يعانى الكثير من الرجال من مشكلة الخوف من تحمل المسئولية، لذا يلجأ بعضهم للتهرب من اتخاذ القرارات أو مشاركة شريك حياته فى إدارة مجريات الأمور، بل ويتطور الأمر لدى بعضهم إلى العزوف عن فكرة الارتباط والزواج خوفاً من المسئولية التى ستقع على كاهله.
تقول خبيرة العلاقات لنا محى إن المسئولية تحتوى على جانبين أحدهما مادى والآخر معنوى، فإذا كنا نتحدث عن المسئولية المادية يجب أن نجيب على سؤال مهم وهو "هل تهربه من المسئولية المادية نتيجة لضيق ذات اليد أم أنه لا يريد المشاركة فحسب؟"
إذا كانت ظروف الرجل المادية هى العائق الذى يحول بين مشاركته فى الحياة فهذا أمر يمكن التغلب عليه ولا يتم وضعه فى الاعتبار طالما أن المرأة وافقت على تلك الظروف منذ البداية، أما إذا كان يتمتع بشخصية متواكلة ويلقى بكافة الحمل عليها هنا يجب أن يكون هناك وقفة جادة.
وتضيف محى أن فكرة خوف الرجل من المسئولية تعود للتربية التى خضع لها منذ الصغر، فغالباً ما يكون هذا الرجل اعتاد على فكرة وجود شخص آخر يحل له المشكلات التى يتورط فيها، ويخاف من فكرة اتخاذ أى قرار حتى لا يقع عليه اللوم إذا كان خاطئ، إلى جانب عدم ثقته فى قدرته على اتخاذ قرار سليم من البداية، لذا يتهرب من تلك المواقف دائماً تاركاً الأمر لزوجته أو شريكته بحجة "اعملى اللى يريحك".
يوجد نوع آخر من الرجال الذين يخافون من فكرة الزواج من البداية، فالرجال ينظرون للزواج على أنه القفص الذى سيقيد حريتهم، هذا بالإضافة إلى فكرة الالتزامات المادية والمعنوية التى ستقع على عاتقه عند اتخاذه لمثل هذا القرار، فالرجل الذى يخاف من المسئولية يشعر دائماً أنه حر وقادر على التحر ك بمفرده بحرية مطلقة، لذا يفكر كثيراً قبل الزواج.
وتؤكد لنا محى على دور الأسرة فى تربية رجل غير مسؤول، لكن الأمر لا يقتصر على التربية فقط، فالمرأة تلعب دوراً كبيراً فى ترسيخ هذا المفهوم لدى الرجل، لأنها تعتبر ارتباطها به يعطيها الحق فى امتلاكه والتحكم فى كافة تحركاته وتصرفاته ومحاسبته عليها، مما يدفع الرجل للعزوف عن الارتباط للحفاظ على حريته.
كما يجب أن تحرص المرأة على تقديم مشاعر الحب والاهتمام بحساب، حتى لا يتحول الأمر لروتين ممل، لذا يجب أن يكون هناك توازن فى كافة جوانب العلاقة لأن الأمر كلما زاد عن حده انقلب لضده.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة