أحمد إبراهيم الشريف

قم للمعلم وفه التبجيلا.. حتى لو كان ميتا

الجمعة، 31 مارس 2017 11:00 ص

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
لا تزال مصر بخير، ولا تزال قلوبنا عامرة بكثير من الخير، وفى كل يوم ورغم العنف الذى استشرى فملأ الدنيا وأصابنا بالهم والغم والحزن، وجعلنا نتحسس قلوبنا من القلق والخوف، ها هى الزميلة إيمان مهنا مراسلة «اليوم السابع» فى محافظة الشرقية تخرج علينا بتقرير يعيد إلينا أنفسنا بعنوان «أستاذى العزيز شكرا.. طلاب مدرسة يصطفون مسافة كيلو بجنازة مدرس وفاءً له».
 
فى التقرير تحكى إيمان مهنا عن قصة الأستاذ عطية عبد اللطيف هاشم، مدير مدرسة شنبارة الميمونة الإعدادية بالشرقية الأسبق، الذى أخلص لتلاميذه، فأخلصوا له، أحبهم من قلبه فأحبوه واحترموه، لم يبخل عليهم بعلمه ووقته، فوقفوا صفين فى جنازته من بيته لمدفنه مسافة كيلو تكريما ووفاء له.
 
ربما الغريب فى الأمر أن هذا الحدث وقع فى محافظة الشرقية، وهى المحافظة نفسها التى تم فيها فى شهر أغسطس الماضى تكريم المدرس المثالى بشهادة استثمار قيمتها 30 جنيها تصرف بعد 20 عاما، وطبعا فإن الزميلة إيمان مهنا كانت هى أيضا صاحبة هذا الخبر.
 
الاعتراف بفضل المعلم واحدة من القيم التى بدأت تتفلت من أيدينا وأصبحنا عاجزين عن الإمساك بها، لذا عندما تحدث تدمع أعيننا كأننا نرى شيئا غريبا، وكأننا نسينا أن المدرس هو صانع كل شىء فينا والآخذ بأيدينا إلى النجاة.
 
لا يخفى على أحد أن الانهيار القيمى الذى أصبحنا نراه كثيرا فى حق المدرسين فى السنوات الأخيرة جاء بسبب ظلم الدولة لهذه الفئة المهمة فى المجتمع، فهى تبخسهم حقهم وتجعلهم يعيشون على الكفاف فى ظل مجتمع تشتعل أسعاره كل يوم، كذلك جاء بسبب الصورة السلبية التى يقدمها الإعلام للمدرس جاعلا منه نموذجا كوميديا ليس أكثر.
 
وفى الحقيقة حتى لا نبخس الناس حقها لا يزال البعض، خاصة فى القرى، يقيمون وزنا للمدرس ويعرفون قيمته وقدره، لكن ليس بالصورة القديمة، فقد كنا نقف عندما يمر المدرس من الطريق، ولو ركب معنا فى سيارة لا نتحدث حتى ينزل، ولو طلب شيئا أسرع الجميع لخدمته، وهذه الأشياء التى يظنها البعض بسيطة كانت غاية فى الأهمية، لأن المعروف أن الإنسان الذى تحترمه بالطبع ستحترم ما تتلقاه عنه وتقدره.
 
والتقليل من قيمة المدرس انعكس بصورة واضحة على التقليل من قيمة العلم، فمنذ تكالب الجميع ضد المعلم لم يعد التلاميذ يقيمون وزنا للمدرسة وللحصص وللعلم ذاته، وأصبحت العملية التعليمية مصابة بكثير من المثالب.
 
بالطبع، هناك آلاف الحالات، مثل الأستاذ عطية عبد اللطيف هاشم، مدير مدرسة شنبارة الميمونة الإعدادية بالشرقية الأسبق، يحتاجون التكريم قبل موتهم وهو الأفضل.






مشاركة






الرجوع الى أعلى الصفحة