فى ظل الحرب الشرسة التى تخوضها الدولة مع التطرف والإرهاب؛ ظهرت الفتاوى السنوية التى تحرم الاحتفال بشم النسيم والاحتفال بمظاهره من طعام الذى يتناوله الأقباط فى ذلك اليوم، وذلك من قِبَل بعض الشيوخ المتشددين فى المجتمع المصرى.
وظهرت الفتاوى المتشددة لتمنع الاحتفال بشم النسيم فى المجتمع باعتباره عيدا وثنياً، كما يحتفل به اليهود أثناء خروجهم من مصر.
وأكدت الدعوة السلفية فى العديد من منشوراتها على مواقع التواصل الاجتماعى أن شم النسيم سماه الفراعنة عيد ذبح الخروف، وسماه اليهود عيد الفصح، وسماه الرومان عيد القمر، واستعانوا بالعديد من مقولات شيوخ السلفية لتكفير الاحتفال به.
جانب من القوافل الدعوية للأزهر والأوقاف
وفى أحد المنشورات التحذيرية للاحتفال بشم النسيم وضعت الدعوة السلفية صورًا تحذيرية للطعام الذى يتم تناوله فى تلك المناسبة، ودونوا أسفله "ليس من أعياد المسلمين، فهو عيد وثنى مسيحى"، و"من تشبه بقومٍ فهو منهم" و"من أحب قوما حُشِرَ معهم"، وفى مدونة أخرى وضعت اللجنة الإعلامية للدعوة السلفية آيات قرآنية وأحاديث تمنع الاحتفال بأعياد الديانات الآخرى.
وقالت الدعوة السلفية فى أحد منشوراتها على مواقع التواصل الاجتماعى: "ماذا يجب على المسلم فعله فى شم النسيم؟" وأجابت عليه بعدم الاحتفال به أو مشاركة المحتفلين به فى احتفالاتهم، أو حضور الاحتفال به.
وفى تحريضٍ بيّن على الكراهية؛ طالبت الدعوة السلفية بعدم إعانة من يحتفل بتلك المناسبات من أقباط كانوا أم يهود أم غيرهم بأى نوع من أنواع الإعانة كالإهداء لهم، أو الإعلان عن وقت هذا العيد، أو مراسيمه، أو مكان الاحتفال به، او إعارة ما يعين على إقامته أو بيع ذلك لهم، فكل ذلك مُحَرَّم.
أئمة الأوقاف والأزهر يتحدثون مع الشباب على المقاهى
وحرضت الدعوة السلفية على إنكار المسلمين الذين يحتفلون بأعياد الربيع، ومقاطعتهم فى الله تعالى إذا صنع دعوة لأجل هذا العيد!، محرضة: "وكما لا نتشبه بهم فى الأعياد فلا يعان المسلم فى ذلك، بل ينهى عن ذلك ولا يبيع المسلم ما يستعين به المسلمون على مشابهتهم فى العيد من الطعام واللباس ونحو ذلك، لأن فى ذلك إعانة على المنكر".
وقال الشيخ سامح حمودة، الداعية السلفى، إنه لا يحوز بيع الفسيخ للمحتفلين بشم النسيم، والمسلمون لا يحتفلون بمثل هذه المناسبات ولا تجوز المشاركة فى هذا اليوم بأى مظهر من مظاهر الاحتفال وفقًا لتحريضه.
حديث الأئمة مع المواطنين على المقاهى
بينما قال الدكتور بكر زكى عوض، عميد كلية أصول الدين بالقاهرة وعضو المجلس الأعلى للشئون الإسلامية، إنه لا يوجد نص واضح يقول إن تهنئة الأقباط وبناء الكنائس حرام، معقبًا: "من يجد نصًا واضحًا يحرم ذلك فليظهره ومن يقول ذلك فهو يحرف فى آيات الله والقرآن والتحليل والتحريم هو شأن إلهى لا يجوز لأحد أن يقوم بذلك".
وأضاف أن التهنئة لغير المسلم واجبة، وهناك نص قرآنى يؤكد أنه إذا تمت تحية المسلم؛ فلا بد أن يحيى بأحسن منها مهما كانت عقيدة وديانة من ألقى عليه السلام، فهو سلوك اجتماعى يحثه الإسلام على الجميع باختلاف عقيدته، مشيراً إلى أن الإسلام استباح الزواج من أهل الكتاب فكيف أباح ذلك وحرم تهنئتهم بالأعياد وبناء كنائس لهم؟.
وطالب "عوض" الأسرة المصرية بضرورة تحصين شبابها وأولادها من الأفكار المتطرفة ومتابعة أولادهم وأصدقائهم لأن المرء على دين خليله، مشيراً إلى أنه فى السنوات الأخيرة حدث خلل فى الأسرة المصرية ومتابعتها لأطفالها.
وأكد أن أولياء الأمور والأسرة يتحملون مسئولية كبيرة فى إنهاء التطرف فى المجتمع المصرى فهى بيت التربية الأول، وعليهم أن يوضحوا خطر استباحة الدم والعرض وإعلان السيف والتطرف وتحصينهم بشكل دائم ضد التطرف واستقطابهم من الجماعات المتطرفة.
وفى ظل لذلك هناك جهود للأزهر الشريف ومديرية الأوقاف بالإسكندرية لمكافحة التطرف والإرهاب والفتاوى الهدامة، بتكثيف القوافل الدعوية التى تستهدف مشاركة المواطنين ونشر الإسلام الوسطى.
وأعلنت مديرية الأوقاف بالإسكندرية عن قوافل أسبوعية لشتى أنحاء المحافظة يرأسها كبار أئمة ودعاة الأوقاف، بالإضافة إلى دروس يومية بالمساجد، ودروس فقه، وعقيدة للمواطنين من قِبَل المتخصصين.
بينما يشارك مجمع البحوث الإسلامية بعدد من القوافل الميدانية، يشارك فيها شباب الأزهر، وذلك فى الأحياء الشعبية والمناطق التى يسيطر عليها السلفيون بالإسكندرية.
قوافل الأزهر والأوقاف لنشر الإسلام الوسطى وتعاليمه السَمِحَة
وقال يوسف رجب، الداعية الأزهرى، لـ"اليوم السابع" إنهم يجيبون على تساؤلات المواطنين من خلال التواجد معهم على المقاهى، والتى لاقت ترحاب كبير من المواطنين.
وأضاف أنه سيتم تكثيف القوافل لجميع المقاهى بجميع الدوائر بالمحافظة، وهى تحت رعاية الأزهر الشريف، وبتكليفات من شيخ الأزهر، للانتشار بجميع أنحاء المحافظات لنشر الإسلام الوسطى.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة