كشفت وكالة الفضاء الأمريكية ناسا" أن كويكب ضخم يعرف بـ "2014 JO25" ، أو صخرة الفضاء، سيمر بالقرب من كوكب الأرض اليوم الأربعاء، فى حدث يجرى مرة واحدة كل 400 عاما، موضحا أن الكويكب يسافر بسرعة 33 متر/ ثانية، ويصل طوله بين 650 متر إلى 1.4 كم، ومن المنتظر أن يمر الكوكب بمحاذاة الأرض على بعد مليون و800 ألف كم تقريبا، وهى المسافة التى تعادل أربعة اضعاف المسافة بين الأرض والقمر، فيما تقدر قوة انعكاس سطح هذا الكويكب بمثلى قوة انعكاس سطح القمر، وهو ما يعنى أنه يمكن مشاهدته من الأرض باستخدام بعض التلسكوبات.
استعدادات ناسا:
قامت وكالة ناسا مؤخرا بتوجيه عدد من التلسكوبات الجديدة لرصد الكوكب للعثور على التهديدات المحتملة، حيث بدأت العديد من التلسكوبات مثل Arecibo Observatory فى تصور اقتراب الجسم الفضائى من الأرض، وتوضح الصورة التالية عدد من الصور التى التقطها الفلكيون من خلال الرادار للكوكب باستخدام تلسكوب Arecibo يوم 17 أبريل، حيث قام تلسكوب الفضاء العميق التابع لوكالة ناسا فى جولدستون بولاية كاليفورنيا بالتقاط 30 صورة للكويكب، ثم قام علماء الفلك بتحويل تلك الصور لفيلم ممتد.
ما نعرفه عن كويكب 2014 JO25:
تم اكتشاف الكويكب من قبل العلماء منذ ما يصل إلى 3 سنوات، فيما كشف علماء ناسا من خلال الصور الملتقطة أن الكويكب يبدو فى شكل حبة الفول السوداني، ويأتى فى مساحة أكبر من أطول ناطحات السحاب فى الأرض، فيما أوضحت وكالة الفضاء الاميركية (ناسا) إن صخرة الفضاء ستطير فى حدود 1.1 مليون ميل من الارض، أى ما يقرب من 4.6 أضعاف المسافة من كوكبنا إلى القمر.
ولأنه يمر بالقرب من الارض بشكل كبير، فقد تم إدراجه تحت فئة "الكويكبات التى يحتمل أن تكون خطرة"، ومع ذلك قالت وكالة ناسا أن الكوكب سيمر بأمان بعيدا عن الأرض، ولن يظهر مرة أخرى إلا بعد 400 عام، فيما أوضحت ناسا فى بيان صحفى صدر فى 6 أبريل الجاري، أن الصخرة يبلغ ارتفاعها مقدار مركز التجارة العالمى بنيويورك وبرج شنجهاى فى الصين، إلا أن عالم الكواكب "إدغارد ريفيرا فالينتين" قال إن الكويكب قد يكون فى الواقع أكبر من ذلك.
الدفاع عن الارض من الكويكبات القاتلة:
رغم تأكيدات ناسا بأن هذا الكويكب لن يصدم بالأرض، إلا أنها تضع بعض الاحتياطات فى اعتبارها خاصة وأن هذه الكويكبات لا يمكن التيقن من مسارتها المستقبلية بشكل كامل، فيما أشارت بعض التقارير إلى أن ناسا كان بمقدورها إطلاق بعثة دفاعية للفضاء للقضاء على الكويكب قبل الاصطدام بالأرض، حيث تأخذ ناسا هذا الأمر بمحمل الجد، وتعتمد على تلسكوب NEOCam الفضائى لمسح مناطق من الفضاء قريبةً من مدار الأرض، حيث يمكن أن توجد كويكبات قد تُشكل خطراً على الأرض.
على جانب أخر كان الكونجرس الأمريكى قد وافق على تخصيص 50 مليون دولار لعمليات رصد الأجسام القريبة من الأرض والدفاع الكوكبى فى عام 2016، مقابل 4 ملايين دولار فقط فى عام 2010، وقد وجدت البرامج العالمية للكشف عن الكويكب أكثر من 16،072 من الأجسام القريبة من الأرض من جميع الأحجام، وفقا للاتحاد الفلكى الدولي.
حالات مشابهة:
قالت ناسا إن كويكبات صغيرة تمر من الأرض بنفس المسافة المذكورة عدة مرات كل أسبوع، إلا أنه منذ 13 عامًا لم يسبق أن مرّ كويكب بهذا الحجم وبتلك المسافة من الأرض، موضحة أن هذا الكويكب لا يمكن رؤيته بالعين المجردة، ولكن يمكن استخدام بعض التلسكوبات لرؤيته.
صعوبات فى دراسة الكويكب:
فيما أوضح أحد علماء الفلك أن الصعوبة فى دراسة الكويكب بشكل واضح هو كونه يقترب للأرض من اتجاه الشمس، مما يجعل من الصعب على أجهزة المسح الارضية أن ترى ذلك حتى يمر عبر مدار الأرض، ويتجه مرة أخرى إلى حزام الكويكبات الرئيسى حيث تنفق معظم وقتها المداري".
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة