عقدت السفارة الأمريكية فى القاهرة ندوة بمناسبة اليوم العالمى للمرأة، استضافت فيها العديد من السيدات المصريات اللائى يشكلن قصص نجاح باهرة، بالإضافة إلى الاحتفال بنشر كتاب "بنات النيل"، الذى يضم قصصًا ثمانية وثلاثين مرأة مصرية جمعتها الدكتورة سامية سبنسر من جامعة أوبورن حول سيدات مصريات ساعدت رؤيتهن الجريئة على إحداث التغيير.
واستضافت السيدة إيدن جولدبرجر، نائبة رئيس جمعية المرأة بالقاهرة وحرم نائب السفير الأمريكى، بمقر إقامتها فى القاهرة الندوة بالتعاون مع جمعية المرأة بالقاهرة، وتضمنت مناقشات مع عدد من النساء اللاتى عرض الكتاب قصصهن، إذ أدارت المناقشات راندة أبو العزم مديرة مكتب قناة العربية بالقاهرة، بينما ألقت هدى بدران، رئيسة الاتحاد النسائى المصرى الكلمة الختامية.
وفى كلمتها قالت السيدة جولدبرجر، إن السفارة الأمريكية فى القاهرة طالما آمنت بأن التقدم المستمر للمرأة يشكل جزءا أصيلا ورئيسيا من أمن مصر وتنمية اقتصادها، وأشارت إلى أن السفارة الأمريكية طالما عملت مع المصريين لتمكين المرأة من الناحية الاقتصادية وتعزيز مشاركتها فى الحياة السياسية والعامة وحماية النساء والفتيات من العنف، فضلا عن دعم مبادرات التقدم على الصعيد الصحى والتعليمى.
وأعربت جولدبرجر، وهى نائبة رئيس جمعية المرأة بالقاهرة عن إعجابها الشديد بالكثير من النساء المصريات اللائى يتحلين بالجرأة الكافية للعمل على صعيد تقدم قضايا المرأة فى مصر وحول العالم، وتحدثت عن كتاب "بنات النيل" الذى يسلط الضوء على قصص نجاح 38 مصرية ويصف المناخ الاقتصادى والسياسى اللائى عملن خلاله والطرق التى تتبعها أولئك النساء لتحقيق التغيير.
وأضافت، أن الندوة شكلت فرصة عظيمة لعرض قصص هؤلاء النساء اللاتى قمن بدور حقيقى لإحداث التغيير لتعزيز مشاركة المرأة ومناصرة الدعوة إلى المساواة بين الجنسين، معربة عن تطلعها إلى مواصلة جهود دعم قضايا المرأة فى مصر وحول العالم.
وتحدثت خلال اللقاء الدكتورة لبنى رضا، رئيس جمعية المرأة بالقاهرة، وشاركت كل من المهندسة أمال مبدى، رئيس قطاع تنمية الموارد بجمعية مصر الخير ورئيس مجلس إدارة الاتحاد الرياضى المصرى للإعاقات الذهنية، عن رحلتها مع العمل فى مجالات مختلفة ومن بينها الهندسة والتدريس وخبرتها فى العمل الخيرى مع منظمات المجتمع المدنى وما واجهته من تحديات على مدار 25 عاما.
كما شاركت ثريا بهجت، الشابة المدافعة عن حقوق المرأة، بقصة تحولها من الخوف على سلامتها إلى تأسيسها منظمة "تحرير بودى جارد"، وهى مجموعة مكونة من متطوعين ومتطوعات لمحاربة الاعتداءات الجنسية الجماعية ضد النساء فى ميدان التحرير والمناطق المحيطة به عام 2012، وشهدت الندوة حضور العديد من الشخصيات البارزة ومن بينهم د. ماجدة هارون، رئيسة الطائفة اليهودية فى مصر، والدكتورة منى مكرم عبيد، عضو مجلسى الشعب والشورى سابقا.
وفى تصريحات لليوم السابع أعربت الدكتورة منى مكرم عبيد، عضو مجلسى الشعب والشورى سابقًا، عن قلقها حيال وضع المرأة المصرية فى ظل البرلمان الحالى وما يصدر منه من ممارسات، قائلة إن برلمان 1990 كان أكثر استنارة من الحالى، وأضافت: "نشعر بالخوف على كل الحقوق التى كافحنا من أجلها قبلاً، فى ظل البرلمان الحالى"، مضيفة أنها ستكون إهانة للمرأة المصرية أن يأتى التراجع من داخل البرلمان.
وعلى الرغم من أن البرلمان الحالى يضم 87 نائبة بنسبة تمثيل 16% وهى أعلى نسبة للتمثيل النسائى تاريخ الحياة النيابية المصرية، مشيرة إلى أن النساء فى البرلمان الحالى يفتقرن لخلفية كافية من الناحية الثقافية والسياسية وبحاجة ليتمكن من الدفاع عن حقوق المرأة، وقالت إن البرلمان الذى كانت عضوة فيه 1990- 1995، كان أكثر استنارة كثيرًا من الحالى، مشيرة إلى أن الأعضاء به أنشأوا مجموعة عمل تضم أعضاء من النساء والرجال للدفاع عن حقوق المرأة، وأكدت ضرورة وجود أعضاء من الرجال يؤمنون بقضايا المرأة ويدافعون عنها.
وأشارت منى مكرم عبيد، الأستاذ بالجامعة الأمريكية فى القاهرة والأكاديمية العربية للعلوم والتكنولوجيا، إلى أن المرأة مرت بمراحل هبوط وصعود منذ ثورة 25 يناير 2011، وكان هناك تخوف كبير إزاء حقوق المرأة لأنه كان من الممكن أن نعود إلى القرون الوسطى.
وحذرت من وجود تيار محافظ يعرقل أى تقدم للمرأة المصرية، وهذا التيار يوجد فى البرلمان والشارع والتليفزيون فالعقلية الذكورية مسيطرة على المشهد، مضيفة أن النساء المصريات أصبح لديهن وعى سياسى أكبر وأصبحن يتصدرن الصفوف فى الانتخابات وفى 30 يونيو كن فى أول الصفوف، كما أنهن أكثر فئات المجتمع التى ساندت الرئيس عبد الفتاح السيىسى، وقد حان الوقت لترجمة هذا إلى أمور عملية لأنه لا يزال هناك حقوق ناقصة بالنسبة للمرأة.
وكانت الأمم المتحدة قد أعلنت لأول مرة تخصيص يوم 8 مارس يومًا عالميًا للمرأة فى عام 1975، وهى مناسبة للاحتفال بمساهمات المرأة فى المجتمع ورفع الوعى بالقضايا والعقبات التى لا تزال تواجه المرأة، ويأتى يوم المرأة هذا العام تحت عنوان "الجرأة للتغيير" إذ عبّرت القيادات النسائية المشاركة فى ندوة اليوم عن الشجاعة اللازمة لتحقيق التقدم.
زوجة نائب السفير الأمريكى خلال إلقاء كلمتها
دكتورة لبنى رضا
بعض النساء يشاركن قصص نجاحهن
أمال مبدى خلال مشاركة قصتها
جانب من الحضور
جانب من الحضور فى الندوة
دكتورة ماجدة هارون
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة