أكرم القصاص

حواديت عاصم حنفى فى بلاد الدنيا

الأحد، 05 مارس 2017 07:00 ص

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
سوف تتسلى وتستمتع وتعرف الكثير عن بلاد الدنيا، عن الطعام والشراب والفسح والمتع والسياسة والقهوة، كل هذا وأنت تبتسم.. مع عاصم حنفى الكاتب الكبير، الذى يقدم كل هذا فى كتابه، «حواديت سفر». عاصم ساخر جاد، السخرية عنده ليست تهريجًا ومونولوجات وإفيهات، لكنها حواديت حكايات، يكتب فى أكثر القضايا خشونة فتتحول بين يديه إلى فكرة وضحكة ومعلومة وقفشة والكثير من الحكايات.
 
حواديت عاصم حنفى تصعد إلى جبال الألب، وتنزل إلى مقاهى إسبانيا، وشوارع اليونان. يصحبك فى رحلة فشر أى مرشد سياحى، لا يخطب فى القراء ويعظهم أو يسعى لزغزغتهم. وإنما يفعل ذلك بخفة يد وخفة ظل، تشدك لتقرأ قصصًا وحكايات تسلمك الحكاية لأخرى، ساخرًا من نفسه ومن غيره ومما هو موجود من دون أن يتورط فى إفيهات غليظة أو يحاول إضحاك القارئ بالعافية. وفى كل هذا يحرص على دقة المعلومات، ويناقش أكثر القضايا تعقيدًا بشكل بسيط، مبتسم.
 
فى كتابه حواديت سفر سوف يأخذك عاصم بلاد الله لخلق الله، لايكتب رحلة مدرسية لكنه يقدم رؤيته الخاصة، عن الناس والبلد والعادات، يقدم تفاصيل غاية فى الأهمية بطريقة مشوقة على طريقة شيف محترف، يقدم الديمقراطية فى سويسرا، وقيلولة أهل غرناطة فى إسبانيا مع رائحة القهوة.عاصم حنفى يكتب كتابة ساخرة من النوع الصعب، «الصناعة الثقيلة للسخرية»، تدوم وتبقى ويظل تأثيرها وعبقها مستمرًا. وتزداد تعتيقًا كلما مرت الأيام. يروى عاصم عندما ذهب إلى غرناطة بأسبانيا، ولم يجد أحدًا فى الشوارع، ظن أنه فخ أو مؤامرة، ليكتشف أن السكان ينعمون بقيلولة، يتذكر قيلولة مصر فى الخمسينيات، ويلتقط الشحاتين الإسبان الذين يشبهون الشحاتين عندنا فى الدعاء والإلحاح، على عكس شحاتين بريطانيا الذين يشحتون بموسيقى و«بقلاطة» إنجليزية.
 
كتاب حواديت سفر عن سلسلة الكتاب الذهبى بروزاليوسف، يأخذنا عاصم من إسبانيا لإيطاليا ومن فرنسا لبريطانيا، لن تتوقف عن الابتسام من كتابة سريعة رائقة تحمل من الجدية والسخرية، فهو يشرح كيف أن الناس فى سويسرا يبدأون يومهم بابتسامة وصباح الخير «بونجور مسيو بونجور مدام». من أصغر واحد إلى أكبر واحد، حيث لا ألقاب ولا تفرقة.
 
لا ينسى عاصم حنفى، أن يذكر بالفضل أساتذته ومن ساعدوه ويخص العم محمود السعدنى ويحتفظ بمقدمته لكتابه فى طبعة أولى. صحيح أن عاصم تلميذ الساخر العظيم محمود السعدنى، لكنه ساخر بطريقته له لونه وطعمه.









مشاركة

لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة