سعيد الشحات

خلط الأوراق فى نقد الأزهر - «1»

الإثنين، 17 أبريل 2017 07:00 ص

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
أثناء زيارتى إلى سنغافورة الشهر الماضى، سمعت من السفير محمد أبوالخير سفيرنا النشط هناك، أن المسؤولين فى سنغافورة يتمنون زيارة شيخ الأزهر الإمام الأكبر الدكتور أحمد الطيب إلى بلدهم، لأنهم يحترمون الأزهر ويجلونه ويرون فيه رمزا للاعتدال الإسلامى، ويثقون فيه كمؤسسة تعليمية دينية يفد إليه طلاب العلم من المسلمين فى هذه البلد التى يسكنها نحو خمسة ملايين ونصف مليون نسمة، منهم حوالى 15 من المسلمين.
 
أعيد ذكر هذا الكلام بمناسبة ارتفاع حرارة الهجوم على الأزهر هذه الأيام، والمفارقة أنه بينما يحظى الأزهر بهذه المكانة الرفيعة فى الخارج، ينفجر الهجوم ضده بتحميله مسؤولية الإرهاب والتطرف، واختلط الغث بالثمين فى وجهات النظر التى قيلت فى ذلك، وبدلا من طرح آراء بناءة تستهدف تطويره تطويرا حقيقيا، وجدنا من يستخف بدوره تاريخيا وكأنه لم يقدم شيئا له قيمة طوال تاريخه، وكأن كل ما يفعله هو تخريج دفعات متتالية من الإرهابيين والتكفيريين الذين يعبثون بمقدرات كل شبر من أرض مصر، وكأنه هو أيضا المسؤول عن الإرهابيين الذين يتخرجون من الجامعات المصرية الأخرى ودرسوا فى كليات القمة كالطب والهندسة، وكأنه هو المسؤول عن الإرهابيين الذين يحملون مؤهلات متوسطة.
 
سيقول البعض بأن على الأزهر، أن يشيع ثقافة التسامح فى الإسلام، ويشيع ثقافة الاعتدال ووسطية الإسلام، وهذا صحيح، ولكن هل هو وحده يتحمل مسؤولية الخروج عن هذا المسار؟ هل وحده مسؤول عن كل التخاريف التى يطلقها البعض ممن لم يدرسوا فيه، وكل مؤهلاتهم إطلاق لحاهم وحفظ عدة كتب من التراث وامتلاك القدرة على الحفظ والتحدث؟ هل يتحمل هو مسئولية إطلاق هؤلاء فى القنوات الفضائية لبث سمومهم؟
 
هل يتحمل مسؤولية إدخال الكتب إلى مصر بأبخث الأثمان منذ سبعينيات القرن الماضى وتواصلت فى السنوات التالية، وتدعو إلى التشدد والتطرف؟
 
ومن يريد أن يعرف حجم هذه الجريمة وحدها فليعود إلى قراءة مذكرات الدكتور عبدالمنعم أبوالفتوح ليعرف منها، كيف كانت هذه الكتب تأتى مجانا، ويتم توزيعها على نطاق واسع أثناء وجوده فى اتحاد طلاب كلية طب قصر العينى عضوا فرئيسا له ورئيسا لاتحاد طلاب جامعة القاهرة عام 1977، كانت لهذه الكتب تأثير بالغ على البنيان الفكرى لأجيال عديدة، وهناك من يؤكد بأن إدارة الأزهر وقتئذ كان لها دور بطريقة ما فى نشر هذه الكتب، غير أن ذلك كان يتم بتشجيع من القيادة السياسية وقتئذ للقضاء على الفكر اليسارى وسحب قواعده الجماهيرية.
 
فى سياق أسئلتى أيضا: أقول هل يتحمل الأزهر مسؤولية سيطرة تيارات متشددة وتكفيرية على عشرات المساجد والزوايا فى القرى والنجوع والمدن لسنوات طويلة؟ فمنذ سبعينيات القرن الماضى والسنوات التى تلت، كان من السهل الإشارة إلى المسجد الفلانى فى المكان الفلانى كمكان لسيطرة السلفيين، ومسجد آخر لسيطرة الإخوان، ومسجد آخر لسيطرة الجماعة الإسلامية، ومسجد لسيطرة الجهاد، والمسؤولية هنا كانت تقع على الحكومة التى تواطأت لتمرير كل ذلك، مما ترتب عليها تجهيز العقول للإرهاب فى المستقبل، فلا الأزهر كان بوسعه السيطرة على هذه المساجد، ولا هو مسؤول عن عدالة الأحوال خارج المساجد بما يؤدى إلى سيادة ثقافة الوسطية التى يتميز بها ديننا الإسلامى.
 
نعم يحتاج الأزهر إلى تطوير، ولكن النظرة إليه بمعزل عن المناخ السياسى العام هو استخفاف بالغ.. وغدا نتابع. 









مشاركة

التعليقات 10

عدد الردود 0

بواسطة:

واحد من الشعب

واحد من الشعب

(سيقول البعض بأن على الأزهر، أن يشيع ثقافة التسامح فى الإسلام، ويشيع ثقافة الاعتدال ووسطية الإسلام، وهذا صحيح، ولكن هل هو وحده يتحمل مسؤولية الخروج عن هذا المسار؟ هل وحده مسؤول عن كل التخاريف التى يطلقها البعض ممن لم يدرسوا فيه، وكل مؤهلاتهم إطلاق لحاهم وحفظ عدة كتب من التراث وامتلاك القدرة على الحفظ والتحدث؟ هل يتحمل هو مسئولية إطلاق هؤلاء فى القنوات الفضائية لبث سمومهم؟).... اه هو وحده يتحمل مسؤولية الخروج عن هذا المسار..الازهر بيسجن الكتاب والمفكرين وبيصادر الافكار وبيحرض على المجتهدين يبقى يتحمل نتيجة ما وصلنا إليه..... واحد من الشعب

عدد الردود 0

بواسطة:

محمد

موش عيب يا استاذ سعيد ان يطلب الرئيس الغاء الطلاق الشفوي ثم يتمطع الازهر بعدم الاستجابه؟

نحن في دوله الازهر البدويه المتخلفه عن العقل والمنطق ويتحججون باسباب واهيه ...الجمود العقلي والديني ليس اداه جيده لمرافقه الواقع

عدد الردود 0

بواسطة:

محمد

جمود الازهر وتخلفه الزمني فلا يزال يفضل المنقول عن المعقول يجعله غير مقبول لا منطقيا ولا عقليا

اين التجديد امام جمود الازهر وعمم الازهريين؟؟؟

عدد الردود 0

بواسطة:

محمد

الجمود الفكري يدعوا الازهر لحبس اسلام البحيري بدلا من منطق الحجه بالحجه ..عصر حجري للازهر

فوق

عدد الردود 0

بواسطة:

محمد

الجمود والتخلف يدعوان الازهر للمطالبه بمنع المفكريين من الفكر والحديث برفعه قضايا ضد المفكرين

امثال اسلام البحيري وفاطمه ناعوت وغيرهم وهذا يظهر الازهر بمظهر لمتخلف والغير قادر علي الرد بالحجه والعاجز التام امام المفكريين والمظهر الازهري المقيت

عدد الردود 0

بواسطة:

محمد

الازهر يحارب المفكرين ويطلب عزلهم وسجنهم كما القرون الوسطي والبروقراطيه الدينيه غلبه علي فكره

اليس هذا جمودا وتخلفا واضحان للعيان؟؟؟؟

عدد الردود 0

بواسطة:

محمد

لم يظهر الازهر اي مرونه في التعامل مع القضايا العصريه ويبدو ان العمم تم احكامها لعدم الاخذ بالعقل

فوق

عدد الردود 0

بواسطة:

محمد

يا ستاذ سعيد جميع مساجد الجمهوريه تيذر في الكهرباء مكيفات واناره خارج الصلاه..الاسراف لماذا

فوق

عدد الردود 0

بواسطة:

محمد

اليس فشل الازهر في التجديد الديني خير دليل علي تخلفه وتمسكه بالدوله البدويه ؟؟؟؟

فوق

عدد الردود 0

بواسطة:

محمد

اثبتت الاحداث ان الوهم هو حصيله اسناد التجديد الديني للازهر...فشل تام في التجديد

هل تطلب من اهل التجميد ان يكونوا اهلا للتجديد ؟؟؟ان اول عقائدهم لا تفكر ولا تجادل يا ولدي

اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة