لا تبدو تحركات الدوحة فى السودان مريحة للعين، صحيح أن أى استثمارات فى هذا البلد الذى يواجه أزمة اقتصادية طاحنة، ستساعد أهله الطيبين على مواجهة ظروف الحياة، لكن إذا استثنينا حسن النوايا عند الشعب القطرى، فتجاربنا السابقة أثبتت أن نظام تميم لا يؤمن بالعمل الخيرى، ووضعت قطر غطاءً اقتصاديًا لانفتاحها المفاجئ على السودان بدعوى تأمين الغذاء للخليج، لكنها لم تفسر علاقة هذا بتدخلاتها السياسية المباشرة فى مشكلة دارفور، هذه التحركات ليست بريئة إذن، واللوحة تحتاج مكعبات أخرى لتكتمل، فالمسألة المصرية حاضرة بقوة فى طموحات قطر جنوبا فى الخرطوم وغربا فى رأس لانوف، رغم إنكار الدوحة سريعا لعلاقتها بالاشتباكات المسلحة فى الهلال النفطى الليبى، الآن فقط يمكن تفسير طلب المستشارة الألمانية أنجيلا ميركل فى القاهرة بوجوب إشراك قطر وتركيا فى أزمة ليبيا.