تحل اليوم مناسبة من المفترض أنها هامة للعالم أجمع و هي اليوم العالمي للمرأة
فهل تكتمل الصورة الباهتة التي تظهر بها نساء مصر لتتحول إلي صورة ناصعة براقة تليق بحق بهؤلاء العظيمات اللائي ما زلن يحاربن قسوة الحياة التي فُرضت عليهن في هذه المجتمعات الذكورية من أجل إثبات الذات و البرهنة بالأدلة القاطعة علي أنهن بحق أهل لهذا التقدير ؟
فبالرغم من الإعتراف المعلن شكلياً في المجتمع بحق المرأة في الحصول علي فرصتها في جميع المشاركات السياسية و الإجتماعية و العلمية و الثقافية و كذلك في تقلد المناصب الرفيعة في الدولة التي كانت حكراً علي الرجال ، إلا أنه ما زالت المعتقدات الراسخة في وجدان المجتمع تنظر إلي المرأة علي اعتبار أنها صورة غير مكتملة !
فهل من المنطقي أنه منذ منتصف القرن الماضي و حتي يومنا هذا لم نسمع عن عالمة جليلة بقدر منزلة الدكتورة سميرة موسي عالمة الذرة التي لفتت أنظار الدنيا و شكلت خطراً كبيراً بأبحاثها عن القنبلة النووية و كيفية تصنيعها من المعادن الرخيصة حتي تم اغتيالها علي يد الموساد الإسرائيلي بمباركة أمريكية ؟
هل عدمت مصر من هن بقدر تلك العالمة الكبيرة أم أننا في مجتمع يعمل علي وأد المبدعات و تكسير عظامهن حتي لا يتزايد سقف طموحهن و كبت إبداعاتهن و تفردهن الذي لا ينضب ؟
من المؤكد أن مصر تمتلئ بمثل هؤلاء المبدعات و العالمات المتفردات لكنهن لا يجدن من يهتم لأمرهن و ينمي مواهبهن الرائعة و يرعاها لتكبر و تؤتي ثمارها مثلما حالف الدكتورة سميرة موسي الحظ لتجد أبيها و أستاذها الدكتور علي مصطفي مشرفة داعمان قويان لموهبتها حتي خرجت للنور و تحدث عنها العالم أجمع .
فما زالت نسبة تمثيل النساء في البرلمان المصري بعد أن وصلت لأعلي معدلاتها ١٦٪ ،
و يرجع الفضل في ارتفاع تلك النسبة للرئيس عبد الفتاح السيسي الذي قام بتعيين ١٤ سيدة ضمن ال ٢٨ عضو المعينين ،.
و بالرغم من ذلك فما زالت مصر أقل دول العالم في نسبة تمثيل المرأة في البرلمان ، فقد وصلت النسبة في بعض الدول الإفريقية إلي ٥٠٪ مثل دولة المغرب و ٣٣٪ في الجزائر !
أي نعم
فقد أولي الرئيس المرأة إهتماما غير مسبوق و قام بتعيين نائبات لبعض المحافظين و عين السيدة مرفت التلاوي مستشارة للأمن القومي إلا أن عدد السيدات في الحكومة المصرية ما زال أربعة من واقع ستة و ثلاثون وزارة !
و في هذا الكفاية لتقييم وضع المرأة في مجتمعنا و دورها الذي مازال محدوداً جداً مقارنة بقدراتها و مواهبها و كفاءتها و تحملها للمسؤولية كما لم يتحملها أشجع الرجال !
نهاية
تحية و تقدير لكل امرأة مصرية ، وزيرة أو غفيرة ، متواضعة أو مبدعة
كل عام وأنتن نصف المجتمع وزينته ،
وعما قريب بجهودكن ستكتمل الصورة .
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة