فى الفترة الأخيرة، ومع انهيار جماعة الإخوان فى مصر، وتراجع كثير من دول العالم عن دعمها، واتجاه دول أخرى إلى وضعها على لائحة الجماعات الإرهابية، سعت الجماعة العريقة فى الإرهاب إلى تشكيل خلايا تكفيرية مسلحة من القيادات القديمة أو المجموعات النائمة، لتحقيق هدفين، الأول تنفيذ الأعمال العنيفة والهجمات المسلحة على مؤسسات الدولة من الجيش والشرطة والإعلاميين، أو استهداف الكنائس والمصالح الخاصة، وإبعاد التهمة المباشرة عن الإخوان، والهدف الثانى، إيجاد أوراق تفاوض قوية بيد الجماعة التى تسعى إلى تحقيق نوع من المصالحة مع الدولة المصرية مقابل وجود مقنن، كما كان الوضع عليه خلال حكم حسنى مبارك.
وجماعة الصادعون بالحق، التى أعلن عنها الإرهابى مصطفى كامل محمد، ممثل التيار القطبى المنشق فكريًا على تراث حسن البنا، هى أحدث الخلايا التكفيرية وثيقة الصلة بجماعة الإخوان الإرهابية، وظهرت مؤخرًا بالتزامن مع كشف أجهزة الدولة لخلية التكفيرى عمرو سعد بقنا، والتى تخصصت فى تنفيذ سلسلة من التفجيرات الانتحارية بدأت بكنيسة البطرسية فى العباسية، وكمين النقب بالوادى الجديد، ثم تفجير كنيستى مارجرجس بطنطا ومارمرقس فى الإسكندرية أثناء أداء الصلاة فى أحد السعف.
ومثلها مثل خلية عمرو سعد بقنا، أعلنت خلية الصادعون بالحق فى أول بيانين لها على يوتيوب، صدامها مع الدولة المصرية انطلاقًا من الأساس الفكرى الإخوانى، فلا يوجد مسمى للوطن ولا للحدود المتعارف عليها ولا لأجهزة الدولة السيادية ولا لمصالح المواطنين وحرماتهم، كما أن المجتمع كافر والدولة كافرة وعلى المسلمين جميعًا العودة إلى الإسلام كما تفهمه الجماعة وأن تبايعها للخروج من الشرك والجاهلية إلى التوحيد والإسلام.
زعيم الجماعة التكفيرية الجديدة، والذى كشف عن نفسه فى بيانين على يوتيوب، يدعى أن جماعته موجودة منذ العام 1974، وأنها كانت تراقب أوضاع المسلمين فى العالم والدول الإسلامية، ويدعى أنها موجودة فى عدة دول عربية وإسلامية، ويتوعد المسلمين فى بيانيه بضرورة ترك دار الشرك إلى دار الإسلام، الأمر الذى يدعو لعدة تساؤلات حول ما يمكن أن يستند إليه هذا الإرهابى العتيد؟ وما إذا كان مدعومًا من خلايا غير مرصودة لتنفيذ عمليات إرهابية ونسبتها للجماعة حتى تكتسب ثقلًا فى مصر أو البلاد التى تسعى للتحرك داخلها؟ وكذا عن التنسيق بين تلك الجماعة وبين مختلف الجماعات الإرهابية الكبرى؟ وكذلك مدى استجابة العناصر المتشددة وغير المنظمة إلى تلك الدعوة المشبوهة، وتنفيذ تكليفات داخل مصر أو خارجها لقاء أموال.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة