كان لدى الرئيس الراحل جمال عبدالناصر إيمان تام بأهمية إنشاء مجالس قومية متخصصة كتلك الموجودة بمعظم الدول الكبرى آنذاك، لتساعد الدولة بصورة ممنهجة ودائمة على رسم سياساتها طويلة المدى، ومجابهة كل مشكلات المجتمع بأسلوب علمى ومتطور.. وفعلا صدر القرار الجمهورى بإنشائها عام 1971 ولكن لم تشكل سوى عام 1974 بعد انتصارات أكتوبر وتم تشكيلها من أربعة مجالس هى (التعليم والبحث العلمى والتكنولوجيا - الخدمات والتنمية الاجتماعية - الشؤون الاقتصادية - الثقافة والفنون والآداب)، وأسند الرئيس السادات رئاستها حينئذ إلى واحد من أفضل وأعظم الرجال فى تاريخ مصر الحديث وهو الدكتور محمد عبدالقادر حاتم (رحمه الله)، وكانت تضم أفضل العقول المصرية فى كل المجالات، ولطالما شكلت من حيث الإمداد بالمعلومات والدراسات والتوصيات الرافد الرئيسى لمُتخذ القرار الذى يعينه على اتخاذ القرار السليم.. ولكن للأسف عقب وفاة د. حاتم تم تهميش دورها وأصبحت فى خبر كان.
أرجو أن يكون مجلس علماء مصر يؤدى حالياً نفس الدور الذى كانت تؤديه هذه المجالس، فما أحوج مصر لذلك الآن.