قبل 5 أيام تجمع قرابة 500 مواطن قادمين من 8 محافظات أمام مقر نيابة الشئون المالية والتجارية بالتجمع الخامس مرددين عبارات "الشركة تمام.. الشركة تمام.. الظلم حرام.. الظلم حرام"، محاولين مقابلة أعضاء النيابة العامة وإقناعهم بإلغاء التحفظ على أموال شركة "الحياة لتربية الأرانب" والإفراج عن أحد مؤسسيها أحمد جاويش، واستمر المواطنون فى الهتافات، دون جدوى ومر اليوم بلا نتيجة إيجابية، وعادوا جميعا لمحافظاتهم بلا إجابات واضحة عن مصير أموالهم أو مصير الشركة التى بات من المؤكد أنها نصبت عليهم وأنهم جميعا ضحايا مستريح جديد على غرار "مستريح الصعيد".
ما هى شركة الحياة لتربية الأرانب وما دورها فى توظيف الأموال؟
فى نوفمبر 2015 تأسست شركة الحياة للإنتاج الحيوانى بموجب سجل تجارى رقم 87843، وكان نشاطها الأساسى تربية "الأرانب"، وعبر عدد كبير من الوسطاء، بدأ مالك الشركة أشرف جاويش إقناع عدد من الأهل والأقارب بالاستثمار فى تربية الأرانب وإقناعهم بأن ربحها يتزايد شهريا، خاصة أن دورة تربية الأرانب 45 يوما فقط.. وبالفعل اقتنع عدد قليل فى البداية ومنحوه مبالغ مالية بين 15 و20 ألف فى البداية، وكان الشكل الرسمى للاستثمار هو شراء "بطارية أرانب" والتى تقدر بـ750 جنيها، وهذه البطارية تدر دخلا بواقع 100 جنيه كل 45 يوما.
بالفعل انتظم أشرف جاويش فى سداد الأرباح أول 4 أشهر لعملائه الجدد، ومن هنا بدأت الشركة فى الانتشار وبدأت فكرة الاستثمار فى "تربية الأرانب" تتوسع إلى أن وصلت قرى الدلتا، لدرجة دفعت عدد كبير للمشاركة وشراء بطاريات وكتابة عقود بذلك، واللافت أن انتظام السداد دفع العملاء الأساسين لدى الشركة فى مزيد من الاستثمار ودفع أموال جديدة وشراء بطاريات أرانب جديدة.
بعد 11 شهرا وصلت معلومات لمباحث الأموال العامة أن أشرف جاويش مؤسس شركة الحياة للإنتاج الحيوانى، لا يمارس مهنته فى "الإنتاج الحيوانى" إنما يتلقى أموالا بغير صفة قانونية من مئات المواطنين بعشرات الملايين ويوهمهم بتقديم أرباح كل 45 يوما، فى حين أنه يوظف هذه الأموال بشكل غير شرعى، وبالفعل أعدت مباحث الأموال العامة حملة موسعة على مقر شركة الحياة للإنتاج الحيوانى، والمفاجأة كانت ضبط مليون و465 ألف حصيلة جمع وتلقى أموال يوم واحد فقط.
وخلال حملة مباحث الأموال العامة على الشركة ألقت الأجهزة الأمنية القبض على أحمد جاويش شقيق مؤسس الشركة أشرف جاويش، والصدمة الكبرى فى التحقيقات أن أحمد جاويش لم يذكر أى معلومة عن أماكن المزارع التى تتم تربية الأرانب فيها كما كان يوهم عملاء الشركة.
صدمة الضحايا
على الجانب الآخر، لم يصدق الضحايا أن شركة الحياة للإنتاج الحيوانى خدعتهم ولم يدركوا أن مشروع "تربية الأرانب" هو مشروع وهمى ليس له أى سند على أرض الواقع، وأن كل الأموال التى دفعوها وهى تزيد عن ربع مليار جنيه فى مصير المجهول.
الصدمة وعدم تصديق الواقعة دفعتهم إلى التجمع أمام النيابة العامة والمطالبة برفع التحفظ على ممتلكات الشركة بدعوى أن الشركة ملتزمة بسداد الأرباح ولم تخدعهم، غير أن المعلومات اليومية تكشف أن الشركة خدعتهم وواقعة تربية الأرانب مزيفة، وهو ما دفع العديد منهم إلى القيام بفسخ التعاقد مع الشركة والحصول على المبلغ الأصلى الذى دفعوه، لكن كانت المفاجأة أن حتى من يفسخ التعاقد لم يستطع الحصول على أمواله.
وحصل "اليوم السابع" على فيديوهات ومشاهد من الوقفة الاحتجاجية التى نظمها الأهالى أمام النيابة العامة.
كيف يحفظ الضحايا حقوقهم
وقال مصدر أمنى على صلة بالواقعة وتفاصيلها الكاملة، لـ"اليوم السابع"، إن شركة الحياة مارست النصب باحترافية على المواطنين وحصلت على ملايين الجنيهات الشهور الماضية، وأوهمتهم باستثمارها فى تربية الأرانب بينما يستخدمونها هم فى توظيف الأموال بالمخالفة للقانون.
وأضاف المصدر أن الحل الوحيد أمام أى ضحية أن يتوجه لمكتب نيابة الشئون المالية والتجارية ويحرر محضرا بالواقعة، ويقدم صورة من التعاقد بينه وبين الشركة حفاظا على حقه.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة