كانت نكتة فأصبحت مأساة حقيقية، جسد مشهد الخادمة التى تسقط من النافذة وسيدتها تكتفى بتصويرها، تطبيقا واقعيا للكاريكاتير الساخر الذى كان ينتقد هوسنا بكاميرات الموبايل، عبر تصوير مجموعة من الناس يكتفون بتصوير شخص يغرق دون أن يفكر أحدهم فى إنقاذه، هكذا غلبت رغبتنا فى تسجيل اللحظات الساخنة والغريبة لنشرها بمواقع التواصل بسرعة، على قيم الشهامة وإغاثة الملهوف، حتى وإن كانت الخادمة تريد الانتحار، فلم يكن تسجيل الموقف بالكاميرا لينقذ المخدومة من المسؤولية القانونية أو الأخلاقية، فكيف طغت مخاوف السيدة من تحمل وزر انتحار الخادمة، على رهبة الموقف الذى تقف فيه روح على حافة الموت؟ قد تبدو هذه حادثة استثنائية، لكن كثيرا من القواعد نبتت من رحم الاستثناءات، لسنا بصدد الحكم على سيدة، بقدر ما تستدعيه الحادثة من قلق واجب على قيمنا وإنسانيتنا.. وأرواحنا أيضًا.
عمرو جاد
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة