أيهما القضية الأخطر، ألا يجد المواطن رغيف الخبز بفعل سوء الإدارة، أم أن تكون رقبة هذا المواطن معلقة برغيف خبز، إذا لم يجده مات من الجوع أو غضب فقطع الطريق وأحرق نفسه؟ سنظل نكرر أن منظومة الدعم المصرية الحالية ليست سوى تواطؤ من الحكومات تضمن به ألا ينشغل الناس بغير العيش والسكر والزيت، ونحن قابلنا التواطؤ بما يليق به، فاخترعنا عادات استهلاكية تناسب المجانية، وإن لم تصدق فانظر جيدًا فى أكياس القمامة، والثمن الوحيد الذى دفعناه هو الصمت على رداءة الخبز وتجارة الدقيق فى السوق السوداء، وتاريخ السرقة فى هذا الملف أكثر خرابا من ضمير موظف فاسد، وإذا تجرأت وطالبت بحسن إدارة ملف الدعم وتحويله إلى عينى، واستثمار المهدر منه فى مشروعات تحسن المعيشة، حينها فعلا سيعرفون طعم الجاتوه، بدلا من الافتراء على مارى أنطوانيت.