أحمد إبراهيم الشريف

الشيخ ميزو وازدراء الأديان.. جدل وتربص

الثلاثاء، 07 مارس 2017 08:00 م

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
يرى البعض أن الأزمات ذات الطابع الجدلى، هى نتيجة طبيعية للمعاناة الاجتماعية والاقتصادية التى يعانى منها الناس، ويبدو أن ذلك صحيحًا، فنحن طوال الوقت نخرج من حكاية إلى أخرى، كلها فى أساسها ليس لها معنى، لكن فى الوقت نفسه لا نستطيع تجاهلها، ومن ذلك أزمة الشيخ محمد عبد الله الشهير بـ ميزو.
 
فالأخبار تقول، إنه تم ترحيل محمد عبد الله عبد العظيم، الشهير بـ«الشيخ ميزو»، من حجز قسم ثان شبرا الخيمة إلى سجن وادى النطرون العمومى، وجاء قرار الترحيل تنفيذًا لتعليمات وزارة الداخلية، مع التنبيه على إحضاره من محبسه لجلسة الاستئناف فى الحكم الصادر ضده بالحبس 5 سنوات بتهمة ازدراء الأديان.
 
والحكاية مع الشيخ ميزو وجدلياته قديمة جدًا، لكن مؤخرًا أقام سمير صبرى، المحامى، دعوى قضائية، حملت رقم 1277 جنح شبرا، ضد ميزو يتهمه فيها بازدراء الأديان، والطعن فى بعض الأحكام الشرعية، كحد السرقة، وبأنه سبق وقد أعلن أن الأحاديث النبوية المذكورة فى كتب البخارى، تحتاج للتنقيح لمناقضة بعضها للقرآن الكريم، لذا صدر الحكم السابق.
 
 ليس دفاعًا عن الشيخ ميزو، فهو يملك قدرة غريبة على الاستفزاز، كما أنه يخوض فى قضايا يعرف أنها تثير الجدل على المستوى الإعلامى وليس على المستوى الفكرى، لكن فى الوقت نفسه أتعجب من البعض الذين نذروا أنفسهم لتصيد هذه الحكايات وتقديم محاضر بها، وهم يعرفون فى قريرة أنفسهم أن التجاهل هو الحل الأفضل والأنجح فى هذه الأمور، لكنهم لا يفعلون ذلك.
 
دعونا نفترض أننا قمنا باستفتاء شعبى وسألنا الناس عن محمد عبد الله «ميزو»، ومدى تأثيره عليهم وعلى عقائدهم، ستكون النتيجة مخيبة للجميع، وعلى رأسهم الشيخ ميزو نفسه، فعامة الناس تعرف أنه «مجادل»، لكن بعد الحكم سوف ينشغل الناس به أكثر من الأول، وسوف نجد الكثيرين، وأنا منهم غير موافق على سجنه، ونرى أن الرد على الكلام بالكلام، وعلى الفكرة بالفكرة، وعلى الادعاء بالتجاهل. 
 
يريد البعض أن يضعونا فى دائرة غريبة لا نخرج منها، هى دائرة «ازدراء الأديان»، كأنه «تيمة» لا بد من وجودها طوال الوقت، نعلق عليها سواء بالقبول أو بالرفض، وكأن الدين يحتاج إلى أوصياء، وكأن عقول المتدينين فارغة تتأثر دائمًا بكل كلمة تقال لهم.
 
الشيخ ميزو لن يكون الأخير، الذى يقدم نفسه بهذه الطريقة، لكن نحن يجب أن يكون رد فعلنا مختلفًا، كما علينا مطالبة البرلمان بأن يتدخل ليضع حدًا، وأن يناقش القوانين المتعلقة بازدراء الأديان متنبهًا لظروف المجتمع. 






مشاركة






الرجوع الى أعلى الصفحة