فى ظل التحركات التى تقودها الدول الإقليمية والدولية وعلى رأسها الدولة المصرية للدفع نحو الحل السياسى فى الجارة ليبيا عبر تفعيل بنود الاتفاق السياسى الموقع فى مدينة الصخيرات المغربية، بدأت عدد من الأطراف الإقليمية الداعمة للإرهاب والممثلة فى دولتى تركيا وقطر بدعم عدد من التنظيمات الإرهابية المتطرفة فى الغرب الليبى للقيام بهجوم على منطقة الهلال النفطى التى سيطر عليها الجيش الليبى مؤخرا عبر عملية البرق الخاطف.
وفى تطور مفاجىء بليبيا شنت ما تعرف بسرايا الدفاع عن بنغازى المدعومة من قطر وذلك بدعم من تنظيم القاعدة بشن هجوم كبير على الهلال النفطى للسيطرة على المنطقة الحيوية فى البلاد، وهو ما دفع الجيش الوطنى الليبى للانسحاب من عدة مناطق خوفا من إقدام تلك الجماعات الإرهابية المدعومة بأسلحة متطورة وحديثة من إحراق النفط الليبى.
وبدأ الجيش الوطنى الليبى فى شن غارات جوية على مناطق تمركز الإرهابيين الذين تمكنوا من السيطرة على مناطق السدرة ورأس لانوف والبريقة، إضافة لتمكن تلك الميليشيات من السيطرة على مطار رأس لانوف الاستراتيجى وهو ما يصعب مهمة القوات الجوية الليبية التى ستضطر للإقلاع من بنغازى.
وتمركزت قوات الجيش الوطنى الليبى فى منطقة العقيلة التى تبعد 35 كم عن البريقة لحشد قواته وانتظارا للتعزيزات العسكرية التى خرجت لدعم قوات الجيش فى الهلال النفطى للقيام بهجوم مضاد على مواقع وتمركزات التنظيمات الإرهابية المتطرفة.
بدوره قال المتحدث باسم الجيش الوطنى الليبى العقيد أحمد المسمارى، السبت، إن القاعدة وداعش تحاولان السيطرة على العاصمة طرابلس ومنطقة الهلال النفطى، مضيفا أن الأمور تحت السيطرة وينتظر بلاغ انتهاء العمليات العسكرية فى رأس لانوف.
وأكد المسمارى فى مؤتمر صحفى أن قائد الجيش الوطنى المشير خليفة حفتر يشرف شخصيا على العمليات فى رأس لانوف، موضحا أن سلاح الجو الليبى استهدف 15 هدفا خلال ليلة الجمعة، وتدمير 5 عربات تحمل منظومة دفاع روسية.
وقامت الميليشيات المتطرفة بمجازر بشعة ضد أسر وعائلات الجيش الليبى حيث اقتحم الإرهابيين منازل العسكريين المنضويين تحت راية الجيش الليبى وتصفية أبناءهم فى محاولة للتأثير على معنويات أبناء الجيش الوطنى الليبى الذين يخوضون معارك شرسة لاستعادة المناطق التى فقدها الجيش الليبى خلال هجوم التنظيمات الإرهابية.
وتزامن تحرك تلك الميليشيات التى جاءت من الغرب الليبى بتحرك ثنائى من الجنوب الليبى ولاسيما الجفرة بتعزيزات عسكرية ومرتزقة من تشاد والسودان لدعم التنظيمات المتطرفة، وهو التحرك الذى وصفته وسائل إعلام قطرية وتركيا بعمليات يقودها "الثوار" فى محاولة للتغطية على عمليات التنظيمات الإرهابية وتوفير لها الغطاء اللازم.
وتزامن مع هجوم الميليشيات المتطرفة فى منطقة الهلال النفطى سيطرة قوات تابعة لخليفة الغويل رئيس حكومة الإنقاذ الوطنى على مقر المؤسسة الوطنية للنفط فى العاصمة الليبية طرابلس فى محاولة منه لفرض أجندته السياسية ومحاولته الدخول فى الاتفاق السياسى أو فرضه على الأطراف الأخرى المنضوية والموقعة على الاتفاق فى مدينة الصخيرات المغربية ديسمبر 2015.
بدورها دعت مؤسسة النفط الليبية، السبت، إلى تجنيبها "الصراعات السياسية" في البلاد، والحفاظ على البنية التحتية لقطاع النفط من حقول وخطوط نقل وموانئ ومصانع.
وفي بيان لها اليوم عبر موقعها الإلكترونى، قالت المؤسسة الوطنية للنفط الليبية إنها "تقف مع وحدة البلاد دائما وأبدا وهدفنا هو زيادة الإنتاج النفطى وبالتالى زيادة الإيرادات العامة ولقد حققنا تقدما جيدا فى الأشهر القليلة الماضية فى استعادة الإنتاج وزيادة معدلات التصدير وهذا الأمر كان ولازال أولوية وطنية".
وتابع البيان: "لذلك فإننا ضد أى أعمال من شأنها الإضرار بالبنية التحتية لقطاع النفط بالبلاد من حقول وخطوط نقل وموانئ ومصانع ومرافق".
وأضافت المؤسسة "أننا بحاجة إلى خطوات ملموسة لتجنيب هذه الأصول أى أضرار ولا ينبغى أن تكون المؤسسة الوطنية للنفط ومنشآتها ورقة للمساومة فى الصراعات السياسية ويجب تحييد قطاع النفط عن هذه الصراعات".
فيما اتهم أعضاء فى مجلس النواب الليبى تركيا وقطر بالوقوف وراء هجوم الهلال النفطى عبر دعمها للتنظيمات المتطرفة التى قادت الهجوم ضد قوات الجيش الليبى فى محاولة لحرق النفط الليبى والعبث بمقدرات الليبيين.
ويعد هذا الهجوم من قبل "سرايا الدفاع عن بنغازى" هو الثالث على مناطق الهلال النفطى منذ خمسة أشهر.
وسيطر الجيش الوطنى الليبى على منطقة الهلال النفطى شهر سبتمبر الماضى فى أسرع عملية عسكرية يقودها الجيش الوطنى الليبى والتى أطلق عليها "البرق الخاطف" لسرعة السيطرة على منطقة الهلال النفطى ودحر ميليشيات متطرفة تتبع إبراهيم الجضران.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة