تقول المقولة الشهيرة «اضحك الصورة تطلع حلوة» وأضيف إليها، «كن فى مصر الصورة تطلع حلوة»، وإن لم تصدقنى انظر إلى تلك الصور التى نشرها الزميل أحمد منصور على موقع «اليوم السابع» لزيارة النجم العالمى «ويل سميث» لمنطقة أهرامات الجيزة وسقارة، انظر إلى صورة النجم العالمى صاحب الروح الإنسانية الشفافة وشمس مصر ساطعة على جبينه، وانظر إلى ابتسامته وهو بجوار عالم الآثار العالمى زاهى حواس لتعرف أن حضارة مصر قادرة على أن تبوح بجمالها لتؤسر به الآخرين بشرط أن يكون من يتحدث باسمها قادر على الإبهار والإدهاش.
صور آسرة، تبهر الناظرين، صور يحق لنا أن نفخر بها، كما يحق لـ «ويل» أن يسعد بها، صورة تعكس الحالة الأمنية المستقرة لمصر، وتعكس الكثير من التغيرات التى حدثت على أرض الواقع، فبحسب ما قاله «ويل» لعالم الآثار زاهى حواس إن هذه الزيارة كانت مقررة منذ 11 عاما، وطبيعى أن يكون من أسباب هذا التأخير ما مر بمصر من مراحل اضطراب فى السنوات الست الماضية، ولا تأتى زيارة «ويل» إلى مصر بهذا الشكل الحضارى لتقف فى المشهد وحدها، بل سبقها العديد من الزيارات المهمة الأخرى، لكنها تمتاز بحيويتها وتلقائيتها، بعيدا عن الشكل الرسمى والأمنى المبالغ فيه الذى استقبلنا به لاعب الكرة العالمى «ميسى» وبعيدا عن الأجواء الرسمية الخالصة التى استقبلنا بها المستشارة الألمانية «ميركل».
بمثل هذه الأحداث المبهجة تتغير الصورة الذهنية عن مصر فى المحيط العالمى، وتكتمل الفائدة إذا ما استضافت مصر مثل هؤلاء النجوم ليصورا أحداث أفلامهم فيها وهو أمر غابت عنه مصر كثيرا وتأخرت فى عمله بشكل مخجل، وتعم الفائدة أكثر وأكثر إذا ما تنوعت الصور أكثر بحيث لا تقتصر على الأهرام وأبو الهول لتشمل أماكن أخرى وثقافات متعددة موجودة بمصر، فبلدنا تمتلك تنوعا مبهرا كبيرا لا ينال حظه من الترويج الإعلامى، وبجبال سيناء وصحراء الواحات ومغارات الصحراء الشرقية ما يسر ويبهر، لكننا لا نستغل هذه الإمكانيات ولا ندعمها ببنية أساسية مناسبة لتعكس الصورة الحقيقية عن مصر وتاريخها وحضاراتها وتنوعها الجغرافى والبيئى، وهو أمر يجب أن يتغير لتظل مصر مبهرة على الدوام حاضرة على الدوام.