فتحت تحذيرات صحيفة سويدية، النار على قيادات الإخوان بعد نشرها تقريرا عن اختراق التنظيم للبلاد، والعمل سرا على قيادة الإسلاميين لبناء مجتمع مواز، مما أثار التكهنات حول بداية انقلاب كبير ستقوده أوروبا ضد الجماعة، خاصة أنه جاء بعد تحذيرات ألمانية أيضا فى نفس الصدد حذرت من تنامى قوة الإخوان فى ألمانيا.
خبراء أكدوا أن هذه التحذيرات تؤكد بداية وعي المجتمع الأوروبي، بخطورة الجماعة، وعدم حقيقة إدعائها بأنها جماعة دعوية، خاصة أن التنظيم هو أصل جميع الجماعات الأصولية فى العالم، مؤكدين أن هذا الأمر بداية لاتخاذ دول فى أوروبا إجراءات ضد الجماعة فى الأيام المقبلة.
وكشفت صحيفة "ذا لوكال"، السويدية، في تقرير لها أعدته وكالة الطوارئ المدنية فى السويد، أن جماعة الإخوان تقود الإسلاميين بالسويد لاختراق المنظمات بالبلاد، وهو التقرير الذي آثار جدلا .
ويشير التقرير، بحسب الموقع الإلكترونى للصحيفة، اليوم السبت، إلى أن جماعة الإخوان عملت سرا على قيادة الإسلاميين فى السويد نحو بناء مجتمع مواز عن طريق اختراق المنظمات والأحزاب السياسية فى البلاد.
ووجهت مجموعة من الباحثين فى السويد، انتقادات لنتائج التقرير قائلة إنه تجاهل دراسات سابقة ويفتقر للمصادر بالإضافة إلى أنه يستند على وجهات نظر شخصية وليست أدلة، وهو ما استدعى ردا من الوكالة السويدية، مشيرة إلى أنها دراسة جدوى تهدف إلى تقديم مقترحات بإجراء مزيد من الدراسات والبحوث حول نشاط الإخوان فى السويد.
وأوضح أنيلى سودر، رئيس وحدة العمليات بوكالة الطوارئ الوطنية السويدية، فى بيان صحفى: "دراسة الجدوى ليست تقريرا بحثيا، لكنها دراسة تمنحنا الدعم لمعرفة ما نحتاجه لإجراء دراسة وأبحاث فى المجال، فلكى يكون لدينا القدرة لتحديد المؤثرين وناشرى المعلومات المضللة ضد السويد، نحتاج إلى العمل مع أنواع مختلفة من المعرفة".
وأضاف: من الواضح أننا قمنا بإجراء تقييم أولى للنتيجة وفى هذه الحالة نحتاج إلى مواصلة الدراسات والأبحاث، فالجدل الدائر حول الدراسة ونتائجها هو جزء مهم من المعرفة والمدخلات للمضى قدما".
وسخر ماغنوس نورل، محرر التقرير، فى تصريحات للإذاعة العامة SVT، من المنتقدين، متسائلا: "هل كانوا يدخنون شيئا ما قبل أن يقرأوا التقرير؟ أنتم بحاجة إلى قراءة التقرير فقط. وإذا لم يقبل شخص ما هذا، ليس لدى الكثير يمكننى أن أقوم به حيال ذلك. فهو مُثبت".
من جانبه قال طارق الخولى، أمين سر لجنة العلاقات الخارجية بالبرلمان، إن تلك التحذيرات تؤكد أن الغرب بدأ يدرك أن الجماعة هى أصل كل الجماعات الأصولية حول العالم، موضحا أن الغرب بدأ يدرك هذه الحقيقة بعد أن بدأ يعانى من إرهاب تلك الجماعات خلال الفترة الحالية.
وأضاف أمين سر لجنة العلاقات الخارجية بالبرلمان، أن أوروبا بدأت تنتفض ضد كل الجماعات التى تتبنى العنف، أو التى تنشر أفكارا متطرفة، وقد ثبت بالدليل القاطع إن الإخوان متورطون فى العنف، ولا يسعون للسيطرة على الشرق الأوسط فقط، بل العالم كله، من خلال تطبيق نظرية أستاذية العالم.
وتابع أمين سر لجنة العلاقات الخارجية بالبرلمان، :"أوروبا أدركت أن القطر اقترب منها وأصبح أقرب من حبل الوريد، والغرب الآن يعيد نظرته ومفهومه عن الإخوان تمهيدا لاتخاذ إجراءات ضدهم".
من جانبه قال طارق البشبيشى، القيادى السابق بجماعة الإخوان، إن الغرب يعلم أن الجماعة مرتبطة بجميع التنظيمات الإرهابية، وتتسلل لدى منظمات أوروبية كى تستطيع تمرير قرارات وأهداف تحقق أغراض جماعة الإخوان فى الفترة المقبلة.
وأضاف القيادى السابق بجماعة الإخوان، أن داعش أصبحت مصدر إزعاج للجماعة، وهناك قيادات إخوانية متورطة فى دعمهم، بجانب أن هناك نفوذا متناميا للإخوان فى الخارج مما دفع لوجود تحذيرات من تنامى نفوذ الجماعة وضرورة مواجهته.
فيما قال الدكتور كمال حبيب، الخبير فى شئون الحركات الإسلامية، إن تنامى الاتجاهات اليمينية فى الخارج يشكل خطورة كبيرة على الإخوان ، موضحا أن تلك الاتجاهات اليمينية تخلط بين الإخوان والمسلمين بشكل عام.
وأضاف الخبير فى شئون الحركات الإسلامية، أن السويد دولة هامشية ولكن التقرير يشير إلى احتمالات صعوبات تواجهها الجماعة مع صعود التيارات اليمينية فى أوروبا.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة