مصر كلها «عُمد» أصلا، وكل واحد عُمدة نفسه، والمفروض إننا فى 2017، وإن السينما المصرية هرست موضوع العمدة وشيخ البلد حتى ساوتهما بالأرض، لكن عادى جدا.
قسم التشريع بمجلس الدولة انتهى من التعديلات على اللائحة التنفيذية لقانون العمد والمشايخ، وعشان تبقى عمدة كل المطلوب منك شهادة ميلاد، وتحليل طبى إنك ما بتضربش مخدرات، «ممكن تضرب التحليل نفسه عادى»، وشهادة الخدمة العسكرية، ومؤهل دراسى متوسط أو ثانوية عامة، وشهادة بدخل شهرى 1500 جنيه، ولما تبقى عمدة هتاخد مكافأة شهرية 750 جنيهًا، تصرفهم وتتبغدد بيهم ع العمودية.
كل حاجة بركتها قلت، وزمان العمدة كان عمدة، ليه وزنه وتقله وكلمته، دلوقتى العمدة مجرد مندوب للداخلية لا حد يشغله أو يحاسبه أو يسأله هو بيعمل إيه.
شيخ البلد، زمان كان هيبة وشنة ورنة، وخلف ولد، والكلام ده كله، دلوقتى لو عاوز تبقى شيخ بلد مش مطلوب منك غير شهادة الميلاد، والتحليل، وشهادة الخدمة العسكرية، وشهادة محو أمية، وشهادة بدخل شهرى 500 جنيه، وهتاخد مكافأة شهرية 500 جنيه.
بلد لسه ماشية بالقعدات العرفية، ولو اجتمعت قرية على طرد المسيحيين اللى فيها عشان ديانتهم مفيش مشكلة يتطردوا، إيه بقى المشكلة إننا نبقى لسه ماشيين بنظام العمدة وشيخ البلد وشيخ الحارة وكبير المنطقة والفتوة، واسم الله عليه.. اسم الله عليه.
■ فاجعة التحرش الجماعى فى الشرقية، بدت كأنها مظاهرة، آلاف الشباب يحاصرون محلا تحتمى بداخله فتاة، كانت عائدة من حفل زفاف وترتدى فستانا قصيرا.
آلاف الشباب، لم يخرجوا بحثا عن عمل أو وظيفة، أو لمحاربة أعداء الوطن، أو لمطالب سياسية، وإنما خرجوا يحمل كل منهم هطله على كتفه من أجل التحرش بفتاة.
من المسؤول عن وصولنا إلى هذه المرحلة من الحيوانية، انعدام الدين فى شعب متدين بطبعه، أم عدم تربية لخيرة شباب الوطن، أم غياب القانون فى بلد يركب فيها الجميع فوق القانون.
كل يوم كارثة جديدة فى مجال جديد، لنثبت للعالم كله أننا سباقون إلى المصايب، ومصر جميلة.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة