حتى نقترب من فهم ما حدث فى خان شيخون من جرائم، لابد أن نقرأ ما حدث قبلها فى خان العسل بحلب، وفى الغوطة الشرقية بدمشق، فقد تعرضت المنطقتان للقصف بالسلاح الكيماوى، وسقط عشرات الضحايا، وحتى الآن لم يستطع طرف أن يثبت اتهامه للطرف الآخر بالمسؤولية عن جريمة قتل المدنيين باستخدام المواد الكيماوية.
فى حادث الغوطة الشرقية، وبحسب التقارير المعلنة والمنشورة، اتهمت قوى المعارضة والميليشيات المتطرفة المدعومة من أمريكا وتركيا وقطر والسعودية قوات من اللواء 155 بالجيش السورى فى منطقة القلمون بقصف مناطق الغوطة الشرقية، ومدينة زملكا، وبلدة عين ترما، ومدينة المعضمية بالأسلحة الكيماوية، إلا أن الجيش اتهم قوات المعارضة المسلحة بشن الهجوم من المناطق التى تخضع لسيطرتها لإعطاء قوى أجنبية ذريعة لقصف المناطق السورية.
واللافت فى هذه الحادثة أمران، الأول ما أعلنته روسيا أن أقمارها الصناعية التقطت صورًا تكشف إطلاق جماعة «لواء الإسلام» التى يسيطر عليها زهران علوش صواريخ على الغوطة من منطقة دوما، وحددت توقيت إطلاق هذه الصواريخ بالدقيقة والثانية، وكيف أنها تصنيع محلى، وتحمل مواد كيماوية، والأمر الثانى، تصريحات صالح مسلم، الزعيم الكردى المعارض، نفى خلالها مسؤولية الحكومة السورية عن حادث الغوطة، لأن قواتها مسيطرة ميدانيًا على معظم تلك المنطقة، واتهم فى الوقت نفسه أطرافًا من المعارضة بارتكاب الجريمة لاستدعاء أطراف دولية.
ما حدث فى المجزرة المزدوجة بخان العسل بمقاطعة حلب يثير مزيدًا من التساؤلات عما يجرى حاليًا فى سوريا وعنها، فقد تعرضت خان العسل لإطلاق صواريخ محملة بالأسلحة الكيماوية، وسقط عشرات الضحايا، وفتحت الأمم المتحدة تحقيقًا دوليًا وسط تبادل الاتهامات من المعارضة والحكومة السورية، إلا أنها لم تتوصل إلى دليل قاطع يدين الأسد أو المعارضة.
الخلاصة فى جريمة خان شيخون، وقبلها جرائم الغوطة، وخان العسل، وكثير من المناطق السورية الأخرى التى لم تلق الالتفات الكافى من وسائل الإعلام، أنها جرائم لا يمكن الجزم بمرتكبيها، كما أنها جرائم يتم توظيفها سياسيًا وإعلاميًا لخداع الرأى العام العالمى، وحشد الضمائر فى مختلف دول العالم من قبل معدومى الضمائر، بهدف كسر إرادة منافسيهم، وضرب مصالحهم فى المنطقة، لذا فالجميع مدانون فى هذه الحرب القذرة، وأى طرف يسعى حقًا لإحقاق الحق، والحفاظ على مصالح وأمن الشعب السورى أن يضغط لوقف الحرب الدائرة فورًا، وترحيل جميع المقاتلين الأجانب، ونزع أسلحة الميليشيات، وإعادة اللاجئين إلى وطنهم، ومنح السوريين وحدهم حق تقرير المصير.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة