نعرف جميعا أن دعم الخبز هو طوق النجاة للفقراء ومحدودى الدخل، وهم نسبة غالبة من المواطنين، وبدون هذا الدعم يسقطون فى مجاعة حقيقية، خاصة مع موجات الغلاء وارتفاع الأسعار المتلاحقة خلال السنوات القليلة الماضية، التى تزايدت بصورة كبيرة بعد القرارات الضرورية بتحرير سعر صرف الدولار.
ونعلم أيضا أن منظومة دعم الخبز على نجاحها مازالت مليئة بالثغرات التى تجعل من صاحب المخبز الرابح الأول منها وليس المواطن الفقير، سواء ببيع جزء من الدقيق المدعم فى السوق السوداء أو بيع حصة من الخبز للمطاعم أو التلاعب فى وزن الرغيف للحصول على مكاسب ضخمة على حساب الناس والدولة.
محاولة وزير التموين تخفيض الحصة اليومية لما يسمى بالكارت الذهبى المخصص لأصحاب المخابز من أجل توزيع الخبز على أصحاب البطاقات الورقية ومن لا يمتلكون الكارت الذكى صحيحة تماما وتندرج تحت باب سد ثغرات منظومة الخبز مع تشديد الرقابة الدورية لمواجهة أشكال التلاعب التى أشرنا إليها، لكن الوزير أخطأ باتخاذ قرار التخفيض قبل تحويل البطاقات الورقية إلى الكارت الذكى.
أصحاب المخابز الذين لا يهمهم سوى التربح الحرام من وراء خبز الفقراء، بدلا من أن يتحركوا فى ضوء الحصة الجديدة المقررة للكارت الذهبى، منعوها تماما ليحصلوا هم عليها وهيجوا الناس بالشائعات عن تخفيض الحكومة لحصص الخبز المخصصة للمواطنين، فتظاهر الناس فى عدة محافظات وقطعوا الطرق وخطوط السكة الحديد، لأن منع رغيف العيش يعنى حياتهم و«يا واخد قوتى يا ناوى على موتى».
الوزير المجتهد على المصيلحى خرج واعتذر للناس الذين لم تحصلوا على الخبز خلال اليومين الماضيين وتعهد بإصلاح منظومة الدعم خلال 48 ساعة فقط مع إزالة أى عوار بها وضمان وصول الدعم للمستحقين، طيب يا سيادة الوزير لماذا لم تنتظر الـ48 ساعة «دول»، التى تظن أنها كافية لإصلاح منظومة الدعم ثم تتخذ قرارك بتخفيض الكارت الذهبى أو حتى الغائه؟
هل تظن يا سيادة الوزير أن أصحاب المخابز وكثير منهم اعتاد التربح من وراء منظومة الخبز بدون حق، سيضربون لك تعظيم سلام وأنت تجفف منابع ربحهم الحرام؟ هل تعتقد أنهم سيقفون متفرجين وينفذون قراراتك بحذافيرها دون مقاومة أو ردود فعل؟ هم اعتادوا على ربح 500 فى المائة وأنت تطالبهم بالاكتفاء بخمسة وعشرين فى المائة، طبعا «هيقفوا لك زى العصا فى العجلة» والحل إنك تشدد الرقابة عليهم فى كل مراحل الإنتاج وتستلم منهم حصص الخبز مضبوطة وتحل مشاكل الناس الأول قبل ما تتخذ أى قرارات يمكن استغلالها بشكل سلبى.
عدد الردود 0
بواسطة:
مواطن
الاستسهال مضيعنا !
الاستسهال مضيعنا. لماذا لا تقوم الحكومة بالعمل بنظم المحاكاة للقرارات و اثارها قبل إتخاذ القرارات بدلاً من نظرية التجربة والخطأ دي ثم العدول عن القرارات كل مرة بهذا الشكل السيء !