انتقدت الإذاعة الكندية موقف رئيس الوزراء الكندى جاستين ترودو من رحيل الرئيس السورى بشار الأسد، مشيرة إلى أن ترودو ربما قرر ببساطة الدخول فى لعبة الكلام الفارغ المألوف فى واشنطن.
وأعرب ترودو عن تأييده للضربات الصاروخية الأمريكية على سوريا بعد اتهام الرئيس السورى بالوقوف وراء الهجوم الكيماوى على قرية خان شيخون، واصفا الأسد بأنه مذنب بارتكاب جرائم حرب ضد الأبرياء والأطفال وأن رحيله بات ملزما.
غير أن نيل ماكدونالد، الصحفى الكندى المخضرم، يقول فى مقال افتتاحى على موقع الإذاعة الكندية CBC، الخميس، إن السياسة الكندية لا تشكل عنصر تأثير كبير فى الشرق الأوسط، لكن تغيير النظام فى سوريا أمر خطير، وترودو يقود أحد بلدان مجموعة السبع الكبار ولكندا قوات فى الشرق الأوسط، لذا علينا أن نتساءل فى مدى جدية تصريحات رئيس الوزراء.
ويحذر الكاتب الكندى الليبرالى، أن أى من خبراء السياسة الخارجية يمكنه أن يبلغ ترودو أن العواقب غير المقصودة عادة ما تكون سيئة، مشيرا إلى ما حدث فى ليبيا بعدما تدخل الناتو لإسقاط نظام العقيد معمر القذافى.
وقال إن كندا وقتها استشهدت بمبدأ "المسئولية عن الحماية"، وأيدت بحماس دعم خصوم القذافى الذين قتلوه بشكل دموى، غير أن النتيجة هى أن ليبيا أصبحت دولة فاشلة تأوى الجماعات المتطرفة العنيفة، وأصبح الليبيون العاديون معرضين للخطر بل أن ليبيا باتت تهديدا إستراتيجيا أكبر بالنسبة للغرب.
وفى العراق ذهبت واشنطن لتغيير النظام بعد هجمات 11 سبتمبر الإرهابية، رغم عدم وجود أى دليل على صلة الرئيس العراقى صدام حسين بالهجمات، وفى النهاية فعل الرئيس الأمريكى جورج بوش ما كان يريده وتم إعدام القذافى، لتصبح العراق أكثر تهديدا.
وفى مصر عندما اندلع الربيع العربى فى 2011، أيد الرئيس الأمريكى باراك أوباما المتظاهرين، وطالب حسنى مبارك بالرحيل، مما مهد الطريق لإنتخاب جماعة الإخوان المسلمين.
والآن سوريا، فعلى الرغم من أنه على الجانب العاطفى سيكون من الجيد رؤية الأسد فى السجن، لكن البديل ربما يكون أكثر سوءا، فربما يأتى من هو أشبه جلبدين حكمتيار فى أفغانستان، ليحول سوريا إلى ثيوقراطية لا يمكن التنبؤ بها. وخلص الكاتب محذرا ترودو من الإنسياق وراء السياسات الأمريكية.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة