ماجدة إبراهيم

إلى أصحاب معالى الـ«سوشيال ميديا».. من أنتم؟!

السبت، 01 أبريل 2017 06:24 م

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
نحن فى مرحلة فارقة فى مستقبل مصر لا أقول شعارات لكننى أحاول قراءة ما يحدث من حولى.. العالم يتغير.. يتصارع.. يستميت حتى يستمر.. حتى يبقى.. ونحن فى مصر لا نعرف إلا لغة الإحباط.. لغة التقصير.. لا نعرف إلا كيف ننتقد الآخر ولا نملك الحل.. ما أجمل شباب الفيس بوك ورجاله تويتر ومدمنى السوشيال ميديا الذين لاهم لهم إلا نشر ثقافة الإحباط ومحاولة كسر عزائم الرجال وبناء معارك خرافية وأساطير لا نراها إلا فى أفلام الخيال العلمى.. لا أقلل من أهمية قدرات السوشيال ميديا على التأثير فبسببها استطاعت أن تدعو إلى ثورة عظيمة مثل ثورة يناير وبذلت من الجهود لنشر حقائق فى أقل وقت ممكن..
 
كنّا فى حاجة إلى هذه التكنولوجيا لنأخذ منها خيرها ونترك شرها.. فلا يوجد أى تقدم وصلت إليه البشرية ليس له سلبياته.. وللأسف فى مصر دائما نحب أن نأخذ الحاجة على بعضها والأكثر إضحاكا أننا ربما لا نستفيد إلا من مساوئها.. فعلى سبيل المثال الموضة فى الملابس والأحذية وقصات الشعر.. نقلدها حتى وإن كانت لا تناسب أجسادنا ولا أذواقنا ولا قيمنا ومبادئنا المهم عندنا أن يقال عننا «ماشين على الموضة».. هكذا حالنا فى كل شىء نشترى المستورد حتى ولو كان رديئا  لمجرد أنه مستورد وهو فى الآخر صناعة صينية، والغريب حقا انطلاق حملات تشوية سمعة مصر أو التقليل من جهود قواتنا المسلحة، ونحن نسير وراء الهوجة وكأن الأمر لا يعنينا.. هل جربت عزيزى المواطن المصرى اللى مش عاجباك جنسيتك وبتفكر تهاجر لأى بلد تانية علشان تاخد جنسيتها حتى ولو كانت جنوب أفريقيا.
 
المهم أحسن من الجنسية المصرية.. إنك تكون من غير جنسية.. يعنى بلا هوية.. تعرفوا إن فى عشرات الآلاف عايشين فى الكويت بدون هوية ونفسهم الحكومة الكويتية تعطيهم الجنسية.. يا ترى تعرفوا إيه عن الغربة والاغتراب؟
 
جربت تتبهدل  فى بلد غريبة لا تملك أى حقوق فيها..
 
هيرد على ألف صوت ويقولى ويصرخ «إحنا متبهدلين فى بلدنا».. فكر معايا لحظات تتعب وتتمرمط وسط أهلك وعائلتك ولا تتبهدل بعيد عنهم وما تعرفش عنهم حاجة..
 
يمكن بلدنا اقتصاديا لِسَّه عليها شوية.. ولا كتير.. لكن فى الآخر بلدنا.. يمكن لن تشعر بأحاسيس الضياع والاغتراب.. إلا إذا جربت؟
 
رغم أننا فى فترة سلام وليس لدينا استعداد للحرب كبلد وجيش.. بس الحقيقة وإحنا نايمين فى بيوتنا وبنلعب البلايستيشن.. وبعضنا على الفيس بوك بيسفه من الجميع كبار وصغيرين.. حكومة وحكام.. جيش وشرطة.. الكل فى خط السخرية المستمر.. وبدل ما نشعر بالفخر لأن قواتنا المسلحة استطاعت بجهد استمر حوالى عامين وأكتر اقتحاما والسيطرة على جبل الحلال.. الحرب بين قواتنا المسلحة والإرهابيين لا أحد يعرف تفاصيلها.. لا أحد يعرف مدى المعاناة التى يواجهها كل يوم أبطالنا طوال عمليات غاية فى التعقيد والتنظيم.. ويأتى بمنتهى البساطة شباب السوشيال ميديا للتحقير من نتائج هذه العمليات القتالية المستمينة وكأنهم كانوا يتقدمون هؤلاء الجنود.. وكأنهم يمسكون بالسلاح معهم.. وكأنهم يستقبلون رصاصات الإرهاب بدلا عنهم..
 
وكأنهم قد إتيحت فرصة تسجيل ما يحدث لحظة بلحظة وتحولوا لشهود على التاريخ.. وهم فى الحقيقة يغطون فى نوم عميق لا يعرفون طلقات الرصاص إلا أصواتها فى أفلام الأكشن ولا يَرَوْن دخان القنابل إلا عندما تسود شاشات الكمبيوتر أثناء مشاهدة الأفلام الأمريكية.. ما يحدث وما حدث فى جبل الحلال وما قامت به قواتنا المسلحة لهو انتصار لا يقل عن انتصار أكتوبر عام 73..
معركة شرف فى زمن الأقزام..
أدعوكم يا أصحاب فخامة الفيس بوك وأصحاب سعادة تويتر وأصحاب جلالة الواتس آب أن تتركوا أجهزتكم المحمولة واهبطوا ببارشوط على أرض الواقع..
تطوعوا فى الجيش لكى تتعلموا كيف يكون القتال وكيف يكون الدفاع عن الوطن..
وما هى قيمة أن تكون جنديا مصريا..
لا أقولها أنا الست الغلبانة، لكن قالها رسولنا الكريم على لسان عمر بن الخطاب، حيث وصفهم بأنهم خير أجناد الأرض والسبب وراء ذلك أنهم فى رباط إلى يوم القيامة..
وكما قال الرئيس الراحل القذافى  من أنتم؟..
من أنتم حتى تطلقوا الأحكام؟..
من أنتم حتى  تقللوا من الأفعال والبطولات؟..
واجبكم أن تقولوا الحقيقة لا أن تشوهوها..
واجبكم أن تفرحوا بالنصر لا أن تشمتوا فى الشهداء..
واجبكم أن تقولوا قول الحق فى زمن كله باطل.






مشاركة






الرجوع الى أعلى الصفحة