كأنه اختار أن يموت وسط أحبابه، ولما لا، وقد ظل سنوات طويلة يعيش بين جدران الثقافة إما كاتب أو مترجم، حتى كانت كلمة النهاية أثناء مشاركته فى إحدى الندوات الثقافية بمدينة دمياط، بعد حياة شهدت العديد من الترجمات والدراسات الجدلية، التى تعد مرجعا مهما للعديد من الباحثين والكتاب، خاصة فى الشأن الأمريكى والصراع العربى الإسرائيلى.. إنه المترجم طلعت الشايب.
والراحل له العديد من الترجمات التى أثارت جدلا كبير لعل أبرز تلك الكتب:
الاستشراق الأمريكى
الاستشراق الأمريكى: الولايات المتحدة والشرق الأوسط منذ 1945
"كتابٌ مخيفٌ آخر يضيفه المترجمُ والمثقف المصرىّ الكبير طلعت الشايب للمكتبة العربية. بعد كتابين مخيفين آخرين قدمهما قبل سنوات ضمن العديد من مؤلفات الشايب وترجماته الفكرية والأدبية الأخرى"، هكذا تحدثت عنه الكاتبة فاطمة ناعوت، فى قراءة لها بعنوان "لعبة أمريكا والشرق الأوسط منذ 1945.. الاستشراق على الطريقة الأمريكية"، مشيرة إلى كتبيه الآخرين، الكتاب الأول "المثقفون"، لبول جونسون، أما الثانى فهو كتاب البريطانية فرانسيس ستونر سوندرز، الذى صدر عام 1999 تحت عنوان "مَن الذى دفع للزمّار؟".
وقالت "ناعوت" فى قراءة لها: "عرّفنا الكتابُ على مشروع «مارشال»، الذى تبنّته أمريكا عقب انتهاء الحرب العالمية الثانية، فى محاولة منها لتدشين صفوف مناصرة لمشروعها نحو الهيمنة على العالم، فى مقابل مناهضة الفكر الشيوعىّ الذى ظلّ يسيطر، روحيًا، على كثير من دول العالم آنذاك".
وتابعت: "لعبت المخابراتُ الأمريكية CIA، دورًا غير نبيل فى صراعها مع الاتحاد السوفيتىّ لصياغة الحياة الثقافية والفنية فى الغرب، ليس فقط عن طريق تقديم مساعدات اقتصادية للدول الأوروبية لئلا تسقط فى شَرَك الأحزاب الشيوعية، بل بتوسّلها الأساليب الثقافية والقوى الناعمة: السينما، الكتب، الغناء.. إلخ".
صراع الحضارات
صراع الحضارات وإعادة صنع النظام العالمى
وهو الكتاب الشهيرلـ صامويل هنتنجتون وترجمة طلعت الشايب ويدور عن نظرية "الأول"، حول صراع الحضارات، التي تقول بصراعات مابعد الحرب الباردة لن تكون بين الدول القومية وإختلافاتها السياسية والإقتصادية، بل ستكون الاختلافات الثقافية المحرك الرئيسي للنزاعات بين البشر في السنين القادمة.
الكاتب "ياسر مرزوق" فى عرض للكتاب قال "صراع الحضارات هى نظرية استنبطها هنتنغتون مفادها أن ثقافة الناس وهوياتهم الدينية ستكون سبباً رئيسياً للتصارع في حروبٍ قادمة حول العالم. هذه النظرية نشأت كرد فعل لمقالة "فرانسيس فوكوياما" "نهاية التاريخ" التي ظهرت عام 1992. ففي عام 1993 أشعل هنتنغتون نقاشاً مستعراً حول العالم في العلاقات الدولية بنشره في مجلة "فورن افرز" مقالته "صراع الحضارات" التي أثارت عاصفةً من الجدل بين مؤيد ومعارض، مما دعاه للتوسع في مقالته ونشرها في الكتاب موضوع قراءتنا اليوم ونظرية هنتنغتون مبنيةٌ بعقلية البحث عن عدو، أي توفير سياسة خارجية مبنية على دوام حضور العدو في الفكر السياسي الغربي مخالفاً بذلك "فوكوياما" صاحب "نهاية التاريخ" الذي أكد نهاية الصراعات السياسية العالمية وظهور عالم يغلب عليه الانسجام، إذ أن الليبرالية الديمقراطية برأيه ستكون التشكيل النهائي لكل دول العالم، بينما هنتنغتون يرى أن ثقافاتٍ قديمة في تاريخها وهادئة صامتة في أوانها ستظهر على الساحة وستشكل العدو القادم للحضارة الغربية كالإسلام والصين. و يستند هنتنغتون في أطروحته حول صدام الحضارات إلى تجدد الهويات الثقافية للشعوب واصطدام هذه الهويات بعامل التغريب في المجتمعات غير الغربية.
أدب الحرب الباردة
أدب الحرب الباردة: كتابة الصراع الكونى
والكتاب من تأليف أندرو هاموند ومن ترجمة ومراجعة طلعت الشايب. ويأتى فى تقديمة الكتاب "كانت الحرب الباردة هى الصراع الأطول فى قرن أهم مايميزه هو حجم هذا الصراع وضراوته. فى المعركة بين الغرب الديمقراطى والشرق الشيوعى، لم يمر عام تقريبا دون أن يقوم الغرب بتنظيم أو خوض او تمويل حرب خارجية خلفت الملايين من القتلى..
الدراسات التى يضمها هذا الكتاب تحلل الرد الأدبى على الانقلابات والتمردات وعمليات الاحتلال فى أنحاء مختلفة من هذا الكوكب، وتستكشف التوجهات الفكرية والأسلوبية لعداءات وخصومات الحرب الباردة كما ظهرت فى الكتابة العالمية، وحيث إن العمل ينتظم أفكار كُتَّاب من منطلقات ثقافية مختلفة فإنه يركز على موضوعات مثل: التمثيل والقومية والمقاومة السياسية والعولمة والتشكك الإيديولوچى، بما أنه لايركز البؤرة على المؤلفين والأنواع الأدبية فى الغرب فى دراسته للحرب الباردة، سيكون التأكيد على الأصوات الأدبية التى ظهرت في ما يعتبر المناطق الطرفية أو الهامشية لسياسات الحرب الباردة. هذا التركيز يتراوح ما بين الحداثة الأمريكية والشعر الفيتنامى، ومابين السيرة الذاتية الكوبية والمسرح الماوى، وما بين الأدب الروائى فى أفريقيا إلى الكتابات الدعائية السوفيتية. لذا يعتبر هذا الكتاب مرجعا مهما لكل الباحثين فى مجال الدراسات الأدبية والثقافية والتاريخية والسياسية للقرن العشرين".
غياب السلام
غياب السلام: محاولة لفهم الصراع الإسرائيلى الفلسطينى
الكتاب من تأليف نيكولاس جويات ومن ترجمة الراحل طلع تالشايب ، ويأتى فى تقديمة الكتاب "لقد تعرضت عمليه السلام فى الشرق الأوسط لسوء فهم كبير، وأرى أن لذلك عواقبه الوخيمه. هذه الدراسه التى تتسم ببعد النظر ووفره المعلومات التى يقدمها (نيكولاس جويات)، هى دراسه تصحيحيه نحن أحوج ما نكون إليها، وأتمنى أن تحظى بقراءه على أوسع نطاق، وأن تساعد على ظهور وجهه نظر جديده لا سبيل إلى تجنبها، لو أننا نريد بالفعل أن نتفادى سوء المصير، وأن نحقق قدرًا من السلام والعدل".
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة