سعيد الشحات

مار جرجس والشعيرات والإسكندرية

الإثنين، 10 أبريل 2017 07:00 ص

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
التفجيران اللذان وقعا فى كنيسة مار جرجس بمدينة طنطا، ومحيط كنيسة مار مرقس بالإسكندرية، أمس، لهما علاقة بالضربة الأمريكية التى تمت بالصورايخ على مطار الشعيرات العسكرى بسوريا.
 
لا تتعجبوا من هذا الرأى، فهو لا يبحث مثلًا عن علاقة تنظيمية بين الإرهابيين الذين ارتكبوا جريمتى طنطا والإسكندرية، وبين دوائر صنع القرار فى واشنطن التى أعطت إشارة الاعتداء على سوريا، ولا يبحث عن دليل يؤكد أن هناك أوامر تم تعميمها من عند ديار «الصديق الأمريكى» على جماعات الإرهاب فى مصر، بأن تجعل المسيحيين هدفًا وقت احتفالهم بأعيادهم، وأن تحول طنطا الهادئة إلى هدف لتفجيرات إرهابية منذ التفجير الذى وقع فيها أول الشهر الجارى بمركز تدريب شرطة، واستشهد فيه شرطى وجُرح 9 آخرون، وحتى تفجير أمس الذى راح ضحيته العشرات بين شهداء وجرحى.
 
العلاقة بين الجريمتين رغم بُعد المسافات تبدأ وتنتهى من حيث الاعتراف بأن الجهات الدولية والإقليمية التى ترعى الإرهاب واحدة، وأن الذى يرتكب جريمة الإرهاب فى طنطا، هو نفسه الذى يرتكبها فى أى بلد عربى آخر، ومن يسترخص الدم فى بلد عربى ما، يسترخصه فى البلد الآخر إن اصطدمت المصالح.
 
«داعش» و«النصرة» و«جيش الفتح» و«القاعدة» وكل الجماعات التكفيرية التى تحمل السلاح فى سوريا، هى نفس الجماعات التى تحمل السلاح فى العراق وليبيا واليمن وكل بقعة عربية أخرى، وأى تعزيز لهذه الجماعات فى بلد عربى ما يساوى تقويتها فى بلد عربى آخر، وحين يتم إمدادها بالسلاح والعتاد والمال فى سوريا أو العراق أو فلسطين أو ليبيا، سينتقل تأثيرها حتمًا إلى مصر وبلاد عربية أخرى، ومن هنا لا نجد افتعالًا ولا تزيدًا فى الربط بين الصواريخ التى أطلقتها أمريكا على سوريا، وبين أى عملية إرهابية تقع فى مصر.
 
الصواريخ على قاعدة الشعيرات استهدفت تقوية جماعات الإرهاب، أكثر من استهدافها إضعاف الجيش العربى السورى، وأى تقوية للإرهابيين فى حلب أو الموصل أو حمص أو دمشق أو صنعاء، تعنى تقويتهم فى سيناء وطنطا والمنصورة وبنها والقاهرة والجيزة والإسكندرية، وكل شبر على أرض مصر.
 
من يغفل ذلك فعليه إعادة قراءة ما حدث فى أفغانستان بعد أن تم احتلالها من الاتحاد السوفيتى عام 1979، واستطاعت أمريكا تعبئة الأطراف العربية المؤثرة، وفى مقدمتها مصر، للدخول معها فى حلف يقاوم هذا الاحتلال، وتم شحن جماعات أطلقوا عليها وقتئذ وصف «جهاديين» إلى أفغانستان، ومن هذا المسار تولدت «القاعدة»، وعرف العالم أمراء الإرهاب الذين عادوا من أفغانستان إلى بلادهم، وتحت وهم أنهم أنزلوا الهزيمة بالقوة العالمية الثانية، وأجبروها على الخروج من أفغانستان، تصوروا أنهم يستطيعون تغيير العروش العربية.
 
من يعتقد أن ما يحدث من إرهاب فى سوريا وليبيا وفلسطين لن يمسنا فى شىء فهو واهم، ومن يعتقد أن ما يحدث فى العراق لن يمسنا فى شىء فهو واهم، ومن يعتقد أن ما يحدث فى اليمن هو بعيد عنا فهو واهم، فالإرهاب لا وطن له ولا دين، والإرهابيون الذين يستبيحون الأرض السورية والعراقية والليبية، هم أنفسهم الذين يضعون مصر هدفًا لهم، وهم الذين يضعون الكنائس والمساجد هدفًا مستباحًا، ولا يفرقون بين دماء أطفال وشيوخ وسيدات.
 
كلما وقعت عملية إرهابية على أرضنا نتحدث عن القوى التى تتربص بمصر، فلماذا لا نذكر صراحة بأن الذين يساندون الإرهاب فى سوريا وليبيا هم الذين يساندون الإرهاب فى مصر؟









مشاركة

لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة