آخر الخزعبلات التى خرجت علينا هو صدور كتاب يحمل هذا العنوان المضحك للغاية "السودان مهبط التوراة ومجمع البحرين"، ليس هناك مانع أن يتم اكتشاف جديد فنفرح جميعا، ولكن نغيير الحقائق بطريقة تحمل الفكاهة فهذا بالتأكيد لا يصدقه عقل، وهذا ما حدث بالفعل حيث يقول الكاتب السودانى محمود عثمان حسن، أن التوراة لم تنزل على سيدنا موسى بمصر ولكنها نزلت عليه فى السودان وبالتحديد فى الشمال.
الكتاب الصادر حديثا عن الموسوعة السودانية (سودابيديا)، يزعم تقديم حقيقة تاريخ السوادن حيث جزم الكاتب بأن شبه جزيرة سيناء والبحر الأحمر ليسا هما موقع أحداث القصة ولا هى بمكان غرق فرعون الطاغية وقومه، إنما غرق فرعون كان فى "اليم".
كما أفتى الكاتب بأن اليم المقصود به هو نهر النيل فى شمال السودان، وكلمة اليم يرجع أصلها للغة البجة فى شرق السودان فقبائل البجة ما زالت تسمى الماء يم حتى يومنا هذا، ويضيف أن التاريخ يروى أيضاً أن البجة عاصروا الممالك المصرية فى أوج عظمتها وفى أواخر عهدها.
يرى الكاتب أن القرآن الكريم قد أخذ كلمة اليم من اللغة البجاوية الكوشية السودانية التى كانت منتشرة قديما وتفرض نفسها على المناطق المحيطة بها حتى أسوان شمالا، واستشهد بقوله تعالى "أن اقذفيه فى التابوت فاقذفيه فى اليم فليلقه اليم بالساحل يأخذه عدو لى وعدو له وألقيت عليك محبة منى ولتضع على عيني) طه الآية (29).
ولم يكتف الكاتب بهذا فحسب بل قال أن بيت أم موسى كان قريباً من قصر فرعون الطاغية، وأن المسافة التى تتبعت فيها أخت موسى مريم التابوت راجلة كانت مسافة معقولة نوعاً ما ليست سفراً وليالى ولا ساعات طوال ولا موانع للرؤية فبصرت به عن جنب تتحرك فى سيرها مع حركة التيار للتابوت، وأن قصر فرعون وبيت أم موسى كانا قريبين من النيل مما يمكن أم موسى من أن تأتى إرضاعه يومياً فى قصر فرعون بعد أن حرمت عليه كل المراضع، وكذا الطفل يحتاج فى اليوم الواحد لعدة رضعات.
ويقول الكاتب إن دراسته تشير إلى أن الهجرة الأولى لنبى الله موسى لم تكن فى مصر وبلاد الشام وفلسطين، إنما فى صحراء بيوضة شمال الخرطوم، وأن التوارة نزلت فى شمال السودان.