بعد أيام من تنقية الأجواء، وعقب اللقاء الذى عقده الرئيس عبدالفتاح السيسى، والملك سلمان بن عبدالعزيز خادم الحرمين الشريفين، بدأت القاهرة والرياض سلسلة من التحركات الثنائية لتعزيز التعاون والتشاور فى مختلف ملفات المنطقة وفى مقدمتها مكافحة الإرهاب وسبل وآلية إيجاد حل سياسى للأزمات التى تعصف بدول المنطقة ووضع حد للتدخلات الإقليمية فى شؤون الدول العربية.
وفى هذا الصدد أجرى سامح شكرى وزير الخارجية اتصالاً هاتفياً بوزير خارجية المملكة العربية السعودية "عادل الجبير" مساء أمس الأول الجمعة، تناول مختلف جوانب العلاقات الثنائية بين البلدين ومتابعة لقاء القمة الأخير بين الرئيس عبد الفتاح السيسى وجلالة الملك سلمان بن عبد العزيز عاهل المملكة العربية السعودية .
وقال المتحدث باسم الخارجية المستشار أحمد أبو زيد فى بيان صحفى أمس السبت، إن الوزيرين اتفقا على عقد جولة مشاورات سياسية بين البلدين فى القاهرة قريباً، وذلك لتناول مسار العلاقات الثنائية وكافة القضايا الإقليمية والدولية ذات الاهتمام المشترك، فضلاً عن الإعداد للزيارتين القادمتين للرئيس عبد الفتاح السيسى إلى المملكة العربية السعودية وللملك سلمان بن عبد العزيز إلى مصر، والتى تم الاتفاق عليهما خلال لقاء القيادتين المصرية والسعودية فى البحر الميت على هامش القمة العربية الأخير.
ويرى العديد من المراقبين أن لقاء الرئيس عبد الفتاح السيسى مع الملك سلمان بن عبد العزيز على هامش القمة العربية فى عمان حمل العديد من الرسائل الإيجابية بعد التوترات التى شابت العلاقات بين القاهرة والرياض خلال الأشهر القليلة الماضية ودفعة قوية في العلاقات بين البلدين على كافة الأصعدة.
وتتحمل مصر والسعودية العبء الأكبر في منطقة الشرق الأوسط بسبب الصراعات القائمة والدور التاريخي الملقى علي القاهرة والرياض للحفاظ على الامن القومى العربي وتعزيز تعاضد الدول العربية وتشجيع الأطراف الفاعلة فى تلك الدول بضرورة الحفاظ على الدولة الوطنية ومؤسساتها.
وبحسب سياسيين، فالقمم السياسية التى يحضرها الزعماء والرؤوساء تنهى معظم الخلافات بين الدول فسياسة المواجهة المباشرة "وجها لوجه" واللقاءات المباشرة تقضى على الاتصالات التى من الممكن أن تنقل معلومات خاطئة حول توجهات خطأ.
وأكد عدد من السياسيين السعوديين في تصريحات لليوم السابع ان المملكة ومصر بمكانتهما فى المنطقة باعتبارهما من الدول الرئيسية فى المنطقة العربية والعالم الإسلامى لهما دور بارز فى التعاطى مع الأزمات التى تعصف بالمنطقة، مشددا على أن تحسن العلاقات بين القاهرة والرياض سيساعد بشكل كبير فى "حلحلة" معظم القضايا الإقليمية.
وتعمل القيادة المصرية والسعودية فى المقام الأول لمصلحة الشعوب العربية ولاسيما الشعبين المصرى والسعودى، وتعمل على بناء جسور وفتح قنوات اتصال وتواصل بين البلدين.
فيما أوضح الدكتور أنور عشقى، رئيس مركز الشرق الأوسط للدراسات الاستراتيجية فى جدة، أنه لا توجد مشكلات فى العلاقات المصرية السعودية، مرجحا وجود اختلافات فى وجهات النظر بين القاهرة والرياض، التى يمكن أن يتم تسويتها باللقاءات والتفاهمات، مشيرا إلى أن ما يتم طرحه فى القمة العربية من مشاريع قرارات يتم الاتفاق عليها من جميع الدول وهى المهام الموكلة للجنة التحضيرية للقمة العربية، مؤكدا أن مؤتمر القمة العربية يناقش القضايا الاستراتيجية للأمة خلافا لاجتماعات وزراء الخارجية الذين يتشاورون حول القضايا الرئيسية والمفصلية، التى تشغل المواطن العربى.
وكان السفير السعودى بالقاهرة، أحمد عبد العزيز قطان، أكد أن لقاء العاهل السعودى الملك سلمان مع الرئيس عبد الفتاح السيسى كان مميزا، وسادته روح المحبة والأخوة.
وقال القطان عبر حسابه على موقع التدوينات الصغيرة "تويتر": "أكد الزعيمان على قوة العلاقات بين البلدين، ورسوخها على كافة المستويات الرسمية والشعبية". وتابع: "سوف تشهد الفترة القادمة ازدياد التعاون فى شتى المجالات السياسية والاقتصادية والتنموية والثقافية والتعليمية"، مضيفا: "زيارة الرئيس السيسي للمملكة فى أبريل المقبل ستكون زيارة ميمونة بإذن الله".