أصبح اصطفاف المصريين لمواجهة الإرهاب ضرورة ملحة مع مرور الوقت لسرعة القضاء على العناصر المسلحة التى تهدف لزعزعة استقرار الوطن والنيل من أمنه ومستقبله، لذا فإن كافة فئات المجتمع مطالبه بالعمل على نشر الفكر الصحيح ومواجهة الأفكار المتطرفة، ويأتى فى مقدمة هؤلاء أهل النخبة فى كل مجال وفى أى موقع، إلا أن الدور المنوط بها لم يحدده أحد خاصة أن الأمر ليس منظمًا فى ظل رؤية البعض أن مصر تمر بمرحلة خطيرة من آثارها تشرذم نخبتها.
فى بادئ الأمر اعتبر الدكتور على السلمى نائب رئيس وزراء مصر السابق، أن المصريين الشرفاء عليهم العبء الأكبر فى مواجهة مصر للإرهاب، من خلال رفض الدعاوى السلفية أو غيرها من الدعاوى الداعمة للإرهاب والفكر المتطرف، معتبرا أن ما يسمون بأهل النخبة لم يعد لهم وجود والتعويل عليهم رهان خاسر: "النخبة تشرذمت ولم يعد لها وجود ومن يراهن عليها هو خاسر وليس لها دور حاليا فى مقاومة الإرهاب".
وقال نائب رئيس وزراء مصر السابق فى تصريحات خاصة، أن المرحلة الحالية التى تمر بها مصر فى حربها على القوى الظلامية والجماعات المسلحة الإرهاب ية فى حاجة إلى أن يلتزم المصريون حكاما ومحكومين بقيم المواطنة، وأن يكون الرفض الشعبى لكل أمر له صلة بالإرهاب سواء أشخاص أو كيانات أساسا لتكوين عقيدة وطنية قائمة على الإسلام الصحيح الذى يدعوا إلى الاتحاد والمحبة والمواطنة.
فيما كان هناك رأى مخالف لما ذكره "السلمى" حيث أكد الكاتب الصحفى صلاح عيسى الأمين العام للمجلس الأعلى للصحافة، أن الجزء الأكبر من النخبة المصرية الذى شارك فى ثورتى 25 يناير و30 يونيو أو ما يسمى بالتيار المدنى الذى يسعى لبناء دولة عصرية مدنية ويعتبر الحكم الحالى جزء منه لا زال يقوم بدوره كل فى موقعه: "النخبة عليها دور مهم وبالغ الأهمية فى مواجهة الإرهاب".
وأوضح "عيسى" فى تصريحات خاصة، أن النخب موجودة فى موقع بالدولة سواء كان الجهاز الإدارى أو الإعلام أو حتى الداعمين للفكر المتطرف، إلا أن دورها لا يقتصر فقط على الانتقاد بل يجب أن يكون إيجابيا فى دعم قضايا كتجديد الخطاب الدينى: "مطلوب أن تنظم النخب نفسها بنفسها أو أن يتم توظيفها عبر برامج يتم دعوتها إليها مثل تنظيم ندوات أو مؤتمرات فى الأقاليم على سبيل المثال للتواصل المباشر مع المواطنين.
وأضاف الأمين العام للمجلس الأعلى للصحافة: "هناك انطباع تولد وهذا خطأ بأن الإدارة فى مصر مكتفية بنفسها وأنها ليست فى حاجة لأحد وأنها ستتولى بنفسها كل العمل وهذا خطأ بالطبع وجعل البعض ينعزل بنفسه عن قضايا المجتمع"، لافتا إلى ضرورة أن يقوم المجلس الأعلى لمكافحة الإرهاب بالاستعانة بالنخب المصرية وتوظيفها فى إطار التواصل المباشر مع المواطنين لتوضيح حقائق الأمور وخطورة الموقف الحالى.
وحيد حامد: التيارات السلفية تفرض سطوتها بالمجتمع.. وإرهابيون يعتلون المنابر
قال الكاتب والسيناريست الكبير وحيد حامد، إن الحديث عن دور النخبة والقوى المدنية فى مكافحة الإرهاب مجرد استهلاك كلامى ليس له داعى، مشيرا إلى هناك كتائب فى المجتمع تكفر هؤلاء النخبة والمثقفين بتهمة العلمانية والزندقة والكفر.
وتساءل فى تصريحات خاصة لـ"اليوم السابع": كيف يقوم المثقفين والفنانين والنخبة بدورهم ونحن ترك التيارات السلفية بجميع أنواعها منطلقة كالذئاب الشرسة فى المجتمع تفرض سطوتها وسلطانها.
وأضاف: ماذا يفعل جموع المستنيرين والمسلمين الوسطيين، ونحن نترك الزوايا الصغيرة يعتلى منابرها الإرهابيين وأصحاب الدعوات الشريرة، مشبها الأمر بالأرض الزراعية التى يجب تطهيرها أولا من الطفيليات.
وشدد السيناريست الكبير، على أنه قبل مطالبة أى مثقف أو مسلم معتدل أن يقوم بدوره فى المجتمع يجب تطهر الأرض من يفسدوها ومازلوا يفسدوها حتى الآن، وأنه على الدولة أن تقوم بدورها أولا، معتبر أن الدولة تدلل التيار السلفى.
وبدوره قال حسام الخولى نائب رئيس حزب الوفد، أن المصريين عليهم الاصطفاف فى خندق واحد لمواجهة الفكر المتطرف والجماعات الإرهابية: "الاصطفاف الآن أمر ضرورى وطبيعى أن يحدث لأن المصريين بيبان معدنهم وقت الشدة وفى الأوقات الصعبة"، مضيفا أن النخبة عليها المشاركة فى تعريف المواطنين بمخاطر القوى الظلامية وخطورة أفكارهم على المجتمع المصرى.
أضاف "الخولى" فى تصريحات خاصة، أن هناك امرا غاية الخطورة يحدث فى القرى والنجوع بمحافظات مصر المختلفة وهو غياب الثقافة والفكر الصحيح عن مواطنيها حيث تتم نشر أفكار غير منطقية تساهم بشكل أو آخر فى دعم الفكر المتطرف وجماعاته، مطالبا بضرورة التحرك السريع من قبل مؤسسات الدولة والنخبة وكافة القوى الوطنية لتصحيح الأمر فى كل بقعة من أرض الوطن.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة