أكد وزير الخارجية الإيرانى محمد جواد ظريف، أن الولایات المتحدة فقدوا فرصة ذهبیة فى علاقاتهم مع إيران، قائلًا : "بدلا من السعى لبناء الثقة مع إيران من خلال تطبيق الاتفاق النووى رفعوا أزمة انعدام الثقة بين البلدين، وهو ما سيضر بالأمريكيين لأنهم فقدوا فرصة تاريخية".
وحول العلاقات بين بلاده والمملكة العربية السعودية، أکد ظریف فى مقابلة مع وكالة إيسنا، علی أن إيران لا تحتاج إلی وسیط فى علاقاتها مع السعودیة، لأن المشکلة لیست موضوع الوساطة بل تکمن فى أن السعودیة تشعر بأنها بحاجة إلی إثارة التوتر لتمریر سیاساتها فى المنطقة، على حد تعبيره.
وفیما یتعلق بعلاقات طهران والریاض وتصریحات وزیر الخارجیة السعودی عادل الجبیر خلال زیارته لبغداد بشأن ضرورة التوسط العراقی فى العلاقات بین إیران والسعودیة، قال ظریف إن بلاده لا تحتاج إلی وسیط ولم تتخذ موقفًا معارضًا تجاه الدول التى أبدت رغبتها فى لعب دور إيجابى فى هذا المجال وتعاملت معها إيجابیًا، وهى لا تبحث عن التوتر.
کما دعا السعودیة ودول المنطقة إلی مراجعة سیاساتها السابقة لکى تفهم أن الحوار بین دول المنطقة هو السبیل الوحید لحل القضایا الإقلیمیة ولیس الاعتماد العسكرى على القوات الأجنبية والمحاولة لإشراکها فى المنطقة.
وقال ظریف إن دول المنطقة لیست أمامهم سبیل إلا التعامل والحوار مع إيران، مضیفًا أن بعض دول المنطقة قللت مدی نفوذها فى المنطقة بسیاساتها الخاطئة ودعمها للإرهاب کما فعلت ذلك تجاه إيران خلال الحرب العراقیة الإيرانية.
وبشأن التعاون الإيرانى والروسى والترکى فى سوریا، قال ظریف إننا نعتقد أن علی جمیع دول المنطقة بذل جهودها فى إطار إرساء السلام وإنهاء الأعمال العنیفة فى المنطقة، قائلًا : إن هذا التعاون الثلاثى کان إيجابیًا حتی الآن وانخفض حجم الاشتباکات فى سوریا ونحن نصر علی استمراره طالما نستطیع استخدامه فى التصدی لحدوث الکوارث فى سوریا.
وشدد وزیر الخارجیة علی أننا مازالنا نعتقد أن الأزمة السوریة یتم تسویتها عبر الحل السیاسي والشعب السورى هو الذي یحدد مصیر بلاده ، قائلا نحن سنستخدم کل طریقة تساعد علی إنهاء الصراعات فى سوریا وتحقیق الوحدة الوطنیة ومستعدون لتأدیة دور إيجابى فى حل الأزمة، مضيفًا أن هناك تنسیق جید بین الأجهزة المعنیة بالقضیة السوریة فى إيران.
وقال وزیر الخارجیة الإيرانى اننا لا نری فى التصرفات السیاسیة للمسئولين السعودیین شیئا إيجابیًا، یقومون بإثارة التوتر من خلال سیاساتهم ومواقفهم بدلًا من التمسك بالحوار والتعامل فى ظل الظروف التى تشهدها المنطقة، ومن الأسف بعض هذه الدول کانت قد علقت آمالا کبیرة علی الضغوط والأجواء السلبیة المتوفرة ضد إيران فى مرحلة قبل تنفیذ الاتفاق النووى وبعد سریانه تم رفع هذه الضغوط وهم حاولوا بکثیر لإحیاء الأجواء السلبیة السابقة .
وتابع : "الدبلوماسيون سيختارون الطريق الصحيح بعدما جربوا طرق خاطئة وقد جربت بعض الجيران كل الطرق الخاطئة بما فيه الكفاية، وربما حان الوقت لاختيار الطريق الصحيح.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة