أن تخرج المرأة للعمل داخل القرى الصعيدية فى غير الحقول الزراعية، كان لفترة ليست قليلة من المستحيلات، إلا أن تلك السيدتين، كسرتا كل قواعد الحياة الصعيدية، بامتهانهما مهنة ظلت منذ نشأتها مهنة رجال.
الأسطوات " فاطمة وجمالات "، أشهر صنايعية لتصليح الغسالات والبوتاجازات والخلاطات بقرية كوم أبو خلاد التابعة لمركز ناصر شمال محافظة بنى سويف، ظروف واحدة دفعت السيدتين، للخروج للعمل بعد ترك الأولى زوجها ووفاة زوج الثانية ، لتصبحا مسئولتان عن أسرتين بلا عائل.
الأسطى فاطمة الشهيرة بأم محمود: جوزي كان بيدى أولادى 3 جنيهات فامتهنت التصليح
فاطمة عوض على، أم لثلاثة من الأولاد اثنان منهما خرجا من التعليم، بعدما عجزت عن تدبير أموال لاستكمال دراستهما، تركها زوجها منذ عشر سنوات وتزوج من أخرى ، واكتفى بإرسال 3 جنيهات لهم يوميا بعدما بقيت على ذمته ولم تنفصل عنه.
وداخل منزلها المكون من غرفتين تسكن فاطمة أو " أم محمود " كما يحلوا لها أن يناديها جيرانها وأهل القرية، هى ونجلها محمود صاحب العشر سنوات، ونورهان 14 سنة، وزياد 7 سنوات ، فى منزل قديم لا يوجد به أى نوع من الخدمات سوى تليفزيون صغير متهالك.
تقول أم محمود: زوجى الذي يعمل سائقا، تركني منذ عشر سنوات، وتزوج من أخرى، وكنت أمتلك وقتها القليل من الذهب، حيث بعته واشتريت هذا المنزل القديم، لكن وجدت مشكلة كبيرة فى توفير احتياجات أبنائى الثلاثة، فى الوقت الذى اكتفى زوجي بإرسال 3 جنيهات لنا يومياً".
وتضيف أم محمود ، فكرت كثيراً فى إيجاد فرصة عمل سواء العمل بالحقول الزراعية أو العمل فى المنازل، أو حتى بأحد المصانع ، إلا أن أسرتى رفضت خروجي للعمل من المنزل، وهددوني فى حالة خروجي للعمل خارج المنزل، سيرسلون أولادى الثلاثة لوالدهم حتى يتمكن من تربيتهم .
وتابعت " طلبت من شقيقي إعطائى بوتاجاز قديم، وبدأت فى تفكيك البوتاجاز من خلال بعض المفاتيح التى اقترضها من الجيران، حتى تمكنت من تفكيك البوتاجاز إلى قطع صغيرة وقمت بتجميعه مرة أخرى وبعته وكسبت وقتها 15 جنيها ".
وتقول أم محمود " عجبتنى الفكرة وقمت بشراء بوتاجاز آخر ونجحت فى إصلاحه وبيعه، إلى أن اشتهرت بتصليح البوتاجازات، والغسالات والسخانات، وخلال العشر سنوات أصبحت بفضل الله من أمهر صانعي تصليح الأجهزة المنزلية بمركز ناصر ."
وتضيف أم محمود ، أقوم بشراء قطع الغيار من أحد المحلات بمركز ناصر ، وأقوم بتركيبها بدل من القطع القديمة وأتقاضى عشر جنيها أجرة إيدى فى القطعة التى أقوم بتصليحها، مشيرة إلى أن رجال ونساء القرية يفضلاني للذهاب لمنزله لتصليح أجهزتهم وخاصة أن أغلب الأوقات الزوجات هم من يكونوا فى المنزل، ففرصتي كانت أفضل من زملائي الرجال .
وتقول الأسطى أم محمود "أعمل بالجلابية الفلاحى، وافتخر بمهنتي وكل ما أتمناه هو استكمال بناء منزلي وتجهيز ابنتي الصغيرة وتوفير دخل ثابت لهم" .
الأسطى جمالات : ورثت المهنة عن زوجي
وداخل منزلها بذات القرية ، تجلس الأسطى " جمالات محمد محمد إمبابى " والتى تعمل بذات المهنة تصليح الغسالات والبوتاجازات والخلاطات ، حيث تتوافد عليها سيدات القرية منذ أربع سنوات لتصليح أجهزتهم المنزلية .
وتقول الأسطى جمالات " توفى زوجي منذ أربع سنوات وكان يعمل فى ذات المهنة ، وخلال حياتي معه كنت أشاهده وهو يقوم بإعمال الإصلاح فتدربت على يديه ، إلا أننى لم أكن أقم بأى إعمال تصليح طيلة حياته "
وتضيف الأسطى "جمالات": عقب وفاة زوجي ذات الحمل على حيث إننى لديه ستة من البنات، وكنت احتاج إلى تجهيزهم حتى يتزوجوا، ونظرا للعادات والتقاليد التى تمنع علية الخروج للعمل فى الخارج، فاتجهت لممارسة مهنة زوجى وكان الموضوع سهل بالنسبة لى، وخاصة أن لديه من الخبرة ما يساعدني على ذلك ".
وتضيف الأسطى جمالات أن ما تحتاجه هو إعادة بناء منزلها القديم المتهالك، ومساعدتها فى تجهيز اثنين من بناتها مقبلات على الزواج .
الزميل هانى فتحى مع الأسطى أم محمود
الأسطى فاطمة تصلح إحدى الغسلات
الأسطى جمالات تفكك أحد الخلاطات
جمالات تصلح أحد الخلاطات
الأسطى جمالات تحاول تغيير شربون الخلاط
جمالات امتهنت مهنة الصيانة عن زوجها
جمالات امتهنت مهنة زوجها
الأسطى جمالات تصلح غسالة
الأسطى جمالات فى بنى سويف
الأسطى جمالات تصلح غسالة
جمالات أشهر صنايعى فى بنى سويف
ام محمود تشهر صنايعى فى بنى سويف
الأسطى أم محمود تصلح إحدى الغسالات
أم محمود تغير مروحة غسالة
أم محمود تصلح غسالة
الأسطى أم محمود
الأسطى أم محمود تروى قصتها
أم محمود تحدت زوجها وعملت فى الصيانة
الأسطى أم محمود فى بنى سويف
الأسطى أم محمود
أم محمود تصلح بوتاجاز
أم محمود تحاول إصلاح بوتاجاز
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة