"قرار التغيير مش صعب بس رفض الواقع مش سهل.. جوانا قيود سهل نكسرها لو بس لقينا مفتاحها.. لو دورت على نفسك بصدق هتلاقيها ولو مؤمن بنفسك هتلاقيها" من هنا اختارت "زينب حيدر" ابنة مدينة إسنا الثلاثينية أن تبدأ حكايتها فى ألفيلم الوثائقى الذى حمل اسمها "زينب" والذى فاز بجائزة أفضل فيلم تسجيلى أكثر من 15 دقيقة بمهرجان القاهرة القومى للسينما فى دورته العشرين، والذى شارك أيضًا قبل شهور فى مهرجان
زينب فى بيتها تحمل خبز وورائها الشهادات التى حصلت عليها
تحكى "زينب" فى نحو 20 دقيقة هى مدة ألفيلم قصتها والتحديات التى واجهتها كطفلة "تحب الحياة واللعب والحركة" فى الصعيد ثم فتاة ممتلئة بالطموح والرغبة فى الحياة واستكشاف العالم.
"البنت فى الصعيد ليها خط بتمشى عليه لا بتحود يمين ولا شمال.. البنت تبقى حداشر سنة يبدأوا يعلموها إزأى تكنس وتمسح وتخبز.. تخلص تعليم تتجوز... وتبقى فى بيتها ولجوزها فقط لاغير" كان التحدى الأكبر لزينب هو الخروج عن هذا المسار المرسوم ربما من قبل ولادتها بعشرات السنين.
هذه الأحلام التى عاندتها الظروف التى فرضت على "زينب" أجبرتها على تولى مسئولية أسرتها الكبيرة فى سن الخامسة عشرة، بعد أن رحلت والدتها فجأة وأصبحت فجأة مسئولة عن 7 أطفال أصغرهم لم يتعلم المشى بعد.
زينب شخصية العام الفنية
الظروف الجديدة أجبرت زينب على التخلى عن حلمها بالتعليم العالِ وانتقلت من الثانوية العامة إلى الثانوى التجارى، لتكون رحلتها مع التعليم أقصر وتحكى "البنت بتاخد الدبلوم من هنا وتتجوز من هنا" إلا أن زينب لم تستسلم لهذا السيناريو بالكامل.
كانت زينب تؤمن بأن عالمها أكثر اتساعًا من تلك الزأوية الضيقة، وتحلم مرارًا بالسفر إلى الأقصر، المدينة التى تبعد عن مدينتها بـ 55 كيلومترًا كانت بالنسبة لها حلمًا بعيد المنال حتى قررت أن تحققه يومًا.
رحلة الأقصر التى نبعت فقط من حلمها باستكشاف الدنيا من حولها تحولت فيما بعد إلى عشرات الأفكار حول طريقة للعمل والبيزنس وقررت "زينب" أن تبدأ عملها الأول بشراء الإكسسوارات وبيعها فى قريتها.
زينب في مشهد من الفيلم
طموح زينب الذى لا يعرف حدًا تطور إلى تعلم تصنيع الإكسسوارات من الأساس، التحقت بالمركز الحضرى بالمركز النوبى لتتعلم الأشغال اليدوية، حيث تعلمت صناعة السجاد على النول الذى تعتبر صوته بالنسبة لها "مزاج زى كوباية الشأى كده".
نجاح زينب فى عملها بالمركز أهلها لتعلم حرفة أخرى وهى صناعة المشغولات الجلدية، ومنها أصبحت مدربة تعلم النساء صناعة منتجات يدوية من الجلد.
بعد أن أصبحت رحلة الأقصر بالنسبة لزينب أمرًا اعتياديًا وجدت نفسها بالصدفة على أعتاب القاهرة من خلال المشاركة بأحد تدريبات المجتمع المدنى لاستخدام ألعاب المحاكاة فى تنمية المهارات.
بعد الكثير من الشد والجذب مع أسرتها الممزقة بين الرغبة فى إطلاق العنان لابنتها الطموحة والتقاليد الصارمة للمجتمع الصعيدى، حسم والدها الجدل بعبارة وأحدة تذكرها زينب حتى الآن "خدى الشنطة وامشى".
زينب
شارك ألفيلم القصير فى مهرجان القاهرة القومى للسينما فى دورته العشرين وفاز بجائزة أفضل فيلم تسجيلى أكثر من 15 دقيقة، كما شارك بمسابقة "البى بى سى" للأفلام الوثائقية ومهرجان "طرابلس" للأفلام فى لبنان، بالإضافة إلى مهرجان للأفلام بكاليفورنيا، أما زينب فتم اختيارها كشخصية العام ألفنية بمحافظة الأقصر لعام 2016.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة