لبنانية.

 

وأشارت الصحيفة إلى أن مصادر بالرئاسة استغربت هذا الأمر، خصوصًا أنَّ القمة العربية ستشهد موقفًا لبنانيًا موحداً للمرة الأولى منذ سنوات، يتجلى بحضور الرئيسين ميشال عون وسعد الحريرى فى اجتماع القمة فى الأردن غدًا، هذا التصرف أثار غضب عدد من الوساط اللبنانية التى رأت فيها تأمر على مصلحة لبنان وإحراج للرئيس عون، وعبّر الرئيس نبيه برّى رئيس مجلس النواب أمام زواره أمس، عن استيائه الشديد من الرسالة، معتبرًا أنها تستهدف وحدة الموقف اللبنانى، خاصة وأن رئيس الجمهورية سيلتقى الأمين العام للأمم المتحدة فى الأردن، على هامش القمة.

 

الرئيس اللبنانى يعلم جيدا الخيار الصعب الذى سيكون أمامه فى اجتماعات القمة العربية وذلك عمد الى اختيار سعد الحريرى رئيس الحكومة - المدعوم سعوديا – ليشاركه فى تلك الرحلة، وقالت مصادر بالرئاسة اللبنانية أن هذا التشكيل للوفد الرسمى من شأنها أن تُحدِث «توازناً» يحتاج إليه لبنان لتفادى أى انزلاقاتٍ الى «المحظور» فى العلاقات مع دول الخليج، فى وقت حرج تحتاج فيه بيروت الى الاستثمارات والدعم الخليجى.

 

وقال سمير جعجع رئيس حزب القوات اللبنانية أن الوفد المشارك فى القمة  برئاسة رئيس الجمهورية ورئيس الحكومة يمثلان لبنان بأكمله، وهما مقيدان بالدستور ويأخذان فى الاعتبار مصالح الشعب اللبنانى والمصلحة العليا للدولة اللبنانية بالدرجة الأولى، وسيقومان بكل ما يجب لعدم السقوط مرة جديدة فى مسألة الابتعاد عن الموقف العربى والخليجى نظراً للروابط والمصالح المشتركة بين لبنان ودول الخليج، كما أنهما لن يألوا جهداً فى محاولة تقديم المصلحة اللبنانية العليا على أى مصلحة أخرى».

 

ووسط الترقب الخليجى لمواقف العهد الجديد فى بيروت من طهران، وحالة الجدل فى الأوساط اللبنانية على خلفية إعلان رموز لبنان السابقين لتبرؤهم من حزب الله وأى دعم رسمى له، يقف الرئيس عون غدا فى مفترق طرق من الصعب فيه الحفاظ على توازنات بيروت بين التجاذبات على الساحة الإقليمية، لتكون كلماته فى البحر الميت غدا اما احياءا لعلاقات لبنان الخليجية أو دفنها فى ختام اجتماعات القمة.










مشاركة

لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة