أكدت السفيرة الأمريكية السابقة، ويندى تشامبرلين، أهمية الزيارة التى سيقوم بها الرئيس عبدالفتاح السيسى إلى واشنطن الأسبوع المقبل، ودورها فى إعادة العلاقات بين الولايات المتحدة ومصر إلى ما كانت عليه قبل السنوات الأخيرة.
وقالت تشامبرلين، التى تشغل حاليا منصب رئيس معهد الشرق الأوسط، وهو أحد أبرز مراكز الأبحاث الأمريكية المعنية بالمنطقة: إن القمة المرتقبة بين الرئيسين السيسى ودونالد ترامب فى واشنطن تمثل استعادة تأخرت طويلا للعلاقات المصرية الأمريكية الوثيقة، بعد الابتعاد الذى حدث فى العلاقات على مدار السنوات الماضية.
وأوضحت تشامبرلين، فى حوار خاص مع «اليوم السابع» عبر البريد الإلكترونى: إن الولايات المتحدة لديها مصلحة ثابتة فى أن تكون مصر مستقرة ومزدهرة وتتمتع بالحكم الجيد، فإن المصريين لديهم مصلحة قوية فى أن تكون هناك علاقات وثيقة بالحكومة والاقتصاد والمجتمع الأمريكى.
وفيما يتعلق بقضايا الاهتمام المشترك بين السيسى وترامب، خلال الزيارة، قالت ويندى: إن الرئيسين يتفقان على الحاجة لهزيمة الإرهاب والدفع برؤية إسلامية أكثر اعتدالا، لإنهاء الحروب الأهلية والوقوف بجانب الدول الفاشلة، والحد من الحروب داخل الدول، وأوضحت أن كلا الرئيسين يتفهمان أيضا الأهمية الملحة للنمو الاقتصادى، وتوفير فرص العمل فى بلديهما، كما يتفقان على الحاجة لإحراز التقدم فى عملية السلام بين إسرائيل وفلسطين وبين إسرائيل والعرب.
وعن توقيت زيارة السيسى لواشنطن فى ظل التطورات الراهنة على الصعيد الأقليمى والعالمى، قالت ويندى: إن هذه الزيارة تأتى فى الوقت المناسب، لأنها سترسل بإشارة قوية لأصدقاء الولايات المتحدة ومصر فى الشرق الأوسط، بأن العلاقات بين القاهرة وواشنطن تعود إلى قوتها، وهذا الأمر مهم للأمن والاستقرار فى الشرق الأوسط، وأيضا من أجل إحداث تقدم فى هزيمة الإرهاب وإنهاء الحروب الأهلية.
وتحدثت تشامبرلين، التى زارت القاهرة فى فبراير الماضى مع وفد لمعهد الشرق الأوسط، والتقت بالرئيس السيسى، عن تأثير هذه الزيارة على العلاقات الأمريكية المصرية، وقالت: إن الأثر الأكثر أهمية لها أنها ستعيد الثقة والاحترام بين الحكومتين، وستعيد الثقة بين الشعبين المصرى والأمريكى أيضا.
وتوقعت تشامبرلين أن تسفر المحادثات بين السيسى وترامب عن مزيد من التعاون فى الشأن العسكرى والأمنى، ومزيد من التواصل فى الاقتصاد والاستثمار، ومزيد من التنسيق فى الجهود الدبلوماسية لتحقيق تقدم فى الصراع الفلسطينى الإسرائيلى وإنهاء الحروب الأهلية، لا سيما فى ليبيا وسوريا، وأيضا استعادة النظام الإقليمى فى الشرق الأوسط القائم على وجود دول مستقرة.
وفيما يتعلق بإمكانية التعاون بين مصر والولايات المتحدة فى التعامل مع تنظيم الإخوان، لاسيما وأن إدارة ترامب تتفق مع مصر فى اعتباره جماعة إرهابية، قالت الدبلوماسية الأمريكية السابقة: إن إدارة ترامب أبدت اهتماما فى هذا الشأن، وهناك تحرك فى الكونجرس لفعل ذلك، إلا أن النتيجة على الجانب الأمريكى ليست واضحة بعد، ولا يزال هذا أمرا مرتبطا بوكالات حكومية أخرى فى الولايات المتحدة وأيضا بالكونجرس والقضاء للبت فيه.
وتحدثت تشامبرلين عن محاربة الإرهاب فى سيناء، وقالت: إن الولايات المتحدة تساعد القواعد المسلحة المصرية بشكل كبير فى محاربة الإرهاب بسيناء، ويمكن تصعيد هذا التنسيق فى ظل إدارة ترامب، ومن الممكن أن يكون هناك المزيد من الفرص للتدريب، وتبادل استخباراتى واستخدام التكنولوجيا المتقدمة.
وردا على سؤال حول الدور الذى يمكن أن تقوم به الولايات المتحدة فى مساعدة مصر فى تحقيق التعافى الاقتصادى، فى ظل الإصلاح الصعب الذى تقوم به، قالت تشامبرلين: إن الولايات المتحدة كانت مؤيدة جدا لقرض صندوق النقد الدولى المقدم للحكومة المصرية، وكذلك أثنت على الإصلاحات الاقتصادية التى قامت بها القاهرة خلال العام الماضى.
وتقدم الولايات المتحدة فى الوقت الحالى قدرا متواضعا من المساعدة الاقتصادية، إلا أن السفيرة الأمريكية السابقة أشارت إلى أن ترامب ووزير خارجيته ريكس تيلرسون من رجال الأعمال، وبإمكانهما إيجاد طرق لتشجيع رجال الأعمال الأمريكيين على الاستثمار والمشاركة فى مصر وأيضا تشجيع السياحة الأمريكية.
وختمت تشامبرلين حوارها مع «اليوم السابع» بالحديث عن التأثير المحتمل لقوة العلاقات المصرية الأمريكية فى دفع عملية السلام فى الشرق الأوسط، وقالت: إن القاهرة ستحذر واشنطن على الأرجح من نقل السفارة الأمريكية فى إسرائيل من تل أبيب إلى القدس، وأيضا ستحذرها من الابتعاد عن حل الدولتين، وفى ظل العلاقات الخاصة التى تتمتع بها القاهرة مع كل من الفلسطينيين وإسرائيل وأيضا مع دول الخليج العربى، فإن بإمكانها لعب دور مهم فى التأكد من عدم اندلاع صراع آخر بين إسرائيل والفلسطينيين، والأكثر أهمية أنه يمكن أن تساعد فى إحياء التقدم فى عملية السلام بين إسرائيل وفلسطين، وبين إسرائيل والعرب.
وتتولى تشامبرلين رئاسة معهد الشرق الأوسط الأمريكى منذ عام 2007، وسبق أن عملت نائبا لرئيس المفوضية العليا للاجئين بين عامى 2004 و2007، وسفيرة للولايات المتحدة فى باكستان بين عامى 2001 و2002، فى فترة مهة للغاية لعبت فيها دورا رئيسيا فى تأمين تعاون باكستان فى الحملة، التى قادتها الولايات المتحدة ضد القاعدة فى أفغانستان عقب هجمات سبتمبر الإرهابية.
وقبلها عملت تشامبرلين مديرا للشؤون العالمية ومكافحة الإرهاب فى مجلس الأمن القومى الأمريكى بين عامى 1991-1993.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة