قال السفير الفرنسى فى القاهرة، أندريه باران، إن العديد من الشركات الفرنسية مهتمة للغاية بالمشروعات الكبرى التى تنفذها الحكومة المصرية مثل العاصمة الإدارية الجديدة ومشروع تطوير قناة السويس الذى يضم منطقة اقتصادية.
وأوضح فى تصريحات لـ"اليوم السابع"، خلال معرض باتيمات إيجيبت، اليوم الخميس، أن الشركات الفرنسية تتطلع للمساهمة فى هذه المشروعات وأن هناك الكثير من المناقشات التى تجرى على هذا الصعيد، مشيرا إلى ان الشركات الفرنسية تشعر بإمكانية لعب دور فى تلك المشروعات التى تشكل جزءا من مستقبل مصر.
وأشار إلى أن الحكومة المصرية يجب أن تعمل على كل من المشروعات الضخمة وتشجيع الشركات الصغرى والمتوسطة فى نفس الوقت لأن كلاهما ضرورى ومهم لتنمية الاقتصاد المصرى.
وقال باران: إن المستثمرين الفرنسيين لا يواجهون مشكلات كبيرة فى مصر ففى كل بلد تواجه الشركات مشكلات مختلفة، لكن فيما يتعلق بمصر واجهت الشركات الفرنسية نفس المشكلة التى واجهتها غيرها من الشركات وهى التى تتعلق بتوفير العملة الأجنبية لاستيراد البضائع والمواد الخام التى تحتاجها فى الانتاج.
وأضاف السفير الفرنسى أن هذه المشكلة بالطبع تسبب قلق للشركات، لكنها فى النهاية مشكلات مؤقتة ونأمل أن تعمل القرارات التى تتخذها الحكومة المصرية على تحسن السوق المالى. وأكد قائلا: "رغم هذه المعطلات لكنى ارى الكثير من الشركات الفرنسية التى لديها اهتمام كبير جدا للاستثمار فى مصر لأنهم يعلمون رغبة الحكومة المصرية فى حل هذه المشكلات".
وأضاف السفير الفرنسى فى لقاء مع الصحفيين، أن مناخ الاستثمار فى مصر أصبح جيدا ومشجعا للمستثمر الأجنبى، مشيرا إلى أن هناك نحو ١٥٠ شركة فرنسية تعمل فى مصر فى قطاعات متنوعة تنتج وتصدر لدول المنطقة. وأضاف أن الدليل على تحسن مناخ الاستثمار فى مصر هو دخول شركات فرنسية متوسطة الحجم إلى السوق المصرية.
وأوضح أنه ليس فقط الشركات الكبرى التى تستثمر فى مصر ولكن هناك العديد من الشركات الفرنسية المتوسطة الحجم بدأت تأتى للسوق المصرية وتبحث عن شركاء مصريين، وهو مؤشر جيد جدا على حيوية النشاط الاقتصادى فى مصر.
وأشار السفير الفرنسى إلى أن الحكومة الفرنسية ليست صاحبة القرار فى استثمار الشركات فى الخارج، لكن دورها يتحدد فى إقناع رجال الاعمال والشركات الفرنسية بجدوى الاستثمار فى مصر. وقال إن مصر تشكل قوة كامنة، فالسوق بها ينمو بصورة كبيرة كما أن مصر تتمتع بموقع إستراتيجى، لذا فالتنبؤات الاقتصادية كبيرة وقطاع التشييد والبناء فى مصر يشهد تطورا كبيرا.
وقال باران: إن الإجراءات التى اتخذتها الحكومة المصرية من تعويم الجنيه لها مردود جيد وكبير على الرغم من بعض الآثار السلبية، ولكن على المدى الطويل توفر مزايا عديدة، حيث أصبحت فرص الاستثمار والإنتاج فى مصر أقل تكلفة بعد تعويم الجنيه، وهناك العديد من المستثمرين الفرنسيين يرغبون فى الاستثمار بها ولا يخشون أو يتحدثون عن جود أى مخاطر أمنية.
معرض "باتيمات إيجيبت"، هو النسخة المصرية من المعرض الفرنسى "باتيمات"، والذى يعد المعرض التجارى الأضخم على مستوى أوروبا وغرب أفريقيا المتخصص فى قطاع البناء والتشييد والإنشاءات، حيث يقام المعرض للمرة الأولى فى مصر. وبالإضافة إلى معرض "باتيمات مصر"، تم إفتتاح 4 معارض أخرى مختصة بقطاعات البناء والتشييد، بحضور الدكتور احمد درويش، رئيس الهيئة العامة للمنطقة الاقتصادية بقناة السويس، والدكتور مصطفى مدبولى وزير الإسكان، والدكتور خالد فهمى وزير البيئة، وأندريه باران سفير فرنسا بالقاهرة.
وتهدف النسخة الأولى للمعرض المصرى المنظم بالتعاون بين "باتيمات فرنسا" وشريكه المصرى، شركة اجكس، فى الفترة من 9 إلى 11 مارس 2017، فى مركز القاهرة الدولى للمؤتمرات، أن يكون بنفس المرجعية الكبيرة فى مصر والشرق الأوسط وأفريقيا.
ويجمع الجناح الفرنسى فى المعرض أعضاء "نادى المدينة المستدامة" ومنهم 23 شركة فرنسية تعمل فى مصر، وأيضا أعضاء من سفارة فرنسا فى القاهرة فضلا عن ممثلين للقسم الاقتصادى، ووكالة التنمية الفرنسية ووكالة بيزنس فرانس. وهى الشركات التى تعتبر من المرجعيات العالمية فى مجالها.
وتم إنشاء "نادى المدينة المستدامة" فى ديسمبر 2016 بمساعدة السلطات الفرنسية، بهدف تعزيز وتسويق الخبرة الفرنسية فى مجال المدن المستدامة، وتعمل الشركات التى تشكل هذا النادى سويا لإيجاد حلول حقيقية للإجابة على التحديات التى تواجهه مصر فى مجال التنمية الحضرية.
وتشمل الأهداف بناء وحدات سكنية مستدامة وبتكلفة مناسبة وعرض خدمات توزيع وشبكات ذات تقنية عالية فعالة تحترم البيئة، بالإضافة إلى إيجاد حلول فعالة للنقل وتمثل إضافة للاقتصاد المحلى عن طريق تنمية الايدى العاملة والإنتاج المصرى.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة