تلقيت ردودًا كثيرة من الأشقاء فى السودان على مقالى «رسالة لأشقائنا فى السودان»، وغلبت عليها جميعًا رغبة فى الوصول بالعلاقات بين البلدين إلى الطريق الذى يتمناه كل مصرى وسودانى، وأنه من الأوجب على الجميع أن يحتاطوا جيدًا لمحاولات قلة هنا وهناك يريدون إحداث توتر فى العلاقات، من خلال بث شائعات عبر وسائل التواصل الاجتماعى، تسعى فى مجملها إلى إخافة السودانيين من مصر، وإحداث حالة من القلق بين المصريين تجاه السودان.
لكن ما أثار انتباهى المقال الذى نشره الكاتب السودانى، أحمد البطران، فى موقع «النيلين» تحت عنوان «السودان أبوالدنيا 3.. الرد على الصحفى المصرى يوسف أيوب صاحب مقال رسالة لأشقائنا فى السودان»، فالمقال عبر عن وجهة نظر أعتقد أنها مرفوضة من جانب غالبية السودانيين، لأن الرجل بدلًا من أن يتعامل بمنطق أخوة شعبى وادى النيل، راح يسير خلف الشائعات والفتن التى انتشرت مؤخرًا، وهدفها ضرب علاقة البلدين، ورغم أنه بدأ مقاله بجملة عاطفية «والله يا أخى يوسف أنا أول واحد كان يتمنى أن تزول الحدود بين البلدين، وأن تتم وحدة وانصهار كامل بين الشعبين، وكنت من المؤمنين جدًا بالقومية العربية ووحدة وادى النيل والجمهوريات الثلاث مصر وليبيا والسودان.. وأكثر من يكتب عن العلاقات والأواصر، وما يجمع لا ما يفرق»، لكنه بعد ذلك دخل فى تفاصيل يتهم بها مصر، وهو أول من يعلم أنها ليست حقيقية، وأن من يروجون لها هدفهم واضح، هو بث الفُرقة، وللأسف الشديد انساق الكاتب أحمد البطران وراء هؤلاء ربما بحسن نية.
كلنا نعلم أن هناك أطرافًا داخل البلدين، وأخرى إقليمية أرادت أن تشعل نار الخلاف بين القاهرة والخرطوم، لأسباب ندركها جميعًا، وربما يكون فى مقدمتها أن هؤلاء لا يعجبهم التقارب الظاهر بين الرئيسين عبدالفتاح السيسى وعمر البشير، رغم وجود تباين بينهما تجاه بعض الملفات، لكنّ الرجلين اختارا التنسيق بينهما فى الكثير من الملفات والأمور العالقة، ولم يناقض هذا التنسيق سوى تصريح أو اثنين صدرا عن الرئاسة السودانية ضد مصر، أرجعهما البعض إلى استفزاز رئاسى فى الخرطوم من حملة إعلامية على الرئيس تدار من مصر، رغم يقينى الثابت بأن هذه الحملة لا وجود لها مطلقًا، من واقع متابعتى لكل ما يكتب ويقال فى الإعلام المصرى عن السودان، ومن الواضح أن التباسًا حدث لدى الأشقاء فى الخرطوم بين الإعلام المصرى الوطنى، وذلك الإعلام الذى تموله قطر وتركيا، وينطق بلسان جماعة الإخوان الإرهابية المستاءة من التقارب المصرى السودانى. أيًا كان الأمر، فالقضية تحتاج إلى يقظة من مسؤولى وإعلامى البلدين لمحاولات بث الفتنة، كما أن أشقاءنا فى الخرطوم عليهم إدراك أن علاقاتهم مع مصر هى الأبقى، حتى وإن انفتحت أمامهم أبواب علاقات مع دول فى المنطقة ليست على توافق سياسى فى الوقت الراهن مع مصر.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة