للأسف عبدة الأفراد والقبائل لا «يحبون» مصر بنفس درجة حب وطمع الخونة فيها!!
مصر تعيش حالة فريدة من التشرذم السياسى، وتراجع مخيف فى الحياة الحزبية السليمة، لم يسبق لها مثيل، وعلى غير ما يطرحه خبراء «القلوووظ الاستراتيجى» من أن المناخ العام فى مصر وراء موت الحياة الحزبية، وهو تبرير «أبله وساذج»، ومنطق مريض، وطرح مرتبك، لأن السبب ببساطة ودون تعقيد أو تدشين مصطلحات كبيرة ورنانة، هو ثورة 25 يناير!!
نعم، الثورة «المجيدة والطاهرة والنقية»، دمرت الحياة الحزبية فى مصر، ولم يعد هناك لا أحزاب قديمة، ولا وليدة، أو حتى كيانات سياسية، تتمتع بشعبية فى الشارع، لها صوت سياسى عالٍ مسموع ومؤثر، نظرا لفقدان الشارع الثقة عقب الثورة فى كل الذين تصدروا المشهد العام، ولم يستطع واحد من المرتدين للعباءة الحزبية والسياسية أن يقنع بضع أفراد، ولم يكن لهم أى تأثير من أى نوع، اللهم إلا الأحزاب الدينية ولها أسبابها أيضا. وعليه، فقد ماتت الأحزاب، وتم تكفينها ودفنها فى مقابر «المجهول»، وعلى أنقاضها ظهرت عبادة وتقديس الأفراد، والقبائل «المهنية»، وأصبح لكل فرد وقبيلة أتباع ودراويش، يدافعون عنه بالباطل قبل الحق، وتناسوا هؤلاء مصر. أما عن عبادة الأفراد، فهناك الناصريون، والساداتيون وأبناء مبارك وأتباع شفيق وأتباع البرادعى وأتباع صباحى وأتباع خالد على وأتباع الشيخ محمد حسان، وأتباع ياسر برهامى، وأتباع أبو إسحق الحوينى، وأتباع حازم صلاح أبوإسماعيل. والقبائل الفئوية، فهناك قبيلة المحامين، وقبيلة الصحفيين، وقبيلة الأطباء وقبيلة المهندسين، وقبيلة القضاة، وقبيلة «الزبالين» وقبيلة الألتراس، بجانب القبائل السياسية مثل قبيلة الإخوان الإرهابية، وقبيلة السلفيين، وقبيلة الاشتراكيين الثوريين وقبيلة 6 إبريل، وقبيلة 25/30، وقبيلة النشطاء واتحاد ملاك ثورة يناير، وقبيلة نشطاء السبوبة وأصحاب دكاكين حقوق الإنسان.
واجتمع عبدة الأفراد، والقبائل، على تقديس والدفاع عن معبودهم، واستعداء الدولة، ومحاولة فرض كل منهم إرادته فوق إرادة الدولة، والبحث عن جمع المغانم وتحقيق المصالح الشخصية من مناصب وبيزنس وشهرة، حتى ولو تصادمت بقوة مع أمن وأمان واستقرار الوطن.
هؤلاء أصبحوا يمثلون خطرا داهما على النسيج السكانى لهذا الوطن، يفوق مخاطر الطائفية المقيتة المنتشرة فى عدد كبير من الأوطان العربية تحديدا، وتمزقت أواصل هذه الدول ولكم فى العراق واليمن وسوريا أسوة سيئة.
هؤلاء لا يلتفون حول علم مصر، ودخلوا فى اقتتال فيما بينهم، من ناحية، وضد الدولة ومؤسساتها من ناحية ثانية، وكل يحاول أن يتغول على صلاحية الآخر، فمعظم أبناء مبارك يرون أن مصر هى من أملاك «مبارك وأبنائه» وإرث 30 سنة ويجب استردادها من جديد، وتظل فى حوزة الأسرة حتى تقوم الساعة، وإذا تفحصت صفحاتهم على «فيسبوك» فستجدها صورة كربونية من صفحات جماعة الإخوان و6 إبريل والاشتراكيين الثوريين، لا يوجد أى اختلاف، كراهية مفرطة للنظام الحالى، وإهانة للجيش، وشتائم وقحة تجاوزت وقاحة شتائم النشطاء بمراحل.
أيضا قبائل الإخوان والسلفيين يعتبرون مصر جزءا من أملاك كيانهم الوهمى، المتمثل فى أستاذية العالم، أما قبائل اتحاد ملاك يناير والنشطاء و6 إبريل والاشتراكيين الثوريين، ونشطاء السبوبة من أصحاب دكاكين حقوق الإنسان فإنهم يعتبرون مصر بقرة حلوب، أو «فرخة تبيض ذهبا»، وتحقق لهم حلم الثراء والشهرة والسفر.
بينما قبائل الألتراس والقضاة والمحامين والصحفيين والأطباء وغيرهم من القبائل «الفئوية» فيرون أنهم دولة فوق الدولة المصرية، وتتمتع بحصانة قوية لا يمكن أن يقترب منهم أحد. وتقف مصر، يساندها فقط، جيشها، وأبناؤها من ملح الأرض، أشرف من فى هذا الوطن.
للأسف عبدة الأفراد والقبائل لا «يحبون» مصر بنفس درجة حب وطمع الخونة فيها!!
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة