سليمان شفيق

المسيحيون العرب حضور وحضارة

الأحد، 05 مارس 2017 11:01 م

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
تحت هذا العنوان، خاض الباحث عماد توماس، مغامرة بحثية، فى حقل ألغام الهوية، تقديم اثنين من المثقفين الثقاة، د.محمد عفيفى المؤرخ البارز، ود.عماد أبو غازى وزير الثقافة الأسبق.
 
يقول الدكتور عماد أبوغازى، فى مقدمته، قد انطلق المؤلف فى كتابه «من واقع مرير، يتمثل فى جهل كثير من المصريين بجزء مهم من تاريخ الوطن، أعنى الحقبة القبطية التى تكاد تتجاهلها مناهج التعليم العام، كما تغيب عن الدراسات الأكاديمية فى الجامعالت المصرية». أما الدكتور محمد عفيفى، فيرى أنه ينبغى تناول مسألة الحضور المسيحى من خلال مفهوم العيش المشترك، قبل ظهور الدولة الحديثة، وعبر مفهوم المواطنة مع الدولة الحديثة، وإلا وصلنا إلى حالة المبارزة بسيوف التاريخ.
 
نهدف من خلال هذا الكتاب، يقول المؤلف إلى التعريف بالمسيحية العربية، ودورها التاريخى كجزء أصيل من تاريخ الأمة وذاكرتها، بالإضافة إلى تذكير الأجيال الناشئة بتاريخ أجدادهم، صناع الحضارة ليفتخروا به ويسيروا على نهجه، فمن ليس له ماضٍ ليس له مستقبل ومن نسى تاريخه نساه التاريخ. ويضيف: لايهدف الكتاب إلى استدعاء قصص وحكايات التاريخ المؤلمة لتأليب المواجع، لكنه يهدف إلى التعلم وأخذ العبر والدروس من قصص التاريخ. هكذا بعقل هندسى، وقلب صحفى، وروح باحث فى 130 صفحة من القطع الصغيرة، اتسع البحث بما ضاق به صدر الوطن، و150 مرجعًا، حوى الكتاب ثمانى فصول، تتبع فيها المهندس عماد، الحضور المسيحى عبر العصور المختلفة، الفصل الأول ناقش: نشأة المسيحية العربية وإسهامات المسيحيين العرب فى الحضارة العربية، الثانى: الحضور المسيحى فى العصر الأموى والعباسى، والثالث الحضور المسيحى فى العصر الفاطمى والأيوبى، ثم العصر المملوكى والعثمانى، والعصر الملكى من محمد على وحتى رحيل الملك فاروق، ثم العصر الجمهورى ناصر والسادات ومبارك، والفصل السابع من الحكم العسكرى، الإخوان، عدلى منصور والسيسى، وصولًا للفصل الأخير، مصير المسيحيين العرب فى الشرق الأوسط.
 
يحسم الكاتب القضية الشائكة عن من هم العرب بالقول من تكلم بالعربية فهو عربى، مؤكدًا أن لفظ عربى لا يقصد به السياسة أو العرق بل الثقافة بمعنى ليست العربية لأحدكم من أب وأم، وإنما هى اللسان، أى من تكلم بالعربية فهو عربى، ويضيف المقصود بالتراث العربى المسيحى كما رواه الأب سمير خليل اليسوعى، بأنه مجموع ما كتبه المسيحيون فى اللغه العربية، أو ما ترجموه إلى العربية، مؤكدًا على أن التراث العربى المسيحى هو المدخل للأرضية المشتركة بين المسيحى العربى والمسلم، فاللغه والتراث والثقافة والتقاليد هى منطلق الحوار والعيش المشترك، ويعرج الباحث على وجود ثلاثة تيارات كان لها تأثير عميق على الإنتاج اللاهوتى للباحثين المسيحيين العرب بشكل عام والأقباط بشكل خاص: التيار الأول: آباء الكنيسة التقليدى، الثانى: الفلسفة اليونانية، الثالث: علم الكلام الإسلامى. ويطرح بعدها فى رصانة وتماسك بحثى أهمية دراسة التراث العربى المسيحى فى كونه ثقافيًا علميًا، والهدف الثانى الدينى والثالث اجتماعى والرابع تاريخى.
 
ويتطرق إلى نشأة المسيحية العربية فى الشرق، ويستشهد بسفر أعمال الرسل، أنه فى يوم الخمسين بعد صعود السيد المسيح، كان هناك جماعات أثنيه متعددة، منهم عرب «اع2:1-11».
 
كانوا من التجار النابطين، عندما تحول شاول الطرسوسى إلى المسيحية ذهب إلى العربية «غلا 17:1»، يشير إلى أن من حضروا مجمع نيقيه 325 م أسماء من أساقفة من الجزيرة العربية، منهم بامفيليوس الطائى، وفى مجمع انطاكيه كان من بين الأساقفة العرب فيوكينوس وأسقف آخر من اليمن يدعى ثيوفليس، ويرى أن فيلبس الأول «244 م :249» كان إمبراطورًا مسيحيًاعربيًا. ويعدد الكاتب الكثير من القبائل المسيحية العربية، وممالك كانت مسيحية عربية، مثل الغساسنة، ويتوقف أمام حضارة الحيرة. ويذكر الكتاب إسهامات كثيرة للمسيحيين العرب فى الشعر والنثر والعلوم فى كل العصور. بحث ألقى حجرًا فى ماء الهوية الراكد، ويسد ثغرة تتسع يومًا بعد يوم فى أوساط المسيحيين المشرقيين.









مشاركة

لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة