حالة من الحب يجدد بها عشاق ومحبو الفنان الراحل عبد الحليم حافظ، ذكراه أواخر شهر مارس من كل عام، معلنين أنه رغم مضى أربعون عاما على رحيل العندليب، إلا أنه باق فى وجدانهم، ومشاعرهم التى نضجت بعذب صوته، وجميل أغانيه.
بالورود وأعلام مصر، وصوره، تزينت مقبرة الفنان الراحل عبد الحليم حافظ، والتى توافد عليها محبوه من جميع المحافظات، ومن كل البلدان والجنسيات، لتحول يوم حزين فى قلوب المصريين إلى يوم وفاء وحالة حب حقيقية.
أسرة العندليب الراحل استقبلت معجبيه، حيث قالت الحاجة زينب، ابنة شقيقته، :"مازالت ذكراه موجودة بيننا ورغم سنوات الفراق، إلا أنه مازال عايش بينا" ، و أنه "بجد وحشنا"، وتمنت أن تكون ذكراه العطرة ومحبة الناس له فى ميزان حسناته.
كما أوضح محمد شبانة، ابن شقيق العندليب، أن"يوم ذكراه هو يوم حب، نقضيه ما بين زيارة مقبرته، ومنزله بحى الزمالك"، مضيفا أن حب الناس "نعمة"، وأنه توفى فى سن مبكرة إلا أن ربنا منحه حب الناس لأجيال وأجيال قادمة .
كما حرص على الحضور الملحن والموزع الموسيقى أمين الموجى، الشهير بـ"الموجى الصغير"، نجل الموسيقار محمد الموجى، الذى ربطته بعبد الحليم أواصر صداقة قوية، وقدموا سويا أجمل الأغانى المصرية التى عاشت فى وجدان العالم العربى 40 عامًا.
وحكى الموجى الصغير عن ذكرياته مع العندليب، قائلا " أفتكر إن عبد الحليم لما حبس أبويا فى فندق ميناهاوس، علشان يخلص لحن "قارئة الفنجان" كان بيبعت لنا فلوس كل أسبوع مش كل شهر علشان نعيش منها"، وعرض كارت من عبد الحليم حافظ احتفظ به منذ صغره، أرسله العندليب له فى عيد ميلاده مصحوبا بورود وساعة هدية، وذلك لمرض العندليب وقتها وعدم قدرته على الحضور.
محبة الفنان الراحل شملت أيضا حرص سيدتين يرتدين النقاب، على زيارة قبره فى ذكرى وفاته، والتقت كاميرا "فيديو 7" قناة اليوم السابع المصورة، بهن حيث قالت إحداهما "احنا بنيجى هنا كل سنة، وبنحب عبد الحليم وبنسمع كل أغانيه، وبنستى نشوف أفلامه، وكلها حلوة، والناس دى كلها بتحبه، واللى الناس بتحبه أكيد ربنا راضى عنه".
الست وسيلة، تونسية الجنسية، عبرت عن حبها للعندليب بأنها لا تجد نفسها إلا من خلال أغانيه، فلا تسمع سواه رغم مرور السنوات، ولذا فهى كل عام مع اقتراب ذكراه تأتى من تونس لزيارته، مشيرة إلى أنها قبل وفاته بيوم حلمت بشخص يرتدى جلباب أبيض، بذقن بيضاء ناصعة أمسكها من يدها اليسرى وأخبرها أن عبد الحليم " بيموت" لتفق من حلمها مفزوعة، وحاولت تطمئن نفسها بسماع جميع محطات الإذاعة وقتها، لكنها لم تسمع أى شئ يفيد وفاته، سوى أخبار عن مرضه وعلاجه بلندن، لكن فى صباح اليوم التالى علمت بخبر وفاته ، وتحقق حلمها للأسف.
كما التقت كاميرا "فيديو 7" قناة اليوم السابع المصورة، بأم وردة المغربية التى حدثتنا عن حبها للعندليب، وغنت ابنتها وردة التى تتحدث العربية بصعوبة أغنية "ظلموه" للراحل عبد الحليم حافظ .
يُذكر أن عبد الحليم حافظ توفى عن عمر يناهز الـ47 عاما في الثلاثين من مارس 1977، والسبب الأساسى فى وفاته هو الدم الملوث الذى نقل إليه حاملا معه التهاب كبدى فيروسي "فيروس سي" تعذر علاجه مع وجود تليف فى الكبد ناتج عن إصابته بداء البلهارسيا منذ الصغر، كما أوضح فحصه فى لندن، ولم يكن لذلك المرض علاج وقتها.
وبينت بعض الآراء، أن السبب المباشر فى موته هو خدش المنظار الذي تم توصيله لأمعائه، مما أدى إلى حدوث نزيف، وحاول الأطباء منع النزيف بوضع بالون لمنع تسرب الدم لكن عبد الحليم توفى ولم يستطع بلع البالون الطبى.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة