أكرم القصاص - علا الشافعي

دندراوى الهوارى

لماذا رفض «السيسى» السير على خطى «مبارك»؟!!!

الأربعاء، 29 مارس 2017 12:00 م

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء

عهد مبارك شهد تناغماً عبقرياً بين المواءمات السياسية وبين الفساد والرشوة والواسطة وتجريف العقول

 
«من يستطيع إيهام الجماهير يصبح سيدًا لهم.. ومن يحاول إزالة الأوهام من أعينهم يصبح ضحية لهم» هذه المقولة العبقرية، للطبيب والفيلسوف والمؤرخ الفرنسى الشهير «جوستاف لوبون»، صاحب مؤلفات «الحضارة المصرية» و«حضارة العرب فى الأندلس» و«سر تقدم الأمم» و«روح الاجتماع». هذه المقولة بالغة الدلالة، وعظيمة الأثر، تمثل نهجًا لأداء الرئيس عبدالفتاح السيسى، الذى رفض منذ ظهوره على سطح الأحداث عند تعيينه وزيرًا للدفاع، وحتى كتابة هذه السطور، اللجوء إلى «تكحيل عيون الناس بالأوهام»، وأصر على الجنوح نحو المصارحة، والمكاشفة، وإزالة كل الأوهام من العيون، رافضًا كل النصائح بضرورة «بيع وتصدير الأوهام»، ليستمر سيدًا ومتوجًا على عرش القلوب، ولا يتعامل مع شعبه كجراح يكتب روشتة علاج حقيقية، لا تتضمن المسكنات.
وفى ظل المعطيات السابقة، استغلت جماعات وحركات ومجموعة الابتزاز السياسى من أجل تقسيم المغانم، مصارحة ومكاشفة الرئيس بالأمراض والعلل التى تعانى منها البلاد، لإثارة «ثورة الشك» وتلبيد سماء القاهرة بغيوم سوداء، رغم الجهد الذى تبذله مؤسسات الدولة المختلفة، وجهد السيسى الذى يطحن الوقت، لتحقيق المعجزات.
 
السيسى رفض أن يسير على نهج حسنى مبارك، باستخدام التنويم المغناطيسى، والمحافظة على الدعم، وعدم تحريك الأسعار، تاركا البلاد يتسلل لها الصدأ، ويتعمق فى أوصالها الرتابة والروتين، ويحكمها قانون المواءمات السياسية، والتغاضى عن انتشار الفساد، وتخريب الذمم.
 
عهد مبارك شهد تناغما عبقريا بين المواءمات السياسية، وبين الفساد والرشوة والواسطة وتجريف العقول، وإعلاء قيم اللجان العرفية لتلعب دورا بديلا عن الدولة فى مواجهة الأزمات وحل الصراعات الطائفية بين عنصرى الأمة، مسلمين وأقباطا.
 
مبارك كان يعقد الصفقات مع الإخوان خلف الكواليس، بمنحهم 88 مقعدا فى البرلمان، وترك كل النقابات لهم، يلعبون فيها كيفما يشاءون، وترك لهم الحبل على الغارب لإقامة المشروعات الاقتصادية، والتحرك فى القرى والنجوع والمناطق الشعبية بكل حرية وأريحية، ثم يخرج فى العلن مسخرا الجماعة فزاعة للمصريين، ضمانا لاستمرار حكمه، لذلك فإن مساحة الاختلاف بين السيسى ومبارك، شاسعة، فالسيسى لا يلجأ إلى تصدير الوهم ليصبح سيد الجماهير، أو استخدام المسكنات فى العلاج، أو الرضوخ والإذعان لأمريكا والغرب، ودول إقليمية، فبدأ فى فتح الملفات الصعبة والمسكوت عنها، والعمل من أجل المستقبل، فى سياسات طويلة الأمد تنهض بالدولة، ولا تعتمد على الحاضر، وتوفير «قوت الناس» يوماً بيوم.
 
وواجه الجماعات الإرهابية بكل قوة، دون خوف، أو حسابات معقدة، بينما «مبارك» لم يقترب من أصل مشكلة لحلها، ولكن كان يلجأ للعلاج بالتنويم المغناطيسى تارة، والمراهم والمسكنات تارة أخرى. ولو كان السيسى يصدر الوهم للمحافظة على شعبيته الجارفة، ما لجأ إلى تدشين المشروعات القومية الكبرى، وكان أغدق على شعبه بكل ما يحصل عليه من قروض وودائع، ولكن المقابل سيكون مريرًا وموجعًا، وسينهار البلد انهيارًا كاملًا، ولن تقوى على مواجهة أصغر المشاكل.
 
السيسى قرر أن يدشن شبكة طرق عالمية تدفع بالبلاد إلى آفاق المستقبل والخروج من شرنقة الدلتا المميتة، كما قرر استصلاح المليون و500 ألف فدان، لتحقيق أهم عناصر الأمن القومى، وهو الاكتفاء الذاتى من القمح، وقرر أن ينمى سيناء، ويحفر قناة سويس ثانية، وأنفاقا كبرى تربط أرض الفيروز بالوادى وتسهل حركة التجارة منها وإليها، وقرر قهر الجبال بتدشين مشروع جبل الجلالة، وهو المشروع الذى سيحدث طفرة نوعية فى السياحة، ربما تتفوق على الغردقة وشرم الشيخ، ليصبح لدى مصر منتجعات سياحية عالمية، تتمثل فى جبل الجلالة وشرم الشيخ والغردقة. وقرر الرجل أيضًا أن يضع حدًا لأزمة الكهرباء التى أصبحت مشكلة مزمنة، وكارثية، فلا حياة دون طاقة فى أى دولة من الدول، وإقامة العاصمة الإدارية الجديدة، وهو المطلب الذى كان ينادى به الجميع طوال عقود طويلة، للتخفيف عن القاهرة التى تحولت إلى قنبلة موقوتة. هذا قليل من كثير، وتستطيع أن تقولها بكل قوة، نعم السيسى يزيل الوهم من العيون، لا أن «يكحل عيون الناس بالأوهام» مثل مبارك.
 
ملحوظة: كنت قد كتبت هذا المقال منذ ما يقرب من عام، ونظرًا لتشابه الظرف، أعدت نشره مع التحديث والتعديل حسب مقتضيات التطورات الحالية.

 










مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
التعليقات 10

عدد الردود 0

بواسطة:

رامى

كلام مظبوط و منصف

الكثيرون يترحمون على ايام جمال عبد الناصر , و فى الحقيقة اللى عمله ناصر و من بعده مبارك هو سبب ما نحن فيه , و هو اللى جعل عملية الاصلاح صعبة

عدد الردود 0

بواسطة:

shmseldeen

الله ينور عليك

مقال رائع ويلخص الفرق بين مبارك الذى يهوى كرسى الحكم ولو حلى حساب مصلحة الوطن ومتعاون معه بعض رجال الاعمال الفسده الذين كونوا ثرواتهم من فساد دولة مبارك وأولاده ..... والسيسى الذى يهوى الوطن ولو على حساب شعبيته لكن الشعب فاهم ومتحمل وان شاء الله ربنا معاه ولكن يجب على الحكومة التفكير فى افكار خارج الصندوق للوقوف بجانب الفقراء .

عدد الردود 0

بواسطة:

مصرى عربى اصيل

مصررررررررررررررررررررررررر

لقد ذكرت الحقيقه المجرده يا دندراوى مبارك ونظامه كانو وبال على مصر وتم تدمير كل شىء الصناعه والصحه والزراعه والخدمات ما بناه الشعب المصرى بقياده ناصر دمره مبارك بعد ان فتح السادات الطريق له مبارك دمر الزراعه بالكامل وشبكه الترع والمصارف المستخدمه للرى وقضى على زراعه القطن والقمح ولم يترك الا زراعه البرسيم علشان البهايم تاكل باع الشركات لبيع ارضها واوقف المصانع الكبرى لتدمر نفسها بنفسها مثل النصر للسيارات والحديد والصلب والكوك والصناعات الغذائيه والغزل والنسيج والصحه حدث ولا حرج ورغيف الخبز على الطلاق الحمير كانت ترفض اكله هل هذا هو دعم مبارك الله لا يرجعو ومع تدمير الحياه كامله اطلق العنان لاخوان الشيطان ولهذا تحولت مصر الى اكبر دوله متسوله بفضل مبارك واكبر دوله مصدره للارهاب بفضل مبارك ويجب محاكمه مبارك سياسيا لان مبارك كان مقونن كل شىء كانت عصابه تستحق الحرق بجاز وسخ الله يلعنه ويلعن شكله وعصابته

عدد الردود 0

بواسطة:

فاروق

تفتكر ان الوقت كان مناسب

لاقامة هذه المشروعات العملاقه***يعنى دوله بعد ثورتين احهدوها واجهدوا جميع مؤسساتها **وحده من الثورتين خربت وحرقت وولعت ورجعتنا الاقتصاد 20 سنه لورا **والثوره الاخرى ادخلت البلد فى حرب مع الارهاب طويلة المدى وتفجيرات هنا وهناك وتبعه ارتفاع للدولار وهبوط للجنيه وماتت السياحه الخ الخ الخ ****تفتكر هل كان هناك حاجه لتلك المشروعات العملاقه **انا لااعيب عليها ولكن فقط التوقيت****يعنى واحد معاه يدوب اللى يكفى بيته ينفع يقول عايز اجيب كولدير احطه قدام البيت****

عدد الردود 0

بواسطة:

الى رقم 1

لا وجه للمفارنة بين عبدالناصر ومبارك فغبدالناصر انخاز للفقراء ومبارك انحاذ لحيتان الفساد !!

االاول مات فقير والاخر يعيش زليل بعد ان قضى مدة خبسه فى حكم نهائى بالسجن ايام عبالناصر كان الشاب الفقير يتعلم ببلاش ثم يتحرج فيجد وظيفع ومن مرتبه يستطيع الزواج اما عهد مبارك فالشباب عاطل ولا يجد عملا ولا يستطيع الزواج الا اذا سافر للخارج وايام عبالناصر كانت العلاوة 4 جنيهات لمرتب بدايته 17 جنيه اى اكثر من 20% غموما اللى ما يعرفشى يقول عدس فالسادات هو اول من زور الانتحابات عام 1979 ليتخلص من معارضى كامب ديقد وهو من غير الدستور لكى يبقى ابوالفساد 30 سنة فى الحكم وهو من اخرج الاخوان من السجون وهو من بدأ انفتاح الفساد واكمله مبارك ببيع شركات القطاع العام بتراب الفلوس بعد بناها عبدالناصر !!

عدد الردود 0

بواسطة:

نور

مبارك والفساد

ان الذى نعيشة الان هو نتاج حكم مبارك الفاسد الذى دمر دولة لكى يتربح اولادة والفاسدين من حولهم وبلى شعبة بالامراض والعنوسة والبطالة فى الوقت الذى يرتع اولادة فى المليارات التى جمعوها من دم الشعب الغلبان

عدد الردود 0

بواسطة:

أحمد محمد الامين كامل

السيسي الرجل القوي الامين

كلام صحيح تماما فالرئيس السيسي فضل التضحية بشعبيته في مقابل ان نحيا في بلد أمن بجد له كرامة بجد لا يتسول لقمة العيش والسلاح والدواء اختار ان يبني لمن ياتي بعده فربما لا يستطيع هو نفسه ان يري ثمار ما زرعه ربنا يحميه ويحافظ عليه ويتصره علي كل اعداء الوطن جوا وبره

عدد الردود 0

بواسطة:

صريح

باقى اصدار قانون لمكافحه الفساد والمحسوبية

باقى اصدار قانون لمكافحه الفساد والمحسوبية === لن ينصلح حال مصر وشعبها الا بإصدار هذا القانون ..الذى يضع النقاط فوق الحروف . لمواجهة الفساد الحكومى وموظفى الحلكومه ....الذين يستغلون وضيفتهم لتحقيق ثروات على حساب الشعب الغلبان ... غير ذلك .. سوف يصبح كل ما يحدث من محاولات لاصلاح حال البلد ...كلام في كلام .................لماذا لا تتبنى مطالبة الحكومه بإصدار هذا القانون الرادع لكل فساد

عدد الردود 0

بواسطة:

setelkol Ahmed

رد على مقال الدندراو ى ( نهج السيسى فى ادارة العمل )

صدفت القول - الرئيس السيسى صادق القول والعمل امين على مصر وشعبها لا يبغى مصالح ولا كراسى ولا مناصب الا جندى يضع رأسة على يدة فداء لمصر وحماية لأمنها وامن الشعب حتى لو نحت الصخر من أجل عيون مصر تبقى آمنة مطمئنة مهمى عصفت بها العواصف حماه الله وبارك خطواته لأن الله أختصة بنفحة من عندة لمصر وصدق فيه سلوك ألأنبياء والرسل حغظ الله مصر وشعبها يارب يارب يارب

عدد الردود 0

بواسطة:

محمد ابراهيم

ميزتك انك فاهم --- وكمان عارف الحقيقة --- علشان كدة انا دائماً اتابع كلماتك --- شكرًا أستاذ دندراوى

اتمنى ان يقرا كل مصرى ومصرية كلامك ويفكروا فيه بجدية ويفهموه ويصدقوه -- انا بقول كده ليه ؟؟؟ لانى بالامس لقيت واحد من اولاد الشيطان اللى انت عارفهم واسمه محمود خليل مشير على الفيس بوك مقال بيقول انه لصحفية مصرية فى المصرى اليوم اسمها مى عزام بتهاجم فيه ألرءيس السيسى لانه أقام المشروعات الكبيرة مثل مشروع الجلالة والعاصمة الادارية ----- الخ الخ وأهمل احتياجات الشعب المصرى وطبعا انا قمت بالواجب ورديت على كل هذه التراهات ---- واليوم سررت جداً عندما قرات كلماتك التى تعبر عن الحقيقة وتعطى وصفا دقيقا صادقا لما يفعله سيادة ألرءيس للنهوض بالبلد وتنمية الاقتصاد ووضع حلولا جذرية لكل مشاكل مصر المستعصية والتى تركتها فترة حكم مبارك واللى كانت وبال وخراب على ام الدنيا --- فعلا كان يكحل عيون المصريين بالوهم ---اتمنى ان تواصل مشوارك شارحا وموضحا كل الحقائق للقريء الكريم حتى لا يكون مصدر علمه هى مى عزام ومحمود خليل ---- مرة ثانية شكرًا أستاذ دندراوى ---

اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة