ترأس الرئيس عبد الفتاح السيسي، مساء أمس، اجتماع مجلس الدفاع الوطنى، وذلك بحضور كل من رئيس مجلس النواب، ورئيس مجلس الوزراء، ووزراء الدفاع والإنتاج الحربى، والخارجية، والداخلية، والمالية، بالإضافة إلى رئيس المخابرات العامة، ورئيس أركان حرب القوات المسلحة، وعدد من رؤساء أفرع وقيادات القوات المسلحة.
واستهل الرئيس الاجتماع بدعوة الحضور للوقوف دقيقة حداداً على الضحايا الذين سقطوا أمس نتيجة الحادثين الإرهابيين اللذين وقعا بكنسية مار جرجس بمدينة طنطا وفى محيط الكنيسة المرقسية بمدينة الإسكندرية.
كما وجه بأهمية قيام جميع أجهزة الدولة بتوفير كافة أشكال الدعم والمساندة لأسر الضحايا والمصابين ومساعدتهم على تخطى هذه الأوقات العصيبة، مؤكداً على ضرورة توفير الرعاية الطبية اللازمة للمصابين ووضع جميع الإمكانات الطبية المتاحة فى خدمتهم، فضلاً عن تقديم الإعانات والمساعدات الاجتماعية اللازمة لأسر الضحايا والمصابين بشكل فورى وتيسير كافة الإجراءات المتعلقة بذلك.
وأطلع الرئيس خلال الاجتماع على تقرير مبدئى حول ملابسات الحادثين الإرهابيين اللذين وقعا أمس، حيث تم استعراض الإجراءات والتدابير التى اتخذتها أجهزة الدولة للتعامل مع تداعيات الحادثين وفقاً لتوجيهات الرئيس، وفى مقدمتها سرعة ضبط الجناة والدفع بعناصر من وحدات التأمين الخاصة بالقوات المسلحة لمعاونة الشرطة فى تأمين المنشآت الحيوية والهامة بكافة محافظات الجمهورية وتعزيز التواجد الأمنى وتوفير التأمين المكثف.
كما تطرق الاجتماع إلى الإجراءات الجارى اتخاذها من أجل إحكام السيطرة على جميع الحدود والمنافذ والمعابر بالنظر إلى التحديات الأمنية القائمة بالمنطقة، ومخاطر الإرهاب المتزايدة نتيجة الوضع الإقليمى المتأزم. وقد وجه الرئيس فى هذا الإطار، باتخاذ الخطوات اللازمة لضمان التأمين التام لحدود البلاد، بالإضافة إلى مواصلة الأجهزة الأمنية التحلى بأقصى درجات الاستعداد واليقظة والحذر، والاستمرار فى تشديد إجراءات تأمين الأماكن والمنشآت الحيوية والمتابعة المكثفة والدورية للحالة الأمنية.
ووجه الرئيس عقب انتهاء الاجتماع كلمة إلى وسائل الإعلام نعى فيها شهداء الوطن الذين سقطوا أمس فى الحادثين الإرهابيين، مشيراً إلى أن الشعب المصرى يواجه الإرهاب بشجاعة منذ ثورة 30 يونيو فى مواجهة مفتوحة وطويلة الأمد مع التنظيمات الإرهابية الفاشية التى تمولها وتدعمها بعض الدول بالسلاح والمقاتلين.
كما أوضح أن الحادثين الإرهابيين اللذين وقعا أمس هما محاولة أخرى للنيل من تماسك ووحدة الشعب المصر ومقدراته، منوهاً إلى أن التنظيمات الإرهابية سعت خلال الفترة الماضية إلى إلحاق الضرر بمصر بمختلف الطرق، سواء من خلال توجيه ضرباتها إلى قطاع السياحة أو القيام بعمليات بمناطق مختلفة وهو ما يعكس يأسها فى ضوء صمود الشعب المصرى فى مواجهتها بكل شجاعة. كما أكد الرئيس أهمية قيام المجتمع الدولى بمحاسبة الدول التى تدعم الإرهاب وتمول التنظيمات الإرهابية.
وناشد الرئيس جميع المصريين بالصمود فى مواجهة محاولات الإرهابيين لزعزعة استقرار مصر، معرباً عن ثقته من قدرة الشعب المصرى على هزيمة الإرهاب والقتلة والمخربين، ومؤكداً مواصلة مسيرة البناء والتعمير.
وأضاف أنه فى ضوء ما شهده الاجتماع من مناقشات، فقد قرر الرئيس اتخاذ مجموعة من الإجراءات لمواجهة الإرهاب، تشمل إعلان حالة الطوارئ لمدة ثلاثة أشهر بجميع أنحاء مصر بعد استيفاء الإجراءات القانونية والدستورية اللازمة، وتكثيف جهود الأجهزة الأمنية لضبط الجناة وتقديمهم للعدالة. كما ناشد وسائل الإعلام بالتعامل مع هذه الأحداث بمصداقية ومسئولية ووعي. وأشارالرئيس إلى ضرورة تعزيز جهود تصويب الخطاب الدينى من جانب جميع مؤسسات الدولة.
كما أعلن عن إنشاء المجلس الأعلى لمكافحة الإرهاب والتطرف بعد إصدار القانون اللازم لتنظيم أعماله وتمكينه من الاضطلاع بمهامه بفعّالية. وفى ختام كلمته، طلب الرئيس من كافة المصريين أن يتحملوا هذا الألم، معرباً عن تقديره واحترامه لما أثبتوه خلال السنوات الماضية من صلابة اثارت إعجاب الجميع، سواء على صعيد تحمل تبعات العمليات الإرهابية أو بالنسبة لتحمل المصاعب الاقتصادية، مشدداً على عدم إمكانية النيل من مصر.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة