صراخ يصل عنان السماء.. آهات تخرج حرقة القلب.. نظرات متحجرة عاجزة عن تصديق ما حدث.. أو حتى تفسيره..
آه يا بنى.. آه يا ولدى.. آه ياضى عينى.. خلاص مش هاشوفك تانى.. هلملم جثتك بين إيدى..
مش هاعرف آخد عزاك.. مش هاعرف أفضفض عن اللى جوايا.. نار جوايا مولعة كل جزء فىّ..
ليه يا ولدى مشيت فى طريق اللى بيروح ما بيرجعش؟
يعنى أم الشهيد محمد وجرجس ومصطفى وحنا كلهم رافعين راسهم.. كان نفسى أكون واحدة منهم..
أفتخر بابنى وأقول أنا أم الشهيد.. ليه خلتنى أحس إنى أم مجرمة ماعرفتش تربى وتكبر.. ما عرفتش تعلمك إزاى تخاف على إخواتك ولاد بلدك..
مافيش حد هيصدق إنى تعبت فيك.. ودقت المر علشان أخليك راجل.. كنت فاكرة إنك هتبقى سندى فى الدنيا
لكن النهاردة شفت فى عيون كل الشهداء إنى ربيت وحش
كل همه ينفذ أوامر وبس..
مكسوفة يا بنى إنى أقول إنى أمك ودمى هو نفس دمك وأنك يا ابنى حتة منى..
هافضل للى باقى من حياتى راسى وإحساسى مطاطى..
ولا هاقدر أنطق وأدافع.. إزاى هادافع عن اللى اتكلم بالرصاص.. اللى خلى القنابل حل وخلاص..
اللى دمر كل بيت فيه شهيد.. اللى إيده مليان دم وبارود..
مهما قلت إنك حنين..
مهما قلت إنك ضعيف..
مهما شفت إنك ابنى الطيب..
لكن الناس شافوا قسوة قلبك.. شافوا الضلمة اللى فى دماغك..
ليه يا ضنايا بقيت غريب؟
ليه يا ابنى ضليت الطريق؟
واللى هيدفع فاتورة اللى ماتوا أمك وأختك وولادك ومراتك..
أنت رحت خلاص يا ابنى.. والفاتورة كانت تقيلة زى الليالى اللى هنعيشها من بعدك..
ربنا ما يحكم عليكم تبقوا زى.. تنطفى زهرة حياتكم قدام عينيكم.. نفسى أصرخ فى كل اللى رافعين شعارات فيها دين إنكم مالكوش أى دين..
بادعى على كل واحد كان بيفهم كان بيخطط إنه يقتل إنه يستخدم ولادنا أداة تدمر.. أداة تخرب كل حتة فى أرض مصر لا عمره يهدى ولا يعرف ينام وروح الشهداء يبقى فى رقبة كل غدار وقاتل.. وابنى منهم..
هادعيلك يا ابنى إن ربنا يعفو عنك ويغفر ذنوبك ويبرد نارى عليك..
من النهاردة مش هانام.. مش هاحس بطعم حاجة..
الخوف ورايا.. وحكايات أمهات الشهداء بتنادينى..
من النهاردة قلبى مات..
ابنى مات
والذكريات بقت تراب اتدفن معاك..
رغم إنه يصعب على إنى أنساك.. لكن لازم إنسى إن ابنى كان فى يوم إرهابى وقتل بإيده نفوس برئية.. نفوس ضعيفة.. ملك اللى خلقها
مش ملك ناس رعاع.. ناس ما يعرفوش إلا الخداع..
وكله باسم الدين.. وربنا منهم براء..