"مهنتى دنيتى".. مسابقة تُفجر إبداعات طلاب الدبلومات الفنية بالصعيد.. الفائزات: "تعلمنا نعمل كريب وبيتزا وتصميم الملابس".. وبرنامج التدريب المهنى: "البنت الصعيدية أد التحدى.. وهدفنا تغيير النظرة للتعليم الفنى"

الأحد، 16 أبريل 2017 07:00 ص

مسابقة مهنتى دنيتى

وائل ربيعى

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء

"تقف رافعا يدك تحية وإجلالاً، ليس فقط لحمرة خجل تراها فى وجوههن حين يتكلمن عن أفكارهن أو يشرحن ابتكاراتهن، أو إصرارهن على مواجهة مجتمع يصفهن بصاحبات علم ضئيل".. إنهن طالبات المدارس الفنية المشاركات فى مسابقة "مهنتى دنيتى" التى نظمها برنامج دعم وإصلاح التعليم الفنى والتدريب المهنى التابع لوزارة الصناعة والتجارة بمحافظات الصعيد.

"المسابقة دى أفاقت الأفكار فى عقولنا وخلتنا نعرف إزاى نشتغل، وإزاى نعمل حاجات مكناش بنعرف نعملها قبل كده".. بهذه الكلمات القوية بدأت الطالبة سيدة ناصر، من مدرسة نوط الفنية بنات بالوادى الجديد التى فازت بالمركز الأول بمسابقة المخبوزات، خطابها إلى المجتمع، مؤكدة على أن الناس تنظر إلى خريجى الدبلومات المهنية على أنهم لم يحظوا بحظ وافر من التعليم أو التدريب، أو أنهم متعلمين درجة ثانية، حسب وصفها.

وكشفت عدد من الطالبات الفائزات بمسابقة المهارات الفنية "مهنتى دنيتى"، عن أن المسابقة أكسبتهم العديد من المهارات الجديدة كطريقة عمل "البيتزا والكريب وتصميم الملابس" من خلال المجالات المختلفة التى تنافس فيها الطلاب والطالبات.

وأكدن الطالبات المشاركات فى المسابقة، على أن المهن التى يكتسبونها فى التعليم المهنى قادرة على النهوض بالمجتمع، وأن طلاب التعليم الفنى أو المهنى كما يفضلون تسميته هو شريك فى النهوض بالمجتمع؛ لأنهم يمثلون الضلع الأكثر أهمية وخطورة فى نفس الوقت، وذلك من خلال تنفيذهم للمشروعات المختلفة برؤية وأيد ماهرة قادرة على البناء والتنمية.

وحضرت مجموعة كبيرة من طلاب المدارس الفنية بمحافظات الصعيد المختلفة، مع ابتكارات مختلفة فى أقسام الكهرباء والتبريد والتكييف بالمدارس الصناعية وغيرها من المدارس الفنية المشاركة فى مسابقة "مهنتى دنيتى"، مشيرين إلى أن اعتماد هذه الأفكار الطلاب وتبنيها من قبل بعض رجال الأعمال سيثرى المحافظات المختلفة لصعيد مصر ويجعله شريكا فى النهضة التى تشهدها مصر.

وفازت الطالبة سيدة ناصر، من مدرسة نوط الفنية بنات بالوادى الجديد بالمركز الأول بمسابقة المخبوزات، مؤكدة على أنها تعلمت طرق عمل العديد من أنواع الطعام الجديدة التى لم تكن تعرفها، كما فازت ياسمينا عيسى، بالمركز الثانى على مستوى مجال المخبوزات، وفازت مارينا مرزوق بمدرسة أبو تيج، بالمركز الثالث فى تصميم الملابس، مؤكدة على أنها تفتخر بتعليمها الفنى، وتعمل على تشجيع زميلاتها وزملائها للتقديم فى المسابقات المختلفة الخاصة بالتعليم الفنى.

وفازت الطالبة حسناء أشرف حسن بالمركز الأول على مسابقة تصميم الملابس، حيث أحد المدرس المشرف على عدد من الطالبات المشاركات فى المسابقة أن المدرسة أذاعت خبر المسابقة فى إذاعتها المدرسية وطالبت طالباتها بالتقديم فى المسابقة، قائلا: "حاولنا استخراج الأشياء المدفونة فى الطالبات والطلبة، وسألت عن الطالبات المتميزات والطلاب المتميزين فى المدرسة وتم اختيارهم للتقديم فى المسابقة بعد إبداء رغبتهم فى ذلك، مؤكدًا على أن المكسب الأصلى هو المشاركة فالمسابقة وليس الفوز بالمسابقة ولكن شرف المحاولة هو المكسب الأول.

من جانبه، قال الدكتور إيهاب شوقى، مدير برنامج دعم وإصلاح التعليم الفنى والتدريب المهنى التابع لوزارة الصناعة والتجارة، إن البنت الصعيدية أصبحت قادرة على المشاركة فى المسابقات المختلفة وتغيرت أحوالها إذ أنها تستطيع الآن السفر بمفردها والمشاركة فى فعاليات المسابقات الطلابية المختلفة، معلنا فوز 4 طالبات من 18 فائز بمسابقة مهارات صعيد مصر "مهنتى دنيتى"، التى تعد المسابقة الأكبر من نوعها فى المهن الصناعية والتقنية، التى من المقرر أن تختتم فعالياتها اليوم الأحد بجامعة أسيوط.

وأضاف شوقى، أن المشاركة الكبرى التى ظهر عليها طالبات التعليم الفنى بـ 5 محافظات من محافظات الصعيد، تؤكد التوعية بأهمية التعليم، قائلا: "لابد من النظر لنصف الكوب الملئ بالماء وليس البحث عن السلبيات وإبرازها كما يفعل كثيرون، ولابد من وجود هيئة قومية للتعليم الفنى تعمل على تطوير هذا النوع المهم من التعليم القادر على النهوض بمصر ووضعها فى مصاف الدول المتقدمة".

وأوضح مدير برنامج دعم وإصلاح التعليم الفنى والتدريب المهنى التابع لوزارة الصناعة والتجارة، أن مسابقة "مهنتى دنيتى" تقدم للمشاركة فيها حوالى 365 طالبًا وطالبة من محافظات المنيا والوادى الجديد وأسيوط وسوهاج وقنا فى المرحلة الأولى، وذلك بعد ترشيحهم من قبل مدارسهم فى المحافظات المختلفة، إذ أنه لم تكن المسابقة مخصصة للمدارس الفنية فقط وإنما شاركت مدارس التعليم الفنى وخريجى التعليم الفنى ذو الكفاءة الإنتاجية بشرط ألا يتعدى سن الخريج 22 سنة، مشيرًا إلى أن المسابقة تضمنت 6 مجالات هى: "اللحام والتبريد والتكييف والمخبوزات وتصميم الملابس والإلكترونيات وإدارة الأثاث"، وفى كل مهارة لجنة تحكيم تختار الطلاب.

من جانبه، قال محمد رجب، مدير تيسير الانتقال لسوق العمل ببرنامج إصلاح التعليم الفنى والتدريب المهنى، إنه تم فى البداية اختبار الطلاب عمليا ونظريا وكشف مهارات الأساسية للطلاب للمشاركة فى المسابقة، وتم تصفية الطلاب لـ 62 طالبًا بالمرحلة النهائية.

وأكد مدير تيسير الانتقال لسوق العمل ببرنامج إصلاح التعليم الفنى والتدريب المهنى، على أنه تم إعداد الطلاب للمسابقة من خلال فترة تدريبًا مكثفًا من قبل مدربين معتمدين ومؤهلين لمدة 3 أيام بواقع 7 ساعات أسبوعيا تم خلالها تنمية المهارات الفنية ومهارات العرض الخاصة بالطلاب، وتم التدريب فى ورش الهندسة بجامعة أسيوط، حيث فاز 18 طالبًا من بينهم 4 طالبات بالثلاثة مراكز الأولى، وخصصت المسابقة 2000 جنيه للفائز بالمركز الأول و1000 جنيه للثانى و500 جنيه للثالث.