عن مكتبة الأنجلو المصرية، أصدرت الكاتبة العمانية الدكتورة أمل سعيد الشنفرى روايتها الأولى "عودة الملكة بلقيس".
وتستحضر الكاتبة شخصية وحكمة بلقيس ملكة سبأ، تلك الشخصية التاريخية العظيمة التى خلدت الكتب السماوية ذكرها، وكشف القرآن الكريم عن جانبا من سيرتها مع نبى الله سليمان، لتطلع هذه الملكة الحكيمة على أحوال الأمة العربية فى حاضرها، وما فعله الأبناء والأحفاد ببلادهم التى كانت يوما منارة للحضارات ومنبعا للآداب والعلوم والثقافة على مر التاريخ.
"بلقيس" التى ترمز فى رواية أمل الشنفرى إلى التاريخ المزهر للعرب وللأمجاد التى سطرها الأجداد على مر التاريخ، تكاد تتفطر من الأسى على ما آل إليه حال الأبناء والأحفاد، وتلتقى بلقيس مع مجموعة من النسوة اللاتى جلسن للسمر على أحد شواطئ الجزيرة العربية، وحين يرسو قاربها الملكى المزركش على الشاطئ فى رحلتها المتخيلة إلى عصرنا الحالي، تخاطب هؤلاء النسوة قائلة: "لقد رأيت فى مرقدى ما أرقنى وقوض مضجعى، فأتيت لعل همومى فى بحاركم تغتسل"..ولكنها حين تصطدم بالمحنة التى يعيشها أحفادها بين تناحر وشتات فى الأرض وتدمير لمجد وحضارة الأجداد، تتعجب كيف وصولا لهذا المآل، فصاروا يخربون بأيديهم أرضا رواها الأجداد بدمائهم، وتتحسر على تاريخ مشرق وحضارة تليدة شيدت بعرق الأجداد تحرق الآن وتدمر على أيدى الأحفاد.
وتشير الكاتبة أمل الشنفرى فى روايتها على لسان "الملكة بلقيس"، إلى أن حب أهل سبأ لوطنهم جعلهم يتخطون كل الصعاب ويحلقون فى سماء الخلود بما شيدوه من حضارة عريقة وامتداد تجارتهم وحضارتهم التى وصلت آفاقها إلى مصر وبلاد الرافدين والهند وأفريقيا.ونصيحة بلقيس أن يكون الإخلاص للأوطان والسمو بالأخلاق والتسامح وتقبل الآخر والجرأة فى الحق هو منهاج الأمة حتى يكون الفلاح وجهتها والنجاح حليفها.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة