قال الدكتور خالد عمران، أمين الفتوى بدار الإفتاء المصرية، إن الانتماء للوطن شعور فطرى عميق يربط الإنسان بوطنه الذى ولد على أرضه وتنسم هواءه، وهذا الشعور العظيم لا بد من أن يترجم لسلوك وعمل خلاق، يستهدف الدفاع عن الوطن والحفاظ على أمنه واستقراره ومصالحه وصيانة حرماته، وما تعنيه الحرمات من مقدسات وأرواح وأعراض وممتلكات عامة، مع حرص دائم على العمل الدؤوب فى سبيل الارتقاء بأحوال الوطن وتقدمه على كل الأصعدة السياسية والاقتصادية والاجتماعية.
جاء ذلك خلال الدورة التدريبية التى تعقدها المنظمة العالمية لخريجى الأزهر، برعاية فضيلة الإمام الأكبر الدكتور أحمد الطيب، شيخ الأزهر الشريف ورئيس مجلس إدارة المنظمة، وتضم 24 طالبا من دولة غينيا، وذلك تحت عنوان "ولاء الأزهرى بين دعوات المتطرفين والأفكار الوسطية"، وتمتد الدورة على مدار شهر كامل، متناولة عدة موضوعات، فى مقدمتها "الأزهرى والشعور بالإنسانية"، و"الأزهرى والوطن" و"معاملة أهل الأديان".
وأضاف "عمران" فى كلمته خلال المحاضرة، أنه لا يوجد تناقض كما يدعى المتطرفون ما بين الولاء للوطن والانتماء للدين، موضحا أن الأزهرى الحق هو إنسان بالمقام الأول، ومن ثم فإنه ينتمى للإنسانية، وهو مواطن فى بلده وينتمى لهذا الوطن، وهو أزهرى وينتمى للأزهر الشريف منبر الوسطية والاعتدال ومنارة المسلمين فى الشرق والغرب.
وأشار أمين الفتوى بدار الإفتاء المصرية، إلى أن الفارق بين الأزهرى والمتطرف، أن الأزهرى يدرك أن هذه الأمور لا تتعارض ولا تتناقض، مؤكدا أن غموض معنى الانتماء لدى هؤلاء أدى إلى ظهور الأفكار المتطرفة، التى تدعو إلى الكراهية وعدم قبول الآخر، وأن الأزهرى الحق على النقيض من المتطرفين، يحب وطنه ودينه، ويحب كل إنسان، ولا يجد فى ذلك شيئا من التناقض، بعكس المتطرف الذى يجعل حبه لوطنه والإنسانية متناقضا مع حبه لدينه.
يُذكر أن الدورة تأتى فى إطار توجهات المنظمة نحو تنظيم البرامج الثقافية للطلاب الوافدين، بهدف حمايتهم وتحصينهم ضد الفكر المتشدد، وتفنيد الأفكار المتطرفة، ليكونوا خير سفراء للأزهر الشريف فى بلادهم.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة