فوجئ موقع هيئة الإذاعة البريطانية "بى بى سى" بإقدام إدارة موقع التواصل الاجتماعى "فيس بوك" بتقديم بلاغ ضد صحفييها بعدما أقدموا على اخطار موقع التواصل الشهير بوجود صوراً غير لائقة لأطفال ومراهقين يتم تداولهم على منصات فيس بوك.
وقالت هيئة الإذاعة البريطانية فى تقرير لها إن "فيس بوك" أبلغ الشرطة عن صحفييها بعد أن أرسلوا للمسئولين عن موقع التواصل الاجتماعى الصور، وأقدمت إدارة فيس بوك على إلغاء لقاء كان مقرراً مع مع "بى بى سى".
وبحسب الموقع البريطانى، لا تزال 80 % من الصور محل الخلاف منشورة على موقع التواصل. وكان مدير السياسات لـ"فيس بوك" سايمون ميلنر قد وافق على لقاء "بى بى سى" الأسبوع الماضى، مشترطًا عليها أن تقدم أمثلة على المواد الغير لائقة والتى لم يتم إزالتها رغم رفع شكوى بها، ولكنه ألغى اللقاء وتم إبلاغ الشرطة البريطانية عن الصحفيين.
ونشر "فيس بوك" بيان قال فيه : إن "توزيع أى شخص لصور استغلال الأطفال لهو ضد القانون.. عندما أرسلت بى بى سى إلينا صورا كهذه، اتبعنا الإجراءات المفروضة وتم الإبلاغ عنهم"، مؤكدًا أن البلاغ تضمن إن الصور كانت قد نشرت على موقعه، وأنه تم إزالة جميع الصور المشار إليها وأن "فيس بوك" مستمر فى تطوير نظام الإبلاغ وإزالة المواد.
وقال رئيس لجنة الإعلام فى مجلس العموم "ديميان كولينز" إنه من الغريب أن يبلغ فيس بوك الشرطة عن "بى بى سى" بالرغم من أنها كانت تحاول "المساعدة فى تنظيف الشبكة"، مشيرًا إلى أن الموقع أعاد نشر الصور بإرسالها إلى الشرطة.
وأكدت "بى بى سى" أن "فيس بوك" طور من خدمات الإبلاغ عن الصور غير اللائقة بعد تحقيق نشرته العام الماضى عن مجموعات سرية على "فيس بوك" للمتحرشين بالأطفال لكى يتقابلوا ويتبادلوا الصور.
ولتختبر نظام الإبلاغ الجديد، اخطرت بى بى سى "فيس بوك" عن 100 صورة تخالف قواعد الموقع، بما فيها صفحات للرجال الذين يشتهوا الأطفال، وصور لأطفال تحت الـ16 عام فى أوضاع جنسية وعليها تعليقات إباحية ومجموعات تحتوى على صور حقيقية مسروقة لأطفال، وصورة من مقطع فيديو به مشاهد لاستغلال الأطفال جنسيًا. ومن بين 100 صورة تم حذف 18 فقط، مع رد على الإبلاغ عن الصور الأخرى بأنها لا تخرق القواعد.
كما وجدت بى بى سى 5 حسابات على "فيس بوك" لمتحرشين بأطفال سبق الحكم عليهم، ولكن لم يحذفه الموقع بالرغم من حظره إنشاء حساب لمن سبق إدانته بالتحرش بالأطفال.
وقال كولينز : "إن هذا يثير التساؤل عن طريقة عمل المستخدمين لشكاوى فعالة لفيس بوك عن المحتوى المزعج، والذى لا ينبغى أن يكون على الموقع، وعما إذا يمكنهم أن يثقوا فى أنه سيتم اتخاذ إجراء بشأنه".
وأضاف : "ليس لنا إلا أن نفترض أن المديرين التنفيذيين فى فيسبوك غير راغبين أو بالتأكيد مترددين فى الانخراط فى حديث أو نقاش عن كيفية وجود هذه الصور على الموقع".
وقالت آن لونجفيلد، مفوضية الأطفال لإنجلترا، بعد إطلاعها على الصور التى وجدتها بى بى سى: "أنا شديدة الانزعاج بسبب ما رأيته وأشعر بالإحباط لأنه بعد عام كامل لازلنا نرى صورا جنسية غير مقبولة على الإطلاق من وجهة نظرى. من الواضح أن الرقابة ليست فعالة، وإننى أتسائل ما إذا كان بشرا يشرفوا على هذا وينظرون إليه، وأنا كذلك أعتقد أنه فشل فى مراعاة سياق هذه الصور".
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة