ألقت الأحداث الإرهابية التى وقعت أمس الأحد بظلالها على زيارة بابا الفاتيكان الأولى لمصر المقرر لها نهاية أبريل الجارى، حيث راجت شائعات تؤكد عزم البابا فرنسيس، بابا الفاتيكان إلغاء زيارته خاصة مع تفجير كنيستى مارجرجس بطنطا والمرقسية بالإسكندرية، إلا أن البابا فرنسيس خالف التوقعات وأصر على المضى قدما فى زيارته الأولى للقاهرة.
بابا الفاتيكان، أرسل أمس برقية تعازى للبابا تواضروس الثانى بابا الإسكندرية وبطريرك الكرازة المرقسية وأحد المدرجين على جدول زيارته للقاهرة، وقال عقب صلاة قداس الأحد بالقصر الرسولى بروما: أصلى من أجل الذين وقعوا ضحية اليوم فى القاهرة فى كنيسة قبطية.
وأعرب البابا فى رسالته عن خالص تعازيه للبابا تواضروس والشعب المصرى مضيفًا: "أصلى لكل الموتى والمصابين ولعائلاتهم وأؤكد قربى منهم ومن الكنيسة. ليهدى الرب قلوب الذين يزرعون العنف والإرهاب وأولئك ايضا الذين يهربون الأسلحة".
من جانبه، قال الأنبا عمانوئيل، مطران الأقصر للأقباط الكاثوليك، ورئيس اللجنة المنسقة لزيارة البابا فرنسيس إلى مصر، إن زيارة البابا قائمة فى موعدها، يومى الثامن والعشرين و التاسع والعشرين، أبريل الجارى، ولا يوجد أى تأجيل للزيارة.
وأضاف الأنبا عمانوئيل فى بيان له، جميع الجهات المسؤولة فى دولة الفاتيكان أكدت فى اتصالاتها معه أنه لا يوجد نية لتأجيل الزيارة وأن قداسة البابا حريص على زيارة مصر.
وأضاف مطران الأقصر ورئيس اللجنة المنظمة لزيارة بابا الفاتيكان لمصر، قال إن زيارة البابا فرنسيس المرتقبة لمصر لها أبعاد مهمة عديدة سنذكر أربعة منها، مضيفًا: علاقة الفاتيكان مع مصر لها تاريخ عريق إذ نحتفل هذا العام بمرور سبعين عام على العلاقات المتبادلة بين الجانبين وهى مسيرة تميزت بالمتانة والقوة فالفاتيكان بما له من ثقل روحى ودينى ومصر وما لها من دور فى المنطقة العربية بالإضافة إلى زيارة الرئيس عبد الفتاح السيسي للفاتيكان وما يقوم به لدعم السلام العالمى.
واعتبر الأنبا عمانوئيل، أن زيارة البابا رعوية تأتى لتفقد الكنيسة الكاثوليكية المصرية ودعمها وتعضيدها لما تقوم به من دور بناء فى مؤسساتها التعليمية والثقافية والصحية، حيث تقدم خدمات لذوى الاحتياجات الخاصة والمسنين، لافتًا إلى أن بابا الفاتيكان شجعهم فبراير الماضى على العمل من أجل المجتمع المصرى دون إقصاء لأحد.
ووفقًا لمطران الأقصر فإن الزيارة تكتسب أهميتها من الحوار الدينى وعلاقة الأزهر الشريف والفاتيكان، حيث يجمعهما توافق الرؤى ووجهات النظر مذكرًا بمؤتمر الحوار بين الأزهر والفاتيكان بالقاهرة الذى اعتبر الإجهاض قتل للنفس مع اتفاق كامل على محاربة الإرهاب وكذلك ما أكسبته زيارة شيخ الأزهر للفاتيكان من دعم لتلك العلاقات.
أما الأهمية الرابعة للزيارة يقول الأنبا عمانوئيل، فإنها تأتى من العلاقات بين الكنيسة القبطية والفاتيكان حيث حرص البابا تواضروس على زيارة بابا الفاتيكان وتخصيص يوم للتآخى بين الكنيستين، وحرص بابا الفاتيكان على تقديم التعازى فى شهداء ليبيا والبطرسية، مؤكدًا أن الزيارة تحمل رسالة لكل العالم وتشدد على تمتع مصر بالأمان والتعايش السلمى، فالبابا يؤكد أن مصر آمنة وما يشاع عنها فى وسائل الإعلام العالمية غير صحيح.
من جهته، شدد الأب رفيق جريش المتحدث الرسمى باسم الكنيسة الكاثوليكية فى مصر، عضو اللجنة المنظمة للزيارة أن اللجنة ماضية على قدم وساق فى استعداداتها لاستقبال بابا الفاتيكان لكى تخرج الزيارة بالشكل الذى يليق باسم مصر وباسم حضارة الفاتيكان، خاصة وأن الزيارة تتمتع بأهمية خاصة وتنقلها كافة وسائل الإعلام العالمية.
وقال جريش لـ"اليوم السابع" إن حرص البابا على الزيارة فى هذا الوقت العصيب يعكس شخصيته المحبة للرحمة والإنسانية والتى ترغب فى مساندة كافة شعوب العالم فى أوقات الألم والمحنة حيث أصر على الحضور فى موعده رغم استهداف كنيستين.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة