"بنى سويف بلد السلام" مبادرة لزراعة الأشجار المثمرة من الزيتون والتين والرمان أطلقها مسجد عمر بن عبد العزيز بمدينة بنى سويف أحد أكبر المساجد بالمحافظة بالتنسيق مع المطرانية، والتى تمكنت من زراعة 17 ألف شجرة زيتون فى شوارع ومدن المحافظة حتى الآن.
وبدأت المبادرة بزراعة 100 شجرة زيتون فى أماكن مختلفة بالمدينة وشرق النيل ودعمتها الكنيسة، وتبنت المحافظة المبادرة حتى بلغ أعداد المنزرع منها حتى الآن 17 ألف شجرة زيتون بمراكز ومدن المحافظة السبع.
وتستهدف المبادرة زراعة 3 ملايين شجرة من الزيتون والرمان والتين بهدف تدعيم الوحدة الوطنية بين المسلمين والأقباط وتقوية روح الانتماء والترابط بين عنصرى الأمة من خلال الاقتناع بفكرة المبادرة والمشاركة معًا فى إنجاحها، بالإضافة إلى استغلال هذه الأشجار المثمرة فى صناعة الأدوية والزيوت والأخشاب.
"اليوم السابع" رصد المبادرة والتقت أطرافها للحديث عن أهميتها، حيث أكد الشيخ أحمد عبد العال إمام وخطيب مسجد عمر بن عبد العزيز بمدينة بنى سويف، أن مبادرة بنى سويف بلد السلام وفكرة زراعة أشجار الزيتون انطلقت من مجلس إدارة المسجد، والزيتون رمز السلام منذ أيام سيدنا نوح، كما جاء فى جميع الكتب السماوية، فضلا عن فوائده المتعددة طبيًا واقتصاديًا وتعميره فى الأرض سنين وناتجه يظل حتى الحصاد الجديد، ونأمل أن تتحول المحافظة خلال 5 سنوات إلى جنة من الزراعات المثمرة بإطلاق مبادرات أخرى لزراعة التين والرمان.
وأضاف: "وصف القرآن الكريم مصر بالجنات بعد هلاك فرعون، مصداقًا لقوله تعالى " كَمْ تَرَكُواْ مِن جنات وَعُيُونٍ * وَزُرُوعٍ وَمَقَامٍ كَرِيمٍ * وَنَعْمَةٍ كَانُواْ فِيهَا فاكهين "، كما أن النبى صلى الله عليه وسلم عندما دخل المدينة قال" أطعموا الطعام وافشوا السلام وصلوا الأرحام وصلوا بالليل والناس نيام" فى مبادرة للحث على وجود الغذاء وكثرة الثمار والزروع، ما يستوجب معه التهادى بين الناس والتواصل بينهم، ما يساعد على نشر السلام والمحبة.
مسجد أطلق مبادرة زراعة شجر الزيتون
وتابع عبد العال حديثه قائلًا: "ذكر القرآن الكريم للأشجار المثمرة مثل التين والزيتون والرمان، يعد أمرًا شرعيًا بضرورة إيجاد الثمار فى الأرض، وحث الناس على زراعة تلك الأشجار تطبيقًا للشرع، و لما لها من فوائد واستخدامات فى الطعام، والوقود، وتصنيع الأخشاب والأدوية.
واستطرد قائلًا : كما أن قوله تعالى " وَشَجَرَةً تَخْرُجُ مِن طُورِ سَيْنَاءَ تَنبُتُ بِالدُّهْنِ وَصِبْغٍ لِّلْآكِلِينَ" يقصد منه أن شجرة الزيتون يستخدم ثمرها طعام وزيت متعدد الاستخدامات، والشجرة المباركة دائمًا جميع ما حولها مبارك وتعطى طاقة إيجابية ومجال طيب يضفى على الإنسان الأمان، مصداقًا لقوله تعالى "ومثل كلمة طيبة كشجرة طيبة".
وأكد عبد العال إن العلماء فسروا آية سورة الرحمن " والنجم والشجر يسجدان" بأن النجم شجر بلا ساق أما الشجر فهو العادى بساق، والشجر يسبح بحمد الله ويسجد له، فهو عابد لله ينوب عنك، وعندما يزرع الإنسان شجرًا مثمرًا فهو له ولوالديه كصدقة جارية على روحيهما، فكل تسبيح للنبات توضع فى ميزان حسنات الزارع، فضلًا عن إنتاج الشجر خيرات اقتصادية كثيرة، كما أن النبي صلى الله عليه وسلم أخذ فرعين خضراوين من شجرة ووضعهما على قبرين، وقال "يدفعان عنهما العذاب ما لم ييبسا".
المحافظ يدشن زراعة الزيتون
وواصل عبد العال قائلًا : عرضنا الفكرة على المحافظ شريف حبيب فتحمس لها بعدما بدأنا فى تنفيذها بمائة شجرة مختلفة الأعمار بتبرعات من المواطنين، ورأى أن لها بعدًا قوميًا وتوطيدًا لفكرة الانتماء وعندما حضر احتفالات المولد النبوى بالمسجد غرس بيده شجرة، قائلًا "اللهم اجعلها مباركة"، من بين مجموعة شاركنا جميعًا فى زراعتها حول المسجد وداخله، وبالفعل أثمرت مبكرة مع شجرة أخرى.
وأوضح عبد العال إنه بالتنسيق مع المطرانية والكنائس نظمنا لقاءات ما زالت مستمرة للتعريف بالمبادرة والتأكيد على أن الانتماء للوطن والأرض إجبارى، أما العقيدة فاختيارية، وبدأنا فى قاعة مطرانية بنى سويف بهدف بث روح الانتماء من خلال إقناع الشباب بزراعة الشجر المثمر ورعايته له ومتابعته أعقبها لقاءات بقاعة مسجد عمر بن عبد العزيز فتحنا خلالها حوارات للإجابة على الأسئلة والمسائل الشائكة التى يمنع تفسيرها الخاطىء تواصل الشباب المسلم والمسيحى، والتى خلقت سدًا بين عنصرى الأمة، وحالت دون تقبل الآخر، كما شاركنا مع التربية والتعليم فى تنفيذ قوافل توعوية لطلاب المدارس لإحياء الانتماء.
شجر الزيتون بالمساجد
ومن جانبه، يرى القمص باخوم عطية وكيل مطرانية بنى سويف، أن أشجار الزيتون رمز للسلام والإخاء فى جميع الأديان السماوية، والمبادرة فرصة طيبة لجمع الشباب من المسلمين والمسيحيين معًا لتحقيق هدف واحد فضلًا عن تبادل للأراء وتصحيح مفاهيم خلقت نوعًا من التنافر بينهم على مدى سنوات من خلال الندوات المتبادلة بين الكنيسة والمسجد، كما أن تبنى المحافظ للمبادرة جعل الهيئات والمؤسسات الحكومية تشارك بفاعلية معنا فى زراعة الأشجار التى نتمنى أن تنتج وتثمر وتكون أحد أسباب نمو الاقتصاد خلال السنوات المقبلة.
ومن ناحيته، أكد محافظ بنى سويف شريف حبيب، أن هناك دول اعتمدت فى بناء اقتصادها على زراعة نوع معين من النباتات واستخدام ناتجه فى التصنيع، ونحن فى طريق تنفيذ مشروع استخدام النباتات الطبية والعطرية فى الصناعات المختلفة منها الأدوية.
زراعة شجر الزيتون ضمن مبادرة بنى سويف بلد السلام
وأشار حبيب فى تصريحات لـ"اليوم السابع"، إلى تبنيه مبادرة "بنى سويف بلد السلام"، وإعلانه ضرورة استهداف زراعة 3 ملايين شجرة زيتون وفقًا لتعداد سكان المحافظة عقب تدشين المبادرة، منوهًا أن الأشجار المثمرة مثل الزيتون لها أبعاد اقتصادية وقومية، حيث زادت من ترابط المجتمع السويفى وتكاتف أفراده مسلمين وأقباط وبث روح الانتماء بينهم، وإجماعهم على المشاركة فى المبادرة وإنجاحها.
ولفت المحافظ إلى عقد بروتوكل تعاون مع وزارة الزراعة للحصول على "الشتلات الصغيرة" من المشاتل بأسعار مخفضة، حيث بلغت أعداد أشجار الزيتون المنزرعة حتى الآن حوالى 17 ألف شجرة بمشاركة هيئات مختلفة مثل التربية والتعليم، المنطقة الأزهرية، الشباب والرياضة، السياحة والآثار، الوحدات المحلية للمراكز والمدن، الأوقاف، الكنيسة، حيث غرست الأشجار فى "المدارس، المساجد، المعاهد الأزهرية، الكنائس والأديرة، الحدائق، شوارع المدن وحافتى الزراعات وشوارع القرى، جانب ترعة الإبراهيمية، مدينة بنى سويف الجديدة شرق النيل، "كما تم استغلال المبادرة فى تنشيط السياحة من خلال تنظيم احتفالية اليوم الواحد بمنطقة واحة هرم ميدوم بمركز الواسطى شمال المحافظة وزراعة المئات من أشجار الزيتون فى منطقة الواحة، كما بدأ الوحدة المحلية بمركز إهناسيا غرب المحافظة فى استخراج 5 آلاف شتلة من أشجار الزيتون لزراعتها فى شهر أمشير القادم كأنسب موعد لنموها.
أطفال المدارس يشاركون فى زراعة شجر الزيتون
رجال الدين يشاركون فى المبادرة
تدشين زراعة شجر الزيتون بالأزهر
زراعة شجر الزيتون فى شوارع بنى سويف
المحافظ يدشن زراعة الزيتون
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة